بعد انتقاد الجزائر لرفض الاعتذار.. مؤرخ فرنسي يدافع عن تقريره المقدم لماكرون

دافع المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا عن تقريره الذي قدمه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتعلق باقتراحات حول العلاقة مع الجزائريين تقوم على “طريقة تفضل التعليم والثقافة، من خلال معرفة الآخر”، وذلك بعد انتقادات جزائرية له بسبب إغفاله موضوع “الاعتذار من الجزائر عن الحقبة الاستعمارية”.
وبحسب وكالة “فرانس 24″، فقد دافع المؤرخ الفرنسي عن تقريره بخصوص “مصالحة الذاكرة”، حيث رد على انتقادات جزائرية، أعابت عليه أنه لم يتخذ موقفا لصالح “تقديم اعتذارات” من باريس على ماضيها الاستعماري.
ونقلت الوكالة أن ستورا كتب: “يقترح تقريري على وجه التحديد طريقة تفضل التعليم والثقافة، من خلال معرفة الآخر، وجميع المجموعات المشاركة في التاريخ الجزائري”.
ورد المؤرخ على الانتقادات: “ينبغي ألا تكون خطابات الاعتذار كلمات تُلفظ يومًا ما للتخلص في اليوم التالي من مشكلة عميقة جدًا”، معبرا عن أسفه للتأخير الذي حدث في فرنسا كما في الجزائر على “هذا العمل التعليمي”.
وأضاف: “لقد اقترحت ببساطة في تقريري طريقة خاصة بي أستخدمها منذ وقت طويل: معرفة الدوافع، ومسار جميع مجموعات الذاكرة التي أصابتها هذه الحرب المدمرة، مع التريّث للحد من الأفكار الجاهزة والعنصرية”.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي من الجانب الجزائري بعد نشر تقرير ستورا عن الاستعمار وحرب الجزائر، الذي كلفه به الرئيس ماكرون في تموز/يوليو الفائت.
واعتبر عبد العزيز رحابي الوزير والدبلوماسي السابق أن “تقرير ستورا لا يأخذ في الحسبان المطلب التاريخي الرئيسي للجزائريين وهو اعتراف فرنسا بجرائم الاستعمار”.
ورغم هذه الانتقادات اعتبر المؤرخ الجزائري فؤاد سوفي في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، أن التقرير يمكن أن يفتح الباب لنقاش حول المصالحة “بعيدا عن الجدل السياسي”.
واعترف سوفي، المتخصص في تاريخ الجزائر المعاصر والخبير في الأرشيف، بمدى تعقيد المهمة التي أوكلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بنجامان ستورا في تموز/يوليو، في مواجهة التيارات “التي تحنّ إلى الاستعمار”، وتلك “المعادية بشكل أساسي لفرنسا في الجزائر”.