ذكرى وفاة شريرة الشاشة.. نجمة إبراهيم يهودية عشقت مصر كرمها عبد الناصر والسادات لوطنيتها

ولدت بوليم أوديون عام 1914 وبدأت حياتها الفنية راقصة ومغنية لفن المونولوج منذ أن انضمت لفرقة نجيب الريحاني وهي لم تكمل العاشرة من عمرها، أشهرت إسلامها عام 1932 وكان عمرها 18 سنة نتيجة لقراءتها القرآن الكريم وعشقها لمعانيه وغيرت اسمها إلى نجمة داود إبراهيم وهي التي اختارت لنفسها هذا الاسم نظرا لأن حلمها الكبير الذي كانت تسعى اليه هو النجومية والشهرة .ارتبطت نجمة إبراهيم بالفن بل وعشقته عندما كانت تصاحب شقيقتها سيرينا إبراهيم التي كانت ترقص وتقدم أدوارا ثانوية في بعض مسارح القاهرة، فعملت في عدة فرق مسرحية، بدأت في فرقة الريحاني كراقصة ومغنية مسرحية وبرعت في تقليد أم كلثوم وكانت أمنيتها أن تصبح في نجوميتها، وفي فرقة فاطمة رشدي عام 1929 وعبد الرحمن رشدي 1930 ورمسيس 1934 ثم الفرقة المصرية الحديثة والمسرح القومي وشاركت بالرقص والغناء في مسرحيتي سيد درويش العشرة الطيبة وشهرزاد .
عرفت نجمة إبراهيم بأنها ممثلة السينما والمسرح المثقفة التي تتقن العربية والفرنسية والإيطالية نظرا لانها من متعلمات مدرسة الليسيه، قدمت أول أدوارها فى السينما فى فيلم “الورشة ” وكان دورا شريرا اختارته لها المنتجة والممثلة عزيزة أمير لكنه لم يلفت النظر إليها، ولم يعرفها الجمهور إلى أن قدمها حسن الإمام في فيلم “اليتيمتان” أمام فاتن حمامة، وأصبح جمهور المشاهدين والاطفال فى رعب منها عندما قدمها المخرج صلاح أبو سيف فى دور السفاحة ريا في فيلم “ريا وسكينة” عام 1953، كما قدمت أشهر أدوارها “المعلمة دواهي” في فيلم “جعلوني مجرما”.
ومن يومها بدأ المخرجون حصرها فى نفس الدور فقدموها فى دور الشريرة قاسية القلب ” وأطلق عليها النقاد لقب شريرة الشاشة ، بالرغم من أنها كانت طيبة القلب إلا أن علامات وجهها كانت قاسية.
تميزت نجمة إبراهيم بحبها للمصريين وأيدت الثورة منذ بدايتها حتى أنها طلبت من الرئيس عبد الناصر فى رسالة منها ألا تخرج من مصر مع اليهود الذين أخرجتهم الثورة بل أنها أوصت أن تدفن في تراب مصر.
أسست بعدها فرقة مسرحية باسمها بعد إسلامها وتزوجت من الملقن عباس يونس لتقدم مسرحية “السفاحة ريا” من تأليفه وإخراجه عام 1955 أمام الفنان محمد الدفراوي، وخصصت إيراد الليلة الأولى تبرعا لتسليح الجيش المصري بعد إعلان عبد الناصر كسر احتكار السلاح واستيراد السلاح من دول الكتلة الشرقية.
حضر العرض أنور السادات وكان رئيسا لمجلس الأمة، وبعد العرض صعد خشبة المسرح لتهنئة الممثلين أبطال العرض وخاصة نجمة إبراهيم ومحمد الدفراوي.
في 1963 تعرضت لمرض فى عينيها أفقدها البصر وشاركت في عدة مسرحيات وهي لا ترى من أجل لقمة العيش منها “ياسين وبهية، يا طالع الشجرة”.
وعندما علم الرئيس عبد الناصر بحالها منحها شهادة تقدير وأصدر قرارا بعلاج عينيها على نفقة الدولة في إسبانيا وأجرى لها الجراحة الطبيب العالمي “باراكير” وعادت لتعتزل وتنقطع للعبادة، وكان أهم ما يشغلها هي الزيارة الدائمة لمسجد السيدة نفيسة واشتهرت بلقب الممثلة المتصوفة ، عاشقة آل البيت.
منحها السادات وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ومعاشا استثنائيا في نفس العام تقديرا لوطنيتها وحبها لبلدها مصر في حين أن شقيقتاها سيرينا وراقية إبراهيم كانت خائنتان، حيث هاجرت الأولى إلى إسرائيل وعملت مع الموساد، أما راقية فهاجرت إلى أمريكا وعملت على مهاجمة مصر من الخارج.
وبحسب كتاب “الممثلون اليهود في مصر” الصادر عن دار الهلال، فقد تبرأت “نجمة” من شقيقتها وكانت ترفض الحديث عنها.