ناصر تركي يكتب: مطعم «خوفو».. عندما تلتقي الحضارة المصرية بفنون الضيافة العالمية
في حضرة الأهرامات الشامخة، وعلى أرض تُعد من أثمن بقاع العالم تاريخياً وجغرافياً، يتجلى مطعم «خوفو» ليس كمجرد وجهة لتناول الطعام، بل كعلامة فارقة وتجربة سياحية متكاملة تعكس ملامح مصر الحديثة. هنا لا تقتصر الزيارة على وجبة مميزة، بل تمتد لتشمل تجربة بصرية وإنسانية وروحية داخل موقع فريد لا نظير له على مستوى العالم.
منظومة إدارة باحتراف عالمي
لا تتوقف خصوصية «خوفو» عند إطلالته الآسرة، وإنما تمتد إلى منظومة عمل دقيقة تُدار باحتراف واضح. ويتجسد ذلك في بصمة مستر ماركو وفريقه، حيث يلمس الزائر منذ اللحظة الأولى مستوى راقياً من التعامل وحرصاً بالغاً على أدق التفاصيل، في نموذج يُجسد الإدارة السياحية الواعية التي تتناسب مع عظمة المكان وقيمته الحضارية.

المطبخ المصري.. من التأهيل العلمي إلى الإبداع الدولي
خلال لقائي بالشيف المتميز مصطفى وفريق عمله، اتضحت ملامح السر الحقيقي وراء هذا المستوى اللافت من الجودة. فالأمر لا يقوم على الصدفة، بل هو نتاج استثمار حقيقي في العنصر البشري، حيث إن الشيف من خريجي مركز تدريب اتحاد الغرف السياحية بمدينة السادس من أكتوبر.

داخل المطبخ، تتجلى مشاهد تبعث على الفخر، من خلال:
تجهيزات عالمية تواكب أحدث المعايير وتضمن أعلى درجات سلامة وجودة الغذاء.
روح جماعية تعكس انسجاماً واضحاً بين أفراد الفريق وتؤكد وجود بيئة عمل إيجابية.
نظام صارم للنظافة والجودة يعتمد على «سيستم» عمل يضع معايير النظافة وجودة الخامات في صدارة الأولويات.

شهادة حق وفخر للسياحة المصرية
لقد تأخرنا طويلاً في حسن استثمار هذه الكنوز التاريخية، التي ظلت لسنوات تعاني من غياب الرؤية وافتقاد القرار الجريء. إلا أن ما نشهده اليوم في منطقة الأهرامات، وبالأخص في مطعم «خوفو»، يمثل تحولاً حقيقياً يستحق التقدير والإشادة.
هذا المكان يمثل فخراً حقيقياً للسياحة المصرية، ودليلاً واضحاً على امتلاكنا الكفاءات والقدرة على المنافسة مع أرقى المقاصد العالمية.
تحية تقدير
وفي الختام، لا بد من توجيه التحية للقيادة المصرية والحكومات المتعاقبة التي أدركت قيمة التاريخ، وسعت إلى تقديم حضارتنا العريقة برؤية عصرية تليق بمكانة مصر. الشكر موصول لكل من يعمل خلف الكواليس ليظهر هذا الوطن في أبهى صورة حضارية أمام العالم.
