الأعراض وللوقاية والعلاج.. جمال شعبان يوضح كل ما يخص «الفطر الأسود» في سطور

أوضح دكتور جمال شعبان، استشاري القلب والأوعية الدموية، ومدير معهد القلب السابق، أن «الفطر الأسود» فطر العفن وهو في الأصل نباتي ويوجد في التربة والهواء وفي الأماكن الرطبة والمظلمة والمياه الراكدة وأماكن تربية الطيور.

ويسمي انتهازيا لأنه ينتهز فرصة تدهور مناعة الجسم ويشن الهجوم، والفطر نفسه ليس أسود اللون، ولكن يحدث في الأنسجة البشرية المصابة التالفة فتتلون باللون الأسود.

وأكد دكتور جمال أن الفطر غير معد ولا ينتقل من إنسان إلي إنسان، وإصابة الإنسان سليم المناعة بالفطر الأسود تكاد تكون شبه مستحيلة.

ولكن الخلل الشديد في جهاز المناعة يحدث في الظروف الشديدة، ويحدث في مرضي الكورونا في الحالات المتأخرة جدا نتيجة تأثير المرض نفسه على المناعة مباشرة أو بسبب حدوث فشل كلوي أثناء الإصابة بفيروس كورونا نتيجة استخدام الأدوية المثبطة للمناعة والكورتيزون في علاج العاصفة المناعية بكثرة.

وغالبا ما تكون مسببات الوفاة في مرضى الكورونا هي فشل الجهاز التنفسي الفجائي وجلطات الرئة الحادة والفشل الكلوي وانسداد شرايين المخ أو القلب، وليس الفطر الأسود في حد ذاته إلا في الحالات الشديدة.

كما يستهدف الفطر أيضا مرضي تدهور ونقص المناعة الشديدة نتيجة مرض السكر الشديد الغير منضبط والفشل الكلوي المتقدم والأورام الخبيثة المتأخرة وتناول دواء الكورتيزون بكثافة أو بدون إشراف طبي وأيضا تناول مثبطات المناعة، ومرضي الإيدز.

تحدث الإصابة غالبا أثناء العلاج في المستشفى وليس بالمنزل، والعدوي قد تحدث نتيجة تواجد الفطر بكثافة في أنابيب التكييف أو الأكسجين.

وتبدأ الأعراض عادة بارتفاع الحرارة ووجود ألم بالأنف والعين والشعور بصداع شديد، مع انسداد جهة واحدة من الأنف مع رائحة كريهة جدا بالأنف يلاحظها المحيطون وليس المريض.

الفطر يصيب الأنف والجيوب الأنفية ويخترق الأنسجة العميقة ويتسبب في تجلطات الأوعية الدموية وقد يحدث احتشاء وموت بالانسجة، غرغرينا في الجلد أو العظام أو الغشاء المخاطي أو الاعضاء التي تكتسب اللون الأسود.

قد ينتشر الفطر الأسود في العين بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى فقدان النظر، أو إلي المخ فتختل درجة الوعي وحركة الجسم وقد يمتد إلى جلد الوجه، مما يتسبب في تلونه باللون الأسود وسقوطه، وقد يمتد إلي الفك العلوي والأسنان مما يتسبب في سقوطها.

ويكون العلاج عن طريق استعادة وتحسين المناعة، وعلاج المرض الذي أدي إلى نشاط الفطر، مع تناول مضادات الفطريات بالوريد تحت رعاية طبية دقيقة ومضادات للفطريات موضعية بالأنف لتحديد انتشاره، واستئصال كل الأماكن التالفة السوداء المصابة بالغرغرينا بسبب الفطر سواء بالأنف والجيوب الأنفية وما حولها.

لذا فالتشخيص المبكر مهم جدا في الشفاء، وتعتبر نسب الإصابة بهذا الفطر محدودة في مصر.

وحتى نحمي أنفسنا من الفطر الأسود، يجب المحافظة على مناعة الجسم، وتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والنوم لفترات كافية ليلا، مع تجنب التدخين والمخدرات والكحوليات، وتناول فيتامين د، واجتناب النكد والتوترات والتنزه في الأماكن المفتوحة.

والحرص على علاج وضبط نسبة السكر لمرضى السكر، وعدم الاستخدام الخاطيء والمستمر للعقاقير مثبطة المناعة مثل الكورتيزون.

ولمرضي زراعة الأعضاء لابد من إتباع الإجراءات الاحترازية ومتابعه نسب عقاقير المناعة، واستخدام الأحذية الوقائية وخصوصا في الأماكن غير النظيفة.

ويجب غسل الأيدي بالصابون والمطهرات، وإتباع إجراءات التعقيم المعتمدة في المستشفيات وأجهزة التكييف واجهزة الأكسجين، وأيضا تطبيق الإجراءات الاحترازية ضد فيروس الكورونا بصرامة بما في ذلك التطعيم باللقاح، علما بأن البلاد التي طبقت التطعيم تقل فيها معدلات الإصابة بالفطر الأسود.

After Content Post
You might also like