مصر هبة النيل

بقلم: عادل شعبان
الكل يعلم انها المقولة الشهيرة لهيردوت في القرن الخامس قبل الميلاد ولكن مصر كانت هبة الله لعباده في الأرض ولذلك لم يذكر الأمن والآمان في القرآن المجيد إلا في موضعين
الأولى في ذكر الآمان في مصر لمن يدخلها حتى قيام الساعة في قوله سبحانه وتعالى «ٱدْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ» (يوسف-99)
والآخر في المسجد الحرام في قوله سبحانه وتعالى «وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا» (آل عمران-97)
الأول هو وعد من الله لعباده أن تظل مصر محروسة وآمنة لمن يدخلها من عبادة طالبا الأمن وليس الغزو أو الاحتلال ولذلك تعتبر مصر في التاريخ القديم والحديث هي مقبرة الغزاة والمعتدين.
ولكي تكون مصر آمنة يجب أن تتوفر فيها سبل الحياة على الأرض والكل يعلم أن أساس الحياة هي المياة ولذلك وهب الله مصر أطول أنهار العالم وهو نهر النيل والذي بسببه أطعمت مصر العالم أجمع في ٧ أعوام عجاف في عهد العزيز يوسف عليه الصلاة والسلام..
ولذلك نجد أن العقيدة المصرية القديمة والحديثة أن نهر النيل هو شريان الحياة لها
ولذلك نجد النقوش الفرعونية القديمة مكتوب فيها «إذا انخفض منسوب النهر فليرجع كل الجنود ولا يعودوا إلا بعد تحرير سبب عدم جريان»
ولهذا نجد الرئيس السيسي كان ومازال دائماً هادئ في انفعالاته بخصوص موضوع سد النهضة وكان دائماً ما يعد المصريين بأنه لن يسمح أن تقل حصة مصر من مياه النيل ولو قطرة واحدة ولكنه يسعى لحل الخلافات مع الأشقاء الأثيوبيين بالحوار الهادئ ومهتم بالتنمية الاقتصادية للشعب الأثيوبي ومستعد للمساعدة بكل ما يطلبونه ودائما ما يوضح أن مصر ليست ضد بناء السد ولكن المشكلة في طرق ملئه ؟؟
ولكن هل فعلاً موضوع سد النهضة السبب منه تنمية اقتصادية؟؟
والإجابة قطعا لا ؟؟
لأن مصر عرضت إمداد إثيوبيا بالطاقة اللازمة للتنمية الاقتصادية لإثيوبيا حتى امتلاء السد بالطرق التي لا تؤثر على حصة دولتي المصب السودان ومصر ؟؟
ولكن الموضوع للأسف أكبر من كونه تنمية إقتصادية هي حرب ضد تقدم مصر إقتصادياً وزراعياً وصناعياً في عهد الصاروخ المنطلق الذي أذهل الأعداء قبل الأصدقاء في أسلوب إدارته وإنجاحه للتنمية العقارية والصناعية من طرق وكباري ونهضة حضارية للبنية التحتية من إتصالات وصرف صحي ومزارع سمكية وصوب زراعية أصبح إنتاجها الآن يعادل مليون فدان مزروع بالطرق التقليدية بل ولم يتم إستخدام قطرة واحدة من مياه النيل؟؟
هذا الصاروخ والمقصود به الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي من الممكن أن تختلف أو تتفق معه في السياسة الخارجية أو الداخلية ولكن لا ينكر أحد مدى التغيير للأفضل في حياة الفقراء الذين يعيشون الآن كآدميين بعد أن كانوا يعيشون في القبور والبيوت الغير صالحة حتى للحيوانات وفي مناطق عشوائية مقيتة نتاج فساد عشرات السنين الماضية من المحليات.
والحق يقال إن انبهار العالم أجمع من سرعة تغيير مصر للأفضل أذهل بعض من كنا نعتبرهم أصدقاء ؟؟
فوجئنا أن منهم ممولين أساسين في تمويل سد النهضة وللأسف منهم عرب وعجم (وهنا نقصد أولاد العم سواء كانوا مباشرة أو تحت أسماء استثمارات دولية أوروبية).
وكل ذلك تعامل ومازال يتعامل معه السيسي بالحنكة المخابراتية المتوارثة والمعروفة عن المصريين ولكنه للحق فقد فاق كل من سبقه وبهدوء وبنظام النفس الطويل؟؟
ولكنه ما أن استشعر أن الأخر لم يعي الدرس جيداً كان لابد من التحذير ولكنه بأسلوب القوي المتمكن مما يقول ولم يهدد وقالها صريحة «أنا لا أهدد أحد» وكان كلامه موجه للكبار ممن يقفون وراء الماريونت الأثيوبي لأنه يعلم مدى قوة مصر مع ضعف وضآلة إثيوبيا عسكرياً وإقتصادياً في حالة ضرب السد لا قدر الله
ولكنه وجه كلامه لكل من يلعب في منطقة باب المندب إلى قناة السويس بأن أمن المنطقة كلها سيضطرب ولذلك كان من الذكاء المخابراتي أن يعلن ذلك في قناة السويس وقد استقبل الشعب المصري كلامه بإرتياح شديد ….مع العلم أن الرسالة لم تكن لهم ولكن لكل من يحاول اللعب مع الأسد.
ولذلك نحن كمصريين لا نخاف من القادم ولكننا نحسبه بدقة لأننا شعب محب للسلام وجرب ويلات الحروب والشعب الأثيوبي والسوداني ليس في وضع يسمح لنا بإدخاله في حرب مباشرة.
ولكن إذا اضطررنا من ذلك فالله غالب على أمره ولأنه لن يصاب أي مجند أو ضابط مصري لأن الحرب ستكون هناك.
ولكن السيسي يحسبها بدقة وهدوء وبحكمة الكبار ..لأن مصر كبيرة وعظيمة
شعباً وجيشاً وقيادة.
فلذلك أعتقد أن الرسالة المصرية القديمة والحديثة وصلت العالم أجمع وخاصة الكبار منهم ومصر تنتظر الرد لأن التصرف سيغير أوضاع الشرق الأوسط كلها وهذا ما أشار له الرئيس عبد الفتاح السيسي.
بقلم: عادل شعبان