«رمضان 2021».. نصائح لصيام صحي لمرضى الكبد

مع حلول شهر رمضان المبارك يتبادر إلى أذهان الكثيرين من مرضي الكبد، أسئلة عديدة حول الصيام وتأثر صحتهم به، وما يجب عليهم إتباعه لتجنب حدوث مضاعفات لا قدر الله.

يقول دكتور عمرو ماجد، أخصائي الجهاز الهضمي والكبد، أنه بشكل عام بعد مرور ما يقرب من ٨ ساعات، يقوم الجسم بالتخلص من مخزون الطعام الذي تم تناوله في وجبة السحور وحينها يقوم الكبد بالاستعانه بالجليكوجين المخزن داخل خلاياه وتحويله إلى جلوكوز للحفاظ على مستوى السكر في الدم، وبالتالي يحافظ على توازن الجسم خلال ساعات الصيام، لكن الوضع يختلف من حالة لأخرى لأن المشاكل التي تصيب الكبد متعددة وبدورها تتحكم في قدرة المريض على صيام شهر رمضان من عدمها، فمنها مشاكل تمنع الصيام تمامًا وأخرى تسمح بالصيام بشروط، وثالثة لا مشكلة من الصيام معها.

وبالنسبة لمريض الالتهاب الكبدي الحاد مثل الالتهاب الكبدي الوبائي الفيروسي المتعارف عليه بإسم الصفراء، فلا ينصح له طبياً بالصيام حيث إنه يحتاج إلى راحة تامة و تناول كميات كبيرة من السوائل والالتزام بخطة علاجية حتى لا تتطور لا قدر الله.

أما مرضي التليف الكبدي يتم تقسيم حالاتهم الصحيه إلي فئتين، الأولى هي الفئة التي يطلق عليها اسم التليف المتكافئ وهو المريض الذي يعاني من تليف بالكبد ولكن مع استمرار عمل الكبد بشكل كامل والحفاظ على نسبة الصفراء بالدم في حدود الطبيعي وكذلك الزلال ومعدلات السيولة، فمثل هذه الفئة لا يشكل الصيام فيها ضرر طبي ولكن بشرط إن يتجنب المريض حدوث الجفاف وذلك بشرب كميات كبيرة من السوائل بين وجبتي الإفطار والسحور، وتجنب الإصابة بالإمساك عن طريق تناول الخضروات والفواكه الطازجة وكذلك الابتعاد عن المواد الغذائية المحفوظه لارتفاع نسبة الصوديوم بها.

والفئة الثانية هي التي تضم المرضي الذين يعانون من تليف كبدي غير متكافئ و هذا الذي يظهر في صورة ارتفاع نسبة الصفراء بالدم وانخفاض الزلال ووجود قابلية للنزيف واستسقاء في الغشاء البريتوني للبطن ومثل هذه الفئه لا ينصح لها طبيا بالصيام، لأن المريض يكون يحتاج إلي تناول سوائل طوال اليوم لتعويض مايتم فقدانه عن طريق العلاج بمدرات البول وللحفاظ على وظائف الكلي في حدود النسب الطبيعية.

أما مرضي أورام الكبد السرطانية فلا ينصح لهم بالصيام تماما، وعن مرضي الكبد الدهني وتشمع الكبد فهم أكثر المستفيدين من الصيام، لأنه يساعدهم في تخفيف الدهون الموجودة على الكبد لديهم، وتكون فرصة لإنقاص وزنهم الزائد، والتخلص من مخزون الدهون الضارة بشرط الحفاظ على نظام غذائي متوازن وتناول مضادات الأكسدة وممارسة الرياضة يومياً بعد وجبة الإفطار لمدة نصف ساعة على الأقل.

وفي النهاية، نصح دكتور عمرو، مرضي التليف الكبدي، بشكل عام بضرورة الابتعاد تمامًا عن تناول ملح الصوديوم والإكثار من تناول السلطه والفواكه والخضروات الطازجة وعدم تناول الأطعمة المحفوظة مع الإكثار من الكربوهيدرات في وجبة السحور و الإقلال من الحلويات الشرقية التي تحتوي على الدهون المشبعة والسكريات البسيطة وشرب كميات كبيرة من السوائل بين وجبتي الإفطار والسحور.

 

After Content Post
You might also like