اجتماع لجنة التخطيط المصرية التركية في أنقرة للتحضير لمجلس التعاون الاستراتيجي
صرّح السفير التركي في القاهرة، صالح موطلو شن، أن العاصمة التركية أنقرة تستضيف اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا، وذلك في إطار التحضيرات لعقد الدورة المقبلة من مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى بين البلدين.
وأوضح السفير شن أن الاجتماع يهدف إلى تنسيق الاستعدادات الخاصة بالمجلس وتحديد الخطوات التي سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، مؤكداً أن التنسيق يتم عبر مشاورات مباشرة بين الجانبين المصري والتركي.
وأشار إلى أن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، سيزور أنقرة للمشاركة في أعمال الاجتماع، موضحاً أن مجلس التعاون الاستراتيجي، الذي تأسس في فبراير 2024 برئاسة الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان، أصبح الإطار المؤسسي الأعلى لتنظيم العلاقات الثنائية، ومتابعة مسارات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين.
وأضاف السفير أن العلاقات المصرية – التركية شهدت زخماً متزايداً منذ إعادة تعيين السفراء في منتصف عام 2023، تزامناً مع تبادل الزيارات الرئاسية بين القاهرة وأنقرة، حيث زار الرئيس السيسي تركيا في سبتمبر 2024، كما زار الرئيس أردوغان مصر ثلاث مرات خلال العام والنصف الماضيين، كان آخرها في قمة شرم الشيخ للسلام في أكتوبر 2025.
وأكد شن أن الزيارات المتبادلة واللقاءات المتواصلة بين الجانبين تعكس بداية مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي الشامل، مشيراً إلى أن الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي سيُعقد خلال النصف الأول من عام 2026، ومن المتوقع أن يزور الرئيس أردوغان القاهرة بمناسبة انعقاده.
وفي الشق الاقتصادي، أوضح السفير أن حجم التجارة بين البلدين حقق رقماً قياسياً تجاوز 8 مليارات دولار في عام 2024، مشيراً إلى أن اتفاقية التجارة الحرة تمثل الإطار الرئيسي لتنظيم التبادل التجاري.
وأضاف أن مصر وتركيا نجحتا في الحفاظ على هذه الاتفاقية رغم المنافسة في بعض الأسواق، وهو ما يعكس قوة الاقتصادين وحرصهما على تعميق العلاقات الاقتصادية.
وأشار شن إلى التوسع الملحوظ في الاستثمارات التركية في مصر منذ عام 2022، لاسيما في قطاعات الصناعات الهندسية والمنسوجات، موضحاً أن من أبرزها افتتاح مصنع “بيكو” للأجهزة المنزلية في العاشر من رمضان، ووضع حجر الأساس لعدد من مصانع “هيات كيميا” في العين السخنة، إلى جانب الاستثمارات المتنامية في منطقة القنطرة غرب ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأكد أن مصر تمثل وجهة استثمارية جاذبة للشركات التركية بفضل توافر العمالة الماهرة وانخفاض تكلفتها، وموقعها الجغرافي المتميز، فضلاً عن حوافز اتفاقية “الكويز” التي تربط مصر بالولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، لفت السفير إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتطور بوتيرة متسارعة، مع خطط لزيادة النقل البحري بين الموانئ المصرية والتركية عبر خطوط (RORO)، مشيراً إلى أن قطاع السياحة يشهد أيضاً نمواً كبيراً عقب تطبيق نظام التأشيرة عند الوصول للمواطنين الأتراك، ما أدى إلى ارتفاع أعداد السياح الأتراك إلى مصر ثلاثة أضعاف، متوقعاً أن يتضاعف الرقم مجدداً خلال العام الجاري.
وأضاف أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون عاملاً جاذباً إضافياً للسياح الأتراك، مؤكداً أن اهتمام الزوار الأتراك بالمتحف يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين.
وتناول السفير شن جانب التعاون الثقافي والفني، موضحاً أن عام 2025 يمثل الذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، حيث يجري تنظيم سلسلة من الفعاليات المشتركة لإحياء هذا الحدث.
ومن أبرز الأنشطة المخطط لها معرض للخط العربي في الجمعية الجغرافية المصرية بمشاركة نخبة من الخطاطين الأتراك والمصريين، إضافة إلى معرض لفساتين الزفاف التركية التقليدية وحفل موسيقي تركي – مصري مشترك في 19 نوفمبر الجاري، إلى جانب مشاركة فنانين ومخرجين أتراك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي السادس والأربعين.
واكد السفير على أن العلاقات المصرية – التركية تشهد مرحلة جديدة من التكامل والتعاون المتبادل في مختلف المجالات، وأن مجلس التعاون الاستراتيجي يمثل منصة رئيسية لدفع الشراكة نحو آفاق أوسع تخدم مصالح الشعبين الشقيقين
