يضم مقتنيات نبوية نادرة..مسجد الحسين قبلة السياحة الرمضانية
يشتهر حي الحسين التاريخي بالعاصمة القاهرة في مصر بأجوائه الرمضانية المميزة.
ويتميز حي الحسين التاريخي باحتضانه مسجد ومقام الإمام الحسين، الذي يتمتع بمكانة خاصة لدى المصريين، إذ يعتبر بمثابة “القبلة الثانية” للقاهرة بعد الجامع الأزهر، ويقام له مولد سنوي في هذا الحي، حسبما ذكر بموقع البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة.
ويعد مسجد الحسين من أهم المزارات السياحية الدينية، إذ يتوافد عليه السياح من جميع أنحاء العالم، ويتزين خلال شهر رمضان بالأنوار وأنواع الزينة المختلفة، وتلفه حلقات الذكر من ابتهلات وتوشيح والتي تضفي نفحات روحانية فريدة من نوعها في قلب القاهرة.
ويعود تاريخ بناء مسجد الحسين إلى عهد الفاطميين عام 1154 ميلادي، ويحتوي على العديد من المقتنيات الإسلامية المهمة مثل قطعة من قميص النبي محمد، وقطعة من عصاه ومكحلته وشعرتين من لحيته، بالإضافة إلى نسختين من المصاحف بالخط الكوفي أحدهما بخط يد الخليفة عثمان بن عفان والآخر بخط يد الخليفة علي بن أبي طالب، وفقاً لما ذكره موقع البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة.
ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وباباً آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
ويكتسب المسجد اسمه نسبةً لضمه رأس الإمام الحسين، وقد روي أنه “مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه”، بحسب موقع البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة.
وكان المسجد في أصله ضريحاً متوسط المساحة من الحجر، بـ 3 أبواب ومئذنتين وقبة واحدة علت الضريح.
وتوالت أعمال الترميم على مسجد الحسين، ومنها في عهد الخديوي إسماعيل، الذي أمر بتجديد المسجد وتوسيعه، وكذلك في عهد الخديوي عباس حلمي الثانى، الذي أنشأ قاعة الآثار النبوية عام 1893 ميلادي، والتي يزين جدرانها الرخام المزخرف بالبسملة، وسورة “الشرح”، ونص كتابي يشرح ما هو محفوظ من آثار النبي محمد.
وقد وسعت عدسة المصور المصري محمد ورداني عمارة مسجد الحسين التاريخي.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، يشرح ورداني أنه أراد توثيق مساجد مصر الإسلامية بصور فنية فوتوغرافية لجمال العمارة وتوثيق الاحتفلات الدينية التي تُقام عند المساجد العتيقة وعلى رأسها مسجد الحسين، حيث اعتاد على زيارته لحضور جلسات تحفيظ القرآن في صغره.
ومن وجهة نظر ورداني، يُعد مسجد الحسين بمثابة قبلة للزوار من جميع أنحاء العالم، إذ يُعد أحد أهم مساجد العالم الإسلامي، وله مكانة خاصة عند المسلمين والمصريين على حد سواء، وفقاً لما ذكره.
ويشير ورداني إلى المكانة الدينية والثقافية لمسجد الحسين، إلى جانب موقعه بجوار شارع المعز، الذي يعد أكبر متحف إسلامي مكشوف بالعالم، وكذلك إطلالته على الجامع الأزهر بقلب القاهرة القديمة.
وفي شهر رمضان، تختلف أجواء حي الحسين عن جميع أحياء مصر.
ويوضح ورداني أنه قبل ظهور وباء كورونا في مصر، شهدت منطقة الحسين احتفالات رمضانية لا مثيل لها في العالم الإسلامي، حيث العادات الرمضانية المتعارف عليها مثل حلقات ذكر والقرآن ونصب خيمات إفطار الصائمين.
ويتذكر ورداني أيام ما قبل عصر كورونا قائلاً: “كانت المنطقة بمثابة قبلة لجميع المصريين لقضاء أمسية رمضانية في الحي الأثري، وكانت الأجواء تستقطب آلافاً من مختلف الجنسيات، الذين يحرصون أيضاً على زيارة القاهرة الفاطمية والأيوبية والعثمانية والمباني الحجرية والمساجد الأثرية المنتشرة في هذا الحي”.
ولكن هذا العام، يقول ورداني إنه تم إعداد تدبير أمنية لمنع الازدحام وسن إجراءت وقائية داخل مسجد الحسين، منها ارتداء المصلين للكمامات وإحضار سجادة صلاة خاصة، في ظل انتشار الجائحة.
ويأمل ورداني أن تعود ليالي رمضان بالحسين كما عهدها الجميع سابقاً.