الكاتب محدي دعيبس يوقع روايته الجديدة أجراس القبار

وقّع الكاتب الأردني مجدي دعيبس روايته الأخيرة ” أجراس القَبَّار” في مكتبة عبد الحميد شومان العامة، في حفل بُثَّ عبر تطبيق (زووم)  وقدّم فيها الناقد د.محمد عبيدالله ورقة عن عوالم الرواية وتقنياتها وخطابها والمستويات اللغوية فيها.

وتطرح الرواية التي صدرت عن “الآن ناشرون موزعون” أسئلة كثيرة تتمحور حول:  أين ينتهي التاريخ ويبدأ الخيال؟ وهل البداية والنّهاية هما ما حدث فعلاً، بينما يقع ما  بينهما ضمن إبداع الكاتب؟ وهل الرواية التاريخيّة -كما هو شائع- تأتي لقول ما لم يُقل  في المراجع؟ وهل أنماط الشخصيات ومسار الأحداث وبناء الحكاية تعتمد فعلاً على هو  مدوّن في كتب التاريخ؟ وهل يمكن القول أن الرواية التاريخيّة مجرد حوار ” ينقل الحدث  من السرد التاريخي إلى السرد الروائي؟

وقال دعيبس إن الرواية التي زُين غلافها بلوحة للفنان خالد بيروتي، تنقل المتلقّي إلى الحقبة الرومانية في مدينة فيلادلفيا (أحد الأسماء القديمة لعمّان)، حيث يظهر جبل القلعة ومعبد هرقل والدرَج الذي يربط المدينة السفلى بالمدينة العليا، والذي يعدّ من الجغرافيا المنسيّة من التاريخ المعماري للمدينة، إذ أننا لم نعرف عن هذا الدرَج الذي لم يعد له وجود إلا من رسومات الرحّالة الأوروبيين الذين زاروا المنطقة في القرن التاسع عشر.

وفي “أجراس القبّار” أوضح دعيبس أن الحدث التاريخي يتداخل مع الحدث المتخيّل بشكل متشابك لخدمة البناء الفني للرواية، فالتاريخ أحد روافد هذا البناء والمادة الخام التي استخدمها لإنتاج العمل النهائي الذي ليس شرطًا أن يتقاطع مع الحدث الحقيقي أو الحدث المروي، فـ”ربما يقترب منه أحياناً، وربما يبتعد عنه بشكل مباغت، وأحيانًا يلتقيان لصياغة الحدث الروائي”.

ورأى دعيبس أن السؤال الذي يراود الكاتب والقارئ على حدّ سواء في هذا المضمار: “كيف لك أن تتأكد أن هذا ما حدث فعلاً؟”، ويأتي السؤال المقابل للردّ من بنية السؤال نفسه: “كيف لك أن تتأكد أنّه لم يحدث فعلاً؟”، وهنا يبرز السؤال الشائك: “هل يكون ولاء الرواية التاريخيّة للتاريخ أم لفن الرواية؟”.

وقال دعيبس إن المكان في “أجراس القبّار” ظل هاجساً يؤرقُه في محاولته لإظهاره وإبرازه، مضيفاً أنه حاول أن يخرجه من عباءته المعروفة بوصفه حاضناً للحدث والشخصيات حتى يصبح أكثر حضورًا وإشعاعًا.

وأشار إلى أن الرُّواية تضمنت إشارات عديدة من خلال الحوار والسرد التلقائي إلى مواقع في ذاكرة المكان، ما زالت تنبض بالماضي والحاضر والمستقبل، مثل البحيرة المالحة وينابيع المياه الساخنة وبركة زيزياء ورأس العين ومدينة فيلادلفيا بتفاصيلها الرومانية من الشوارع والساحات والحمّامات والمدارج والمعابد.

من جانبه، قال الناقد د.محمد عبيد الله في إضاءته النقدية حول الرواية، إن الروايات التاريخية قابلة دائماً للحياة والتجدد والتطور بصور وأشكال مختلفة، موضحاً أن ظهور مثل هذا النوع من الروايات وصعودها وبقاءها يأتي من باب صعود الهويات والقوميات.وبيّن أن فكرة القومية والهوية من العناصر الأساسية المغذّية للرواية التاريخية، إذ تدفعها للاستمرار والتجدد، بمعنى أن الرواية التاريخية توظَّف لتثبيت الهُوية وتأكيدها بشكل عام.

يشار إلى أن دعيبس فاز بجائزة كتارا للرواية في عام 2019 عن روايته “الوزر المالح”، وصدر له قبل ذلك: “حكايات الدرج” (رواية)، و”بيادق الضالين” (قصص)، و”الدهليز” (مسرحية).

After Content Post
You might also like