الاستثمار فى قناة السويس والعلمين والعاصمة .. توصيات ندوة مصر والصين

كتب نديم على :

نظم المجلس المصري للشئون الخارجية، مؤخرا، بالتعاون مع المركز الصيني/ العربي للإصلاح والتنمية (مركز فكر مقره شنغهاي وترعاه وزارتا الخارجية والتعليم ويضم سفراء الصين السابقين في الشرق الاوسط )، وبتنسيق من السفارة الصينية في القاهرة، ندوة افتراضية حول العلاقات المصرية / الصينية فى ذكرى مرور65 عاماً على قيامها، تناولت محاور أربعة هي : التعاون العربي/ الصيني في شرق أوسط متغير – علاقات القوى الكبرى والتعاون العربي الصيني – مبادرة الحزام والطريق “ما بعد كوفيد – 19″ العلاقات المصرية الصينية ما بعد الجائحة، سياسيا واقتصاديا وعلمياً وفنياً وثقافياً .
خلصت أعمال الندوة الى توصيات تنفرد جسور بعرضها وهى :

1- استعرض الجانبان مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف مجالاتها، خاصة خلال العقد الاخير، حيث أعربا عن رضائهما لما تم انجازه وللمستوى المتقدم الذي وصلت اليه هذه العلاقات بفضل الثقة المتبادلة من القيادة السياسية فى البلدين والشراكة الموثوق بها بينهما. وارتباطا بذلك استذكر المشاركون الاتصال الهاتفي الذي تم بين رئيسي البلدين فى فبراير الماضي، واللذين أشادا فيه بما وصلت اليه تلك العلاقات من تقدم وإزدهار فى العيد الـ 65 لإنشائها، ودعم استراتيجيات التنمية فيهما وتعزيز التنسيق والتعاون فى القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفى هذا السياق أبدى الجانب الصين تقديره العميق للدور المصري المحوري في دعم التعاون الصيني/ العربي، والصيني الأفريقي، مضيفاً أن ذلك أمر طبيعي بحكم كون مصر أول دولة عربية وافريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية.

2- تم التأكيد على الاهمية الخاصة للتعاون الدولي لمكافحة وباء ” كوفيد- 19″، بما يكفل نظاماً صحياً عالمياً مستداماً ومتماسكاً، تستفيد منه جميع الدول باعتبار أن الامر يتعلق بالأمن الإنساني العالمي الذي يجب اقراره للجميع. وفى هذا السياق تمت الاشارة الى الدعم المتبادل بين البلدين لمواجهة الجائحة والتعاون الصيني المصري فى مجال اللقاح وتوقيع البلدين اتفاقاً بإنتاج اللقاح الصيني في مصر.

من ناحية آخرى استعرضت الندوة برامج التعاون القائمة بين البلدين والبرنامج التنفيذي الجديد للأعوام 2021 – 2026، بما فيها الاستثمارات الصناعية الصينية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع حى الاعمال والمنطقة المحيطة به فى العاصمة الادارية الجديدة، ومشروع تصميم وتنفيذ خمسة أبراج سكنية بمدينة العلمين الجديدة، ومشروع القطار الكهربائى، الذى يربط بين مدينتى السلام والعاصمة الادراية الجديدة والعاشر من رمضان، كأحد أهم مشروعات البنية التحتية التى يتعاون فيها الجانبان للربط بين المحافظات المصرية، ومشروعات آخرى عديدة فى مجالات مختلفة .

3- تطرق الجانبان الى التعاون المشترك ارتباطا بمبادرة الحزام والطريق، وحرص الجانب المصرى على تأكيد اهتمامه بتعزيز الشراكات القائمة والجديدة فى إطار المبادرة، على نحو ما أشار اليه الرئيس السيسى خلال مشاركته فى قمة مبادرة الحزام والطريق التى عقدت فى إبريل 2019، خاصة وأن المبادرة تتوافق مع الاستراتيجية التنموية التى تتبناها مصر، بما فى ذلك رؤية 2030.

4- توافق المشاركون حول القواسم المشتركة بين الرؤية الصينية للحوكمة العالمية والتوجهات العامة للسياسة الخارجية المصرية، بما فى ذلك المفهوم الخاص ببناء جماعة تتشارك مستقبل البشرية، وهو المفهوم الذى فى إطاره تدافع الصين عن تعزيز مفهوم جديد للعلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية والتعاون على أساس المنافع المتبادلة والأمن المشترك، الذى يعد مسئولية لجميع بلدان العالم، خاصة وأنه فى ظل المخاطر المتعددة الماثلة فى عالم اليوم،لاتوجد دولة واحدة مهما بلغت قوتها، تستطيع مواجهة المشكلات الدولية بمفردها، وبالتالى على كل الدول العمل معاً كقوة واحدة وصولاً الى نظام دولى يقوم على السلام والعدالة ويحقق التنمية والازدهار للجميع.

5- فى السياق عاليه، إتفق المشاركون على ضرورة الحفاظ على الامم المتحدة ووكلاتها المتخصصة، باعتبارها الخيار الافضل لتوفير الضمانات الفعالة للحوكمة العالمية، بما فيها التعايش والتعاون القائم على قوى متنوعة ومتعددة الاقطاب. وفى هذا الصدد، اتفق الجانبان على وجوب التصدى لمحاولات البعض تأطير الوضع الدولى الحالى وتقديمه على أنه يضم نادياً للديمقراطيات، تقوده الولايات المتحدة الامريكية، يتنافس ضد النادي الاستبدادي، والذي من شأنه وضع الدول الآخرى أمام الاختيار بين قوتين متنافستين، بما يزيد من فرص التصادم والمواجهة.

6- أعرب المتحدثون من الجانب المصرى انه فى ضوء كون الصين القوة الاقتصادية العالمية الثانية والقوة التجارية الاكبر عالمياً، ومصالحها الاقتصادية والتجارية الضخمة فى الشرق الاوسط، تتوقع دول المنطقة أن تضطلع بكين بدور سياسى نشط فى مشكلات المنطقة والانخراط فى ايجاد حلول لها، تفعيلاً لمبادارات عديدة قدمتها بكين، وآخرها” مبادرة النقاط الخمس” التى طرحها وزير الخارجية الصينى خلال جولته الشرق أوسطية الاخيرة فى مارس الماضى.

After Content Post
You might also like