التراث ومهنة الأجداد… أقدم صانع سفن برشيد يكشف أسرار المهنة

تشتهر مدينة رشيد بالعديد من المهن والصناعات المميزة، من ضمن تلك الصناعات صانعة السفن و المراكب، و تعتبر هذه المدينة من أوائل المدن في محافظة البحيرة في تلك الصناعة، حيث يعمل بها الآلاف من الأسر منذ قرون.
إيد تتلف في حرير..حكاية عم عادل أقدم صانع شباك الصيد بمدينة رشيد ..شاهد
حوّل الجريد لذهب خوفاً عليها من الاندثار .. حكاية عم منصور كبير القفاصين بمدينة رشيد
وبطبيعة الحال تطورت هذه الصناعة وأصبحت تأخذ اشكالا اكثر تعقيدا وتكلفة، وبعد ما كان يركزون الصناع على مراكب الصيد الخشبية فقط، أصبحوا الآن يصنعون السفن الحديدية الكبيرة بكل أنواعها.
رصد أهم المعوقات التي تواجهها.
وتحدث محمد السيد، أشهر العاملين في صناعة السفن بمدينة رشيد، عن مهنته التي ورثها عن أجداده، قائلاً : ” تعتبر رشيد من أهم المدن الساحلية بمحافظة البحيرة التي تشتهر بصناعة السفن والمراكب، مهنه تتوارث عبر الأجيال، تعتبر من أهم الصناعات لأنها جزء لا يتجزأ من مهنة الصيد التي تعد من المهن الأساسية ولا غني عنها بين سكان مركز ومدينة رشيد”.
ويوضح : “صناعة السفن في رشيد تبدأ من المواد الخام حتى تطفو السفينة على وجه الماء، وتختلف الصناعة بإختلاف الأنواع و حسب احتياجات العمل مثل المراكب ( الصيد والشانشيلا والجر ) ويوجد نوع آخر متخصص في صناعة اليخوت السياحيه و السفن العملاقة مختلفة الاستخدامات”.
تابع محمد، حديثه عن الخطوات المتبعة فى تصنيع السفن برشيد حيث تمر الصناعة بالعديد من المراحل تبدأ بالمرحلة الأولى التي تشمل تجميع المواد الخام بجانب بعضها البعض، والمرحلة الثانية هى لف نوع من أنواع الحبال على ألواح الخشب تتماسك ببعضها البعض لتكوين الهيكل العظمي للسفينة، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة، تبدأ أهم مرحلة وهي مرحلة العمل على الهيكل الداخلي للسفينة من خلال تقسيم مكوناتها إلى مكان للموتور الثلاجة والغرف وكل المستلزمات التي يحتاجها الصياد.
وأضاف محمد بعد الانتهاء من المرحلة الثالثة يتم العمل على المرحلة الأخيرة وهى إعداد الهيكل الخارجى تغليفها بالصاج، مشيرًا إلي أن الوقت المستغرق في الصناعة يتراوح ما بين سنة إلى سنة ونصف، يتوقف على عدد الأيدي العاملة وتوفير الخامات المطلوبة.
وأكد السيد أن صناعة السفن الآن تواجه أزمة كبيرة، بعد إنتشار فيروس كورونا المستجد، قائلاً : “تم تقليل الأيد العاملة و نقص في الخامات، تراجع شراء السفن بسبب توقف السياحة وكل هذه العوامل أثرت بالسلب على المهنة “.