السفير علي الحفني: زيمبابوي تشهد مرحلة نهضة كبرى

أكد السفير علي الحفني، رئيس لجنة الشخصيات البارزة بالآلية الإفريقية لمراجعة النظراء، أن زيمبابوي تشهد نهضة حقيقية، مشيراً إلى أن من يزورها اليوم يلمس تحولاً كبيراً يخالف الصورة الذهنية الراسخة عنها منذ أكثر من عقدين.

وأوضح الحفني أن البلاد، منذ تولي الرئيس إيمرسون منانجاجوا وانطلاق ما يُعرف بـ”الجمهورية الثانية” عام 2017، تمر بمرحلة تحولات جذرية جعلتها واحدة من أبرز الدول الإفريقية الصاعدة في مسار التنمية، خاصة في مجال التعليم العالي الذي بات ركيزة استراتيجية للدولة.

وأشار إلى أن زيمبابوي اختارت المضي في طريق التنمية الشاملة رغم القيود، معتمدة على استثمار ثرواتها الطبيعية والتوسع في الانفتاح على المجتمع الدولي والبحث عن شركاء جدد بعيداً عن الغرب، وهو ما ساهم في دفع اقتصادها نحو مسار أكثر استقراراً وكفاءة.

وكشف الحفني أن جولته في عدد من أقاليم البلاد أظهرت وجود مشروعات صناعية كبرى في مجالات الحديد والصلب وتوليد الكهرباء بالفحم، إلى جانب صناعات تخدم السوق المحلي والتصدير، بما يحقق قيمة مضافة للموارد الخام ويوفر فرص عمل واسعة وبيئة خصبة لاكتساب الخبرات.

كما أشاد بالتوجه الاستراتيجي للرئيس منانجاجوا نحو إعطاء التعليم الجامعي والفني أولوية قصوى، عبر إنشاء مراكز ابتكار متقدمة في العاصمة والأقاليم، وهو ما يعزز ثقافة الاختراع لدى الشباب ويُهيّئ زيمبابوي لتصبح أحد أهم مراكز البحث العلمي في جنوب القارة.

وتوقف الحفني عند مشروع إنشاء مدينة جديدة قرب العاصمة، تضم واحداً من أكبر وأحدث البرلمانات في إفريقيا، معتبراً أنها خطوة تعكس طموح الدولة في تحديث منظومة الحكم وتطوير بنيتها المؤسسية.

ولفت إلى أن الجمهورية الثانية تمضي كذلك في ترسيخ نظام اللامركزية، بما يمنح الأقاليم العشرة صلاحيات أوسع لتنمية مواردها، خاصة في الزراعة التي تمتلك فيها زيمبابوي مقومات كبيرة للتصنيع والتصدير، إضافة إلى ثرواتها المعدنية — وعلى رأسها الذهب والمعادن المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة — ما يجعلها لاعباً واعداً في اقتصاد المستقبل.

وفي ختام تصريحاته، أكد السفير علي الحفني أن نجاح زيمبابوي في تحقيق هذا التحول رغم استمرار العقوبات يمثل إنجازاً لافتاً يستحق التقدير، داعياً إلى دراسة التجربة الزيمبابوية باعتبارها نموذجاً يلهم دول القارة الباحثة عن تنمية مستقلة ومستدامة