الخبير الاقتصادي عادل عبد الفتاح: المتحف المصري الكبير.. بوابة حضارية لتعزيز الاقتصاد والتنمية

 

 

أوضح الخبير الاقتصادي عادل عبد الفتاح، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل خطوة استراتيجية هامة لتعزيز السياحة المصرية وتحقيق مردود اقتصادي واسع النطاق، مباشر وغير مباشر، مشدداً على دور كل من القطاع الخاص، والإعلام، والتسويق الرقمي في دعم هذا النجاح الكبير.

*رؤية طويلة المدى للسياحة المصرية*

أكد عادل عبد الفتاح أن مصر تستطيع خلال عشر سنوات أن تصبح الدولة الأولى عالمياً في مجال السياحة، قائلاً: “يمكننا، إن شاء الله، خلال عشر سنوات، أن نصبح الدولة الأولى في السياحة العالمية، إذا تم التخطيط بشكل سليم وتنظيم المراحل المختلفة، ووضع أولويات واضحة لكل خطة، ثم العمل على تنفيذها بدقة.”

وأشار عادل عبد الفتاح إلى أن نجاح هذا المشروع يعتمد على استكمال المقومات الأساسية للسياحة، ومنها المطارات والفنادق والخدمات السياحية المصاحبة بقوله:
“إذا أحسنا الإدارة واستكملنا بعض المقومات الأساسية، مثل المطارات والفنادق، فسيكون من السهل استيعاب أعداد كبيرة من السياح، وسيصبح المتحف نقطة جذب رئيسية.”

ولفت إلى أن ثقافة المواطن المصري تجاه السياح تعتبر عنصراً محورياً في نجاح المشروع حيث قال:
“ثقافة المواطن المصري في التعامل مع السياحة مهمة جداً. نحن من أفضل الشعوب في استقبال الضيوف، ورغم بعض السلبيات، فإن الزائر يكتشف عند سفره خارج مصر أن المصريين من أرقى الشعوب في التعامل مع السياحة، لكننا بحاجة لتعزيز هذه الثقافة بشكل أكبر.”

*دور القطاع الخاص في تحقيق المردود الاقتصادي*

أكد عادل عبد الفتاح أن القطاع الخاص ظهر بالفعل في بعض المظاهر الاقتصادية المرتبطة بالمتحف، مشيراً إلى ظهور جزء من دور القطاع الخاص مباشرة من خلال إعلان أحد رجال الأعمال عن إنشاء فندق خمس نجوم في منطقة المتحف، يستوعب 500 غرفة، وهو ما يعد بداية جيدة ومبشرة.”

وأشار إلى أن المشروع يحتاج لتطوير متكامل ومتوازي للفنادق والخدمات قائلا:
“إذا كان الفندق يتكلف 100 مليون دولار ويستوعب 500 غرفة فقط، فإننا بحاجة لأن نسير على نفس الشاكلة لتطوير عدد من الفنادق، بما في ذلك الفنادق ثلاث النجوم والشقق الفندقية، وهو ما بدأ بالفعل على أرض الواقع.”

*البنية التحتية والمطارات*

تحدث عادل عبد الفتاح عن حجم الاستثمارات المطلوبة للبنية التحتية وقال: “تكاليف المطارات تعد من أكبر التكاليف، فمثلاً مطار في دولة خارجية تبلغ تكلفته نحو 30 مليار دولار. القطاع الخاص قادر على المشاركة في هذا الاستثمار مقابل الإدارة والتشغيل، لتخفيف العبء عن الدولة.”

وشدد على أهمية التخطيط المتكامل بقوله: “نحن لا نريد أن نثقل كاهل الدولة بهذه الأعباء الضخمة، وإذا كانت التكلفة في المتحف تصل إلى مليار دولار، فتصور حجم الاستثمار المطلوب في مطار.”

*الإعلام والتسويق الرقمي*

أكد عادل عبد الفتاح أن الإعلام الرقمي والتسويق يلعبان دوراً محورياً في دعم السياحة حيث قال: “الإعلام والمنصات الرقمية غاية في الأهمية لتعريف العالم بالمتحف المصري الكبير، وتجربة الزائر على أرض الواقع تضيف مصداقية أكبر من أي إعلان تقليدي.”

وأشار إلى أهمية التسويق العلمي المدروس: “التسويق والدعاية المنظمة علمياً يمنح الشركات المتخصصة دوراً فعالاً، لأن الزائر الذي يزور المكان بنفسه يصبح أكثر قدرة على نقل التجربة للآخرين بصدق ومصداقية. التجربة الواقعية تفوق أي معلومة غير موثوقة.”

*خلق فرص العمل للشباب*

تحدث الخبير عن المردود غير المباشر للمتحف، خاصة في توفير فرص العمل قائلًا:
“المردود المباشر وغير المباشر كبير للغاية. سيسهم المتحف في تشغيل عدد كبير من الشباب والخبرات المصرية في جميع المجالات، سواء في الإنشاءات، الفنادق، شركات التغذية، أو خدمات النظافة.”

وأوضح أن هذا القطاع الاقتصادي سينعكس بشكل إيجابي على مختلف مستويات الاقتصاد الوطني حيث قال:
“المتحف الكبير سيوفر وظائف متنوعة للشباب، سواء في الفنادق والمطاعم أو في الإدارة والإشراف والتسويق، ما يخلق تأثيراً اقتصادياً واسعاً على المجتمع.”

*المصداقية والثقة في جذب السياح*

أوضح عادل عبد الفتاح أن التجربة الواقعية للزائر تعزز الثقة والمصداقية لاسيما وأن “الترويج الصادق يكون من خلال التجربة نفسها. الزائر الذي يكتشف المعلومة على أرض الواقع يصبح قادراً على نقلها للآخرين، ما يعزز التسويق الدولي ويزيد من قيمة التجربة السياحية.”
وأضاف: “لسوء الحظ، نحن مقصرون في نقل الصورة بشكل واضح للعالم، وهذا ما سنعمل على تطويره لتعزيز السياحة اللائقة بمصر.”

اختتم الخبير الاقتصادي تصريحاته بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد حدث ثقافي، فهو مشروع اقتصادي ضخم يُسهم في تعزيز البنية التحتية للسياحة وتشجيع الاستثمار الخاص وتوفير فرص عمل للشباب والخبرات المصرية ورفع مكانة مصر السياحية والثقافية على المستوى العالمي.. وأنه “إذا أحسنا الإدارة واستكملنا المقومات الأساسية، سيكون لدينا قطاع سياحي قادر على المنافسة عالمياً، وسيكون المتحف نقطة جذب رئيسية تعكس مصر الحضارية والمعاصرة في الوقت ذاته.”

After Content Post
You might also like