وسط اتهامات متبادلة… هل تنجح دعوة عون لـ مجلس الأمن في ضبط الأوضاع بلبنان ؟

في ظل التظاهرات التي تشهدها مدينة طرابلس اللبنانية، وما تخللها من أعمال عنف وتخريب، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى عقد مجلس الأمن المركزي لدراسة الوضع الأمني في البلاد.

وقال بيان صدر عن رئاسة الجمهورية: الرئيس عون طلب انعقاد مجلس الأمن المركزي لدراسة الوضع الأمني في البلاد من خلال التقارير الميدانية التي تعدها القوى الأمنية المعنية وفي ضوء ما تنتهي إليه هذه القوى من اقتراحات وإجراءات، يصار إلى إجراء اللازم ويبنى على الشيء مقتضاه.

وقال مراقبون إن “دعوة الرئيس اللبناني لانعقاد مجلس الأمن جاءت متأخرة بعد فشل الدولة في احتواء الأوضاع”، مؤكدين في الوقت نفسه “أنها ضرورية لوضع حد للتخريب والعنف والرد على التراشقات وتبادل الاتهامات السياسية”.

وشهدت ساحة سراي في مدينة طرابلس شمالي لبنان، تفجير 3 قنابل يدوية حربية، ألقيت على عناصر قوى الأمن خلال اليومين الماضيين.

ووفقا للمديرية العامة لقوى الأمـن الداخلي في لبنان، قام خبراء فرع الحماية والتّدخل في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بتفجير 3 قنابل يدوية حربية أُلقيت على عناصر قوى الأمن في باحة سراي طرابلس ولم تنفجر.

فشل حكومي

الناشط المدني اللبناني رياض عيسى، قال إن “السلطة السياسية في لبنان سواء رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو وزارة الداخلية فشلت في التدخل لضبط الوضع في مدينة طرابلس المشتعلة”.

وأضاف، أن “ما يحدث في المدينة يأتي بسبب ضيق الحال بأهل طرابلس والمدن المحيطة بها، والذين ضاقوا سبل العيش، وهي مناطق محرومة من الخدمات، ومعظم سكانها لا يعملون بالوظائف الحكومية، ويشتغلون بالوظائف اليومية، والتي توقفت بسبب الأوضاع الصعبة”.

وتابع: “الوضع في لبنان صعب، ومن الصعب عدم نزول الجماهير للشوارع للتعبير عن مشاكلهم وعلى الأجهزة الأمنية الحفاظ على الممتلكات، والحد من أعمال العنف، لكن دون استخدام القوة والرصاص، وكذلك لابد من اجتماع الحكومة ومجلس الأمن المركزي من أجل مناقشة سبل الحل، في ظل ارتفاع نسب البطالة وارتفاع أسعار الدولار والمواد الأساسية”.

وأكد أن “دعوة رئيس الجمهورية تأتي كمحاولة للرد على بعض الاتهامات التي تزج باسمه في تحريك الأحداث بطرابلس، فيما تتراشق القوى السياسية الاتهامات بشأن الوقوف وراء الأحداث”.

وأشار عيسى إلى أن “الحل هو رحيل الطبقة السياسية الحاكمة، وتشكيل حكومة من المستقلين، تعالج المشكلات الحياتية للمواطنين، وتعيد الأموال المنهوبة، وتضع الدولة على طريق تصحيح المسار”.

وقف التخريب

بدوره قال قاسم هاشم، عضو مجلس النواب اللبناني، إن “دعوة رئيس الجمهورية هي لوضع حدا للتخريب والعبث بأمن طرابلس والشمال لأن الاستقرار هو استقرار وطني”.

وأضاف أن “أي اهتزاز أمني يصيب أي منطقة فهو اهتزاز للأمن الوطني العام وانعكاسه سيكون سلبيا على المسار الوطني”.

وتابع: “الدعوة تعني وضع حد لكل المتفلتين ومجموعات التخريب التي تعمل على نشر الفوضى وضرورة وضع حد لها كي لا يتم استخدام جوع الناس وأوجاعهم في أي استثمار سياسي مما يأخذ البلد إلى ارتدادات أمنية يخشى أن تعمم بتوجيه وإرادة من يقف وراء مرتكبي أعمال الشغب”.

وأكد على ضرورة “وضع حد للانفلات الأمني من خلال خطة أمنية متلازمة مع خطة استثنائية لمساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة”.

وشن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هجوما حادا على القادة السياسيين في لبنان.

جاء هذا خلال لقاء مع صحفيين مساء أمس الجمعة بشأن الوضع العام في لبنان، وعما آلت إليه المبادرة التي أطلقها بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس الماضي لإنهاء الأزمة اللبنانية.

وأضاف ماكرون أنه لا حلول أخرى متاحة لأزمة لبنان غير الخطة الفرنسية، وأنه سيفعل كل ما باستطاعته للمساعدة في تشكيل حكومة.

يأتي ذلك، غداة تراشق للاتهامات بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعرقلة تشكيل الحكومة، حيث اتهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، الحريري “بالتفرد في تشكيل الحكومة” ورفض الأخذ بملاحظات الرئيس عون.

وكان الحريري، قد شن في وقت سابق من أمس الجمعة هجوما حادا على عون متهما الرئاسة اللبنانية “بمحاولة توجيه الاشتباك الحكومي نحو مسارات طائفية”.

After Content Post
You might also like