المتحف المصري الكبير.. قصة نجاح سياحي تتوسع أسبوعًا بعد أسبوع

لم يعد المتحف المصري الكبير مجرد مشروع أثري ضخم، بل تحوّل في فترة زمنية قصيرة إلى قصة نجاح سياحي متكاملة، تتسع ملامحها أسبوعًا بعد آخر، وتفرض نفسها بقوة على خريطة السياحة العالمية، باعتباره أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.

 

ومع بدء التشغيل المرحلي للمتحف، بات واضحًا أن المشروع تجاوز كونه إضافة ثقافية، ليصبح ركيزة أساسية في استراتيجية مصر لتعزيز السياحة الثقافية ورفع تنافسية المقصد المصري عالميًا.

 

 

إقبال متزايد ورسائل ثقة دولية

 

أكد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن افتتاح المتحف المصري الكبير دفع بانتعاش سياحي واسع، في ظل الإقبال الكبير من الزوار من مختلف الفئات والجنسيات، بما يعكس المكانة الدولية التي بات يحتلها المتحف كأحد أهم المقاصد الثقافية والسياحية في العالم.

هذا الإقبال تزامن مع رؤية دولية إيجابية لدور المتحف في دعم قطاع السياحة، حيث اعتبرته مؤسسات عالمية إنجازًا بارزًا يعزز صورة مصر السياحية ويعيد تقديمها كمقصد ثقافي عصري متكامل.

 

 

أرقام قوية تعكس حجم النجاح

 

وفي مؤشر واضح على حجم التأثير، أكدت وكالة «فيتش» أن متوسط عدد زوار المتحف المصري الكبير بلغ نحو 19 ألف زائر يوميًا، متوقعة أن يستقبل المتحف ما يصل إلى 7 ملايين زائر سنويًا.

من جانبها، توقعت وكالة «بلومبرج» أن يتجاوز عدد زوار المتحف 5 ملايين زائر سنويًا، بينما أشارت «ناشيونال جيوغرافيك» إلى أن الحملات الدعائية للمتحف ساهمت بالفعل في زيادة الحجوزات السياحية لعام 2026، ما يعكس أثرًا ممتدًا لا يقتصر على الزيارة الآنية فقط.

 

إشادات إعلامية عالمية بالمتحف

 

حظي المتحف المصري الكبير بإشادات واسعة من مؤسسات إعلامية وبحثية دولية مرموقة، من بينها «وول ستريت جورنال»، و«نيويورك تايمز»، و«الجارديان»، و«لوموند»، إلى جانب معهد منتدى السياحة العالمي، التي وصفته بأنه إنجاز استثنائي في مجال السياحة الثقافية.

 

وأكدت هذه المؤسسات أن افتتاح المتحف يمثل نقطة تحول في صناعة السياحة بمصر، مع توقعات بأن يسهم في جذب شرائح جديدة من السائحين الباحثين عن تجارب ثقافية متكاملة وعالية الجودة.

 

 

المتحف كقاطرة لانتعاش السياحة المصرية

 

توقعت المؤسسات الدولية أن يشهد قطاع السياحة في مصر انتعاشًا قويًا خلال السنوات المقبلة، حيث أشارت «فيتش» إلى ارتفاع عدد السائحين من 15.8 مليون سائح عام 2024 إلى 17.8 مليون سائح في 2025، وصولًا إلى 20.8 مليون سائح بحلول عام 2029.

 

وفي السياق ذاته، توقع صندوق النقد الدولي أن ترتفع الإيرادات السياحية من 16.7 مليار دولار في 2024/2025 إلى 17.1 مليار دولار في 2025/2026، مع استمرار النمو حتى تصل إلى 27.4 مليار دولار بحلول عام 2029/2030.

 

استثمار طويل الأمد في صورة مصر السياحية

 

يمثل المتحف المصري الكبير استثمارًا استراتيجيًا طويل الأمد في مستقبل السياحة المصرية، ليس فقط من حيث الأرقام، بل من خلال ترسيخ صورة مصر كدولة قادرة على تقديم تجربة سياحية ثقافية عالمية المستوى.

 

ومع اقتراب الافتتاح الكامل للمتحف، تتزايد التوقعات بأن يصبح أحد أهم محركات النمو السياحي، وقصة نجاح مستمرة تعزز مكانة مصر على خريطة السياحة الدولية.