كيف تعلّقت نتيجة سباق إيمولا بثلاث لحظات حاسمة
كان سباق إيمولا مسرحًا لمعركة حامية مليئة بالأحداث. كانت الفرق تعي مسبقًا بإمكانيّة تهاطل بعض الأمطار يوم الأحد، لكن مثلما هو الحال دائمًا في الفورمولا واحد، فإنّ هذا العامل لم يكن مضمونًا.
لكنّ الأمطار وصلت بالفعل قبل 45 دقيقة من انطلاقة السباق، وتهاطلت بشكلٍ كانت فيه أجزاء من المسار مبلّلة للغاية، وأخرى رطبة إلى جافة.
وكان ذلك ما وضع أسس السباق المثير الذي يُمكن فصله إلى خمسة أقسام مختلفة أفضت إلى خروج فيرشتابن منتصرًا أمام لويس هاميلتون صاحب قطب الانطلاق الأوّل.
المرحلة الأولى: احتكاك عند الانطلاقة
حصل السائقون على فرصة اختبار الأجواء قبيل السباق أثناء تدرّبهم على الانطلاقات قبل التوجّه إلى شبكة الانطلاق. كان من الواضح أنّ الوضع مخادعٌ وتأكّد ذلك من خلال كسر فرناندو ألونسو لجناحه الأمامي بعد انزلاقه على إطارات “انترميديت”. بالرغم من ذلك فقد اختار أغلب السائقين الانطلاق على تلك الإطارات الخضراء.
كان هناك رابحٌ واضح لدى انطفاء الأضواء. لم يعلم فيرشتابن ما يُمكنه توقّعه عند الانطلاق على المسار الزلق، حيث قال أنّ ريد بُل “دائمًا ما عانت في الأجواء الممطرة” في 2020. لكنّ العمل الذي أنجزه الفريق في الفترة الشتويّة سمح له بالتواجد إلى جوار زميله سيرجيو بيريز مباشرة عند التحرّك الأوّل. ومن ثمّ سارع الهولندي إلى التوجّه إلى الخطّ الأيسر وكان زخمه قويًا لدرجة أنّ أفضليّة هاميلتون صاحب قطب الانطلاق الأوّل تبدّدت سريعًا كون انطلاقته كانت أضعف من ثنائيّ ريد بُل بعد التفاف إطاراته حول نفسها في المرحلة الثانية.
ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ ولويس هاميلتون، مرسيدس
تصوير: صور موتورسبورت
كاد فيرشتابن أن يعبر على العشب، وبدأ بالتقدّم قليلًا على البريطاني مع وصول السائقين إلى المنطقة المبلّلة أكثر من المسار بالاقتراب من منعطف “تامبوريلو” المزدوج. حصل سائق ريد بُل على الخطّ الداخلي، لكنّ هاميلتون لم يستسلم وكبح بشكلٍ متأخّر ودخل المنعطف بسرعة أعلى للبقاء إلى جانبه عند رأس المنعطف الأوّل. لكنّ فيرشتابن لم يكن يريد الاستسلام بدوره، واختار التشبّث بخطّ التسابق عند رأس المنعطف التالي ما دفع منافسه إلى خارج المسار.
حدث تلامس طفيف وزعم فيرشتابن أنّه لم يشعر به حينها، لكنّه كان كافٍ لدفع هاميلتون للعبور على الحفف الجانبيّة بشكلٍ عنيف ما ألحق ضررًا بالصفيحة الجانبيّة اليسرى من جناحه الأمامي. لكن بشكلٍ عادلٍ فإنّ أيًا منهما لم يتذمّر حيال ذلك.
“كنت أمامه قليلًا بالدخول إلى المنعطف الثاني، لكنّني كنت أحاول تفادي اصطدامنا ببعضنا. كان ماكس قادمًا نحو الجانب الآخر، وتلامسنا وتعيّن عليّ العبور من هناك” لويس هاميلتون.
وقال فيرشتابن حيال ذلك: “توجّهنا إلى المنعطف الثاني جنبًا إلى جنب، لكن من الصعب توقّع مستوى التماسك في اللفّة الأولى. انتهى بي المطاف بعبور المنعطف بشكلٍ أوسع قليلًا ممّا أردت وكان لويس هناك…”
بدوره قال هاميلتون: “… لم أحصل على انطلاقة جيّدة. حظي ماكس بانطلاقة أفضل منّي وأعتقد بأنّني كنت أمامه قليلًا بالدخول إلى المنعطف الثاني، لكنّني كنت أحاول تفادي اصطدامنا ببعضنا. كان ماكس قادمًا نحو الجانب الآخر، وتلامسنا وتعيّن عليّ العبور من هناك”.
نتيجة لذلك فقد تعيّن على هاميلتون دوزنة سيارته بالخروج من المنعطف، وتشبّث بالكاد أمام بيريز، الذي خسر بعد ذلك بقليل مركزه الثالث لصالح شارل لوكلير، ليُحافظ على المركز الثاني. لكنّ فيرشتابن كان قد غرّد وحيدًا في الأمام حينها وتمتّع بأفضليّة أربع ثوانٍ بحلول الوقت الذي دخلت فيه سيارة الأمان إلى الحلبة مع بداية اللفّة الثانية.
المرحلة الثانية: اهتراء إطارات “انترميديت”
توقّف السباق بسبب حادث نيكولاس لاتيفي الذي خرج عن المسار عند منعطف “أكي مينيرالي” الذي انزلق فيه لوكلير في لفّة التحمية. لكن أثناء عودة سائق ويليامز إلى المسار فقد تحرّك نحو درب نيكيتا مازيبين سائق هاس، ووقع احتكاك بين إطارَيهما ما تسبّب في انزلاق الكندي واصطدامه بالحاجز الجانبيّ.
كانت هناك الكثير من الأشلاء على المسار، لكنّ فترة سيارة الأمان طالت أكثر بسبب سيارة هاس الأخرى. إذ للسباق الثاني على التوالي انزلق ميك شوماخر لوحده، وهذه المرّة أثناء تحمية إطاراته “فول ويت” خلف سيارة الأمان. كسر الألماني جناحه الأماميّ عند مخرج خطّ الحظائر.
ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ ولويس هاميلتون، مرسيدس وشارل لوكلير، فيراري وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ
تصوير: صور موتورسبورت
بعد تنظيف المسار من الأشلاء فقد استؤنف السباق في اللفّة السابعة، وتمتّع فيرشتابن بزخمٍ كافٍ للبقاء أمام هاميلتون بالتوجّه إلى نقطة الكبح الأولى. بدأ المتصدران وكذلك لوكلير بالابتعاد فورًا عن بيريز، لكن تعيّن على هاميلتون إنقاذ نفسه من انزلاق كبير ما سمح لفيرشتابن بتوسيع الفارق إلى 3.3 ثانية في الصدارة.
حافظ سائق ريد بُل على تلك الأفضليّة خلال اللفّات الـ 20 التالية وتأرجحت بين أخذٍ ورد ووصلت إلى أقصاها بمستوى 6.1 ثانية مع تواصل جفاف المسار. اشتبهت مرسيدس في أنّ ريد بُل تمتّعت بتحمية إطارات أفضل في اللفّات الأولى، وهي مشكلة أثّرت على فالتيري بوتاس على وجه الخصوص في اللفّات الافتتاحيّة – بعد انطلاقه ثامنًا – لكن في الحقيقة فإنّ هناك عاملًا إضافيًا أثّر على وتيرة هاميلتون في المراحل الأولى.
إذ أنّ واقعة اللفّة الأولى تسبّبت في ضررٍ على حافة جناحه الأمامي، لكنّ ذلك الجزء لم ينفصل بالكامل في الحادثة وبقي يرفرف وفق ما قاله أندرو شوفلين المسؤول عن الهندسة على المسار في مرسيدس، و”تسبّب ذلك في توليد تيارات هوائيّة غير مستقرّة أضرّت بالأجزاء التالية من السيارة”.
ويعتقد شوفلين أنّ تأثير ذلك على التيارات الهوائيّة في القسم الخلفيّ من سيارة هاميلتون كلّفه قرابة نصف ثانية في اللفّة إلى أن انفصلت الصفيحة السفليّة بالكامل. يعتقد الفريق بأنّ الخسارة تقلّصت منذ ذلك الحين إلى عُشرين أو ثلاثة أعشارٍ من الثانية في اللفّة وتمكّن هاميلتون من تقليص الفارق بالفعل في تلك المرحلة من السباق.
قلّص البريطاني أفضليّة فيرشتابن إلى النصف بين اللفتين 23 و25، ومن ثمّ أصبح الفارق ثانيتين في اللفّة التالية. كانت إطارات فيرشتابن “قد انتهت” وفق تعليقاته حينها، لذا كان من الصعب المواصلة مع الكثير من الانزلاقات في كلّ مكان. كما تعيّن على فيرشتابن التعامل مع السيارات المتأخّرة بلفّة في الوقت الذي كان فيه فريقه يدرس الانتقال إلى إطارات الطقس الجاف على إثر انتقال سيباستيان فيتيل إليها أوّلًا في اللفّة الـ 20.
وبعد ما حدث في البحرين فإنّ ريد بُل كانت عدائيّة هذه المرّة على صعيد الاستراتيجيّة واستدعت فيرشتابن في نهاية اللفّة الـ 27، في حين أنّ مرسيدس تركت هاميلتون على الحلبة للفّة إضافيّة لمحاولة إحداث فارق، لكنّ السباق دخل مرحلة جديدة حينها.
ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ
تصوير: صور موتورسبورت
المرحلة الثالثة: الانتقال إلى الإطارات الملساء
أجرت ريد بُل توقّف فيرشتابن في غضون 2.2 ثانية وسجّل 1:51.2 دقيقة خلال لفّة خروجه، أي أنّه كان أسرع بثانيتين من هاميلتون بعده في اللفّة التالية. لكنّ سائق مرسيدس كان ليتواجد في المركز الثاني في جميع الأحوال كون توقّفه كان أبطأ بسبب مشكلة في نزع الإطار الأماميّ الأيمن.
انطلقت حينها فترة قصيرة لكنّها شكّلت معالم النتيجة النهائيّة، إذ أثناء مطاردة هاميلتون لفيرشتابن فإنّ الخطأ البارز الأوّل في السباق جاء حينها.
إذ أقدم فيرشتابن خلال اللفّة الـ 31 على تجاوز بوتاس بلفّة كاملة. ومع تجاوز المتصدّرين لسلسلة من خمس سيارات بلفّة كاملة، فقد علق هاميلتون خلف كلٍ من لانس سترول، وجورج راسل، وشوماخر (المتأخّر بلفّتين) وكيمي رايكونن.
تجاوز هاميلتون سيارة ألفا روميو على الخطّ المستقيم الرئيسيّ ومن ثمّ سيارة هاس بالخروج من المنعطف المزدوج الأوّل، في حين بقي راسل على الجانب الأيمن تاركًا مساحة له بالتوجّه إلى منعطف “توسا” الضيّق. لكنّ هاميلتون عبر على منطقة مبلّلة بعد تقدّمه على سيارة ويليامز لكنّ سيارته انزلقت واندفعت نحو المنطقة الحصويّة، لكنّ محاولة تصحيحه سارت على نحوٍ كارثي.
لم تكن أمامه مساحة كافية ولا دوران كافٍ لمقوده للانعطاف إلى اليسار، ولم يُساعده في ذلك الحصى، ونتيجة لذلك فقد اصطدم جناحه الأمامي بالجدار المقابل وعلق هناك.
بعد أن مزح لاحقًا بوجود “بعض التحمية السرية”، انزلق الهولندي فجأة نحو الخطّ الداخلي من منعطف ريفازا الأوّل الأيسر، وانعرج القسم الخلفي من سيارته بشكلٍ عدائيّ قبل أن يتمكّن من إنقاذ الموقف.
“لم ترد السيارة الدخول إلى الغيار الخلفي” قال هاميلتون لاحقًا، وأضاف: “كنت أضغط على زرّ الرجوع إلى الخلف وتطلّب الأمر الكثير من الوقت ليثبت الغيار. لم أعتقد بأنّه سيعمل. حاولت إثر ذلك الانزلاق للعودة مجدّدًا لكنّني عدت إلى الجدار مرة أخرى. لذا تطلّب الأمر الكثير من الوقت للمرور إلى الغيار الخلفي، وقلت حينها في نفسي: عليّ مواصلة الرجوع إلى الخلف كثيرًا. لو لم أفعل ذلك لما تواجدت هنا الآن”.
حذّر بيتر بونينغتون مهندس هاميلتون سائقه من السيارات القادمة من الخلف، وهو ما ترك مايكل ماسي مدير سباقات الفورمولا واحد راضيًا على عودة البريطاني الآمنة. لكن تعيّن على ماسي التعامل مع حادثة أكبر بعد ذلك بقليل في جميع الأحوال.
لويس هاميلتون، مرسيدس
تصوير: صور موتورسبورت
أثناء عودة هاميلتون ببطء نحو خطّ الحظائر لتغيير جناحه الأمامي، فإنّ الوقت الذي أمضاه عالقًا كان يعني تأخّره بلفّة عن فيرشتابن، وبالتزامن مع ذلك فإنّ زميله وراسل كانا بصدد كتابة سطرٍ ملحمي في ما يتعلّق بمستقبلهما في الفورمولا واحد.
واصل راسل ملاحقة بوتاس واستفاد من أفضليّة إطاراته الأعلى حرارة بالنظر إلى توقّفه قبل الفنلندي بلفّتين. مع تفعيله لنظام “دي آر اس” فقد تمتّع راسل بسرعة أعلى بكثير من بوتاس على الخطّ المستقيم في بداية اللفّة الـ 32 (الـ 31 لهما). توجّه راسل إلى جانب الفنلندي الأيمن لكنّه “عبر على منطقة رطبة للغاية وانزلقت السيارة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ ارتكازيّة القسم الخلفيّ كانت منخفضة بسبب تفعيل نظام دي آر اس” وفق ما أورده تقرير المراقبين لاحقًا.
بدا كما لو أنّ بوتاس حشر منافسه إلى خارج المسار، وهو ما أصرّ عليه راسل، لكن خلص التقرير إلى أنّ أيًا من السائقَين لم يرتكب خطأً فادحًا بالرغم من قوّة الحادث. وبالنظر إلى حجم الضرر وكثرة الأشلاء، فقد آثرت إدارة السباق رفع العلم الأحمر.
المرحلة الرابعة: الإنقاذ الأقصر
بعد عودة السيارات إلى خطّ الحظائر، تطلّب الأمر أكثر من 25 دقيقة لتنظيف المسار. وعندما تمّ تسريح السيارات مجدّدًا فقد سُمح للسيارات المتأخّرة بلفّة بالتجاوز والعودة إلى آخر الصفّ لتشكيل الانطلاقة الثانية. اعتبر ماسي أنّ “الجانب الأيسر من شبكة الانطلاق لا يزال مبلّلًا” لذا اتّخذ قرار إجراء انطلاقة متحرّكة عوضًا عن الثابتة.
تقدّم فيرشتابن الركب بالطبع، حيث تواجد هاميلتون تاسعًا، لكن على بُعد بضع ثوانٍ من المتصدّر نتيجة عودته إلى لفّة الصدارة. لكنّ الإنقاذ الثاني جاء في تلك المرحلة.
قام فيرشتابن بتعطيل لوكلير ولاندو نوريس قبيل إعادة الانطلاقة في اللفّة الـ 35. تقدّم سائق مكلارين إلى المركز الثالث بعد أن سُمح له بتجاوز زميله دانيال ريكاردو في المراحل السابقة، وكسب البريطاني الشاب مركزًا من بيريز الذي تلقّى عقوبة 10 ثوانٍ نتيجة تجاوزه لريكاردو وبيير غاسلي خلال فترة سيارة الأمان الأولى بشكلٍ غير قانوني بعد أن تجاوزاه عند انزلاقه خارج المسار. طبّق المكسيكي عقوبته أثناء توقّفه وحصل كذلك على مقودٍ جديد بعد أن كان مقوده السابق “يُحرّك الترس التفاضلي” طوال الفترة الأولى بسبب مشكلة كهربائيّة، لذا تواجد المكسيكي في المركز الرابع عند إعادة الانطلاقة.
ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وشارل لوكلير، فيراري ولاندو نوريس، مكلارين وبيير غاسلي، ألفا تاوري وكارلوس ساينز الإبن، فيراري
تصوير: صور موتورسبورت
كان كلّ شيء تحت سيطرة فيرشتابن إلى أن أخطأ. أن مزح لاحقًا بوجود “بعض التحمية السرية”، انزلق الهولندي فجأة نحو الخطّ الداخلي من منعطف ريفازا الأوّل الأيسر، وانعرج القسم الخلفي من سيارته بشكلٍ عدائيّ قبل أن يتمكّن من إنقاذ الموقف. لكن بشكلٍ حاسم فقد بقي جزء من إطارَيه الأيمنين على المسار.
فكّر لوكلير لبرهة في تجاوزه، لكنّه اختار عدم فعل ذلك، وكان فيرشتابن ليُسمح له باستعادة مركزه في جميع الأحوال قبل خطّ سيارة الأمان الأوّل كون قوانين لفّة التحمية تنطبق في هذه الحالة.
أمّا خطأ لوكلير الحقيقيّ فقد جاء بعد بضع ثوان، حيث فشل في مجاراة فيرشتابن عندما عاد الهولندي إلى سرعة التسابق.
“عانيت من انزلاق طفيف قبل إعادة الانطلاقة الفعليّة” قال لوكلير، وأضاف: “توقّعت أن ينتظر قليلًا بعد انزلاقي قبل أن يستأنف، لكنّه ضغط وتفاجأت بذلك”.
المرحلة الخامسة: تعافي هاميلتون
استغلّ نوريس خطأ لوكلير ليقتنص المركز الثاني، وساعدته في ذلك إطارات “سوفت” الأسرع من إطارات “ميديوم” على سيارة فيراري والتي اختار الفريق استئناف السباق عليها خوفًا من تحبّب إطارات “سوفت” لاحقًا. لكنّ فيرشتابن كان قد ابتعد، وكسب معدّل 0.77 ثانية في اللفّة بالمقارنة مع ملاحقيه خلال اللفّات الـ 25 الأولى التي تلت استئناف السباق الذي فاز به بفارق 22 ثانية.
تمتّع هاميلتون بزخمٍ كافٍ في اللفّة الـ 60 ليتجاوز نوريس ويستعيد المركز الذي أضاعه قبل 29 لفّة.
كسب هاميلتون مركزًا نتيجة انزلاق رايكونن خلال لفّة إرجاع نفسه إلى لفّة الصدارة، لكنّه خسر مركزًا عند نقطة الكبح الأولى لصالح يوكي تسونودا.
لكنّ فرحة سائق ألفا تاوري لم تدم طويلًا كونه انزلق وتراجع إلى المركز الـ 15.
عادت سيارة هاميلتون – التي تلقّت التصليحات الكافية في فترة العلم الأحمر – إلى الحياة منذ ذلك الحين. وقال شوفلين حينها “أنّه كان من المشجّع متابعة ما يقوم به لويس حينها” بالرغم من أنّه واصل القول بأنّ مرسيدس “ليست جيّدة بما فيه الكفاية في مواجهة ريد بُل”. تقدّم هاميلتون إلى المركز السابع عندما انزلق بيريز مجدّدًا أثناء مطاردته للوكلير في اللفّة الـ 38، ومن ثمّ تجاوز سترول وريكاردو في اللفّتين الـ 39 والـ 42 على التوالي مستفيدًا من نظام “دي آر اس”.
كارلوس ساينز الإبن، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس
تصوير: صور موتورسبورت
تطلّب الأمر منه ثماني لفّات إضافيّة ليلحق بكارلوس ساينز الإبن ويتجاوزه نحو المركز الرابع، ومن ثمّ دخل في معركة حامية مع لوكلير ونوريس في المراحل الأخيرة. حرم البريطاني فيراري من منصّة تتويج على أرضها عندما تجاوز لوكلير في اللفّة الـ 55.
بدا أنّ بوسع نوريس الصمود أمام هاميلتون، حيث كان يضع سيارته في الموقع المناسب في كلّ مرّة بالتوجّه إلى نقطة الكبح الأولى في نهاية الخطّ المستقيم، وذلك بالرغم من بعض الاهتزازات الناجمة عن لمس وسادة ركبته لعتلة القابض. لكنّ هاميلتون تمتّع بزخمٍ كافٍ في اللفّة الـ 60 ليتجاوز نوريس ويستعيد المركز الذي أضاعه قبل 29 لفّة. استغلّ البريطاني نظام “دي آر اس” في تلك المرحلة ليضغط في بقيّة اللفّة ويُسجّل الزمن الأسرع ضامنًا نقطة إضافيّة.
ما بعد السباق
شعر فيرشتابن وهاميلتون بالارتياح والسرور حيال جهودهما في سباق إيمولا في النهاية. لو كان موسم 2021 سيُقدّم الإثارة التي نأملها، فإنّ سباق الأحد حافظ على العلامة الكاملة من أصل سباقَين حتّى الآن.
كان فيرشتابن من خرج منتصرًا هذه المرّة، لكنّ كلًا منهما ارتكب أخطاءً خلال تلك الظروف الصعبة. كان المشهد ليختلف بالكامل لو سار أيٌ من خطأيهما على نحوٍ مختلفٍ عمّا حدث بالفعل.
قدّم سباق إيمولا كلّ الإثارة والدراما التي يتطلّع إليها الجميع، ومن الواضح أنّ المشجّعين يرغبون بالمزيد!