تحديات ضخمة في طريق الاقتصاد البريطاني
حسام علم الدين –
استطلعت وكالة بلومبيرغ آراء كبار مديري الاستثمار في مصارف وشركات استثمارية عالمية حول الاتفاق التاريخي لـ«بريكست»، حيث يبذل معظمهم قصارى جهدهم لاقناع المستثمرين بان هذا الاتفاق هو بداية حقبة صعود اسواق الاسهم البريطانية.
واجمع المستثمرون على ان الاتفاق يواجه مصاعب بسبب استبعاد قطاع الخدمات، فضلا عن تفاقم فيروس كورونا، لافتين في الوقت نفسه الى ان افضل شيء الآن هو تحقيق الاتفاق اخيرا.
وبينت الوكالة انه لا تزال هناك تحديات ضخمة، تتمثل بالمسار الاقتصادي البريطاني وعلاقات المملكة المتحدة التجارية مع بقية العالم. وفي ما يلي آراء كبار مديري الاستثمار في البنوك والشركات الاستثمارية لاتفاقية «بريكست» وخططهم الاستثمارية بشأن بريطانيا:
يرى مدير محفظة الاستثمار في «براندوين غلوبال» جاك ماكنتاير ان عام 2021 قد يشهد تراجعا في نمو الاقتصاد العالمي وستستفيد منه بريطانيا، وان هناك استثمارات تم تهميشها في بريطانيا ومن المفترض ان تتم اعادة الاهتمام بها في عام 2021، مبديا اعتقاده بان الجنيه الاسترليني لا يزال اداة غير مستثمرة بشكل كاف، خصوصا مقابل اليورو.
أما كبيرة استراتيجيي اسواق اوروبا والشرق الاوسط في «جي بي مورغان» تشير كارين، فقالت ان صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مفيدة، لا سيما للشركات التي تركز على المستوى المحلي لمؤشر اسواق اسهم لندن، موضحة ان الدعم الاكبر لمؤشر «فوتسي» سيتأثر بسرعة طرح اللقاحات وترسخ الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وزادت: في حال حدث كل ذلك في الاشهر الاولى من 2021، فقد تسجل اسواق الاسهم البريطانية اداء قويا في العام الجديد.
الثقة في الاقتصاد
بدوره، يقول مدير السندات في شركة «جوبيتر» لادارة الاصول مارك ناش ان الثقة في الاقتصاد البريطاني يجب ان تعود الآن بعد الاتفاق، ويجب ان يتفوق اداء الاصول البريطانية، خصوصا اذا استمرت قيمتها بالارتفاع، مبينا انه رغم ضعف نمو الاقتصاد البريطاني، فإن انخفاض الدولار مقابل الاسترليني سيترسخ مع عودة المزيد من الثقة، حيث ان ضعف الدولار والبحث عن ملاذات اخرى ذات قيمة سيدعمان الاسترليني بغض النظر عن الاداء الاقتصادي.
ويقول مدير محفظة الاستثمار في «أليانز غلوبال انفسترز» مايك ريدل: يمكننا الآن ان نراقب الاسواق البريطانية يوميا، لكن يجب الا نخدع انفسنا بان الاتفاق التاريخي لبريكست يشكل النهاية بل على العكس.
ويضيف: ان المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي لم تنته بعد، والسؤال الآن يتمحور حول الافتراضات والنماذج الاقتصادية لبنك انكلترا المركزي، ولكن حتى كبار المتفائلين اتفقوا على ان الاقتصاد البريطاني سيواجه صدمة سلبية كبيرة بموجب اتفاقية «بريكست» على المدى القصير الى المتوسط.
من جهته، يقول كبير استراتيجيي الاستثمار في «نورثرن تراست» ووتر ستاركنبوم انه رغم التقييمات الجذابة للاسهم البريطانية، فاننا نبقى حذرين بشأن توقعات الاستثمار بها، مذكرا بان اداء الاسواق البريطانية كان ضعيفا في فترة الركود، ومن المتوقع ان يكون اداؤها دون المستوى من حيث الانتعاش ايضا، خصوصا مع حالة عدم اليقين بشأن تأثير السلالة الجديدة لفيروس كورونا التي ضربت بريطانيا مؤخرا.
تأخر تعافي أوروبا
توقع المدير المالي في «الاينس برنشتاين» جون تايلور ان يتأخر التعافي الاقتصادي في بقية اوروبا حتى مع تحقيق اتفاقية «بريكست»، بالاضافة الى تضرر النمو الاقتصادي في بريطانيا بشدة.
واضاف: اذا استمر الاسترليني في الارتفاع، فقد تكون فرصة للمستثمرين للبيع في 2021.
ارتفاع قيمة الإسترليني
اعتبر رئيس قسم التداول الفوري للاسهم والعملات في بنك «باركليز» مايكل كروكبين ان هناك نقصا كبيرا في الاستثمار في بريطانيا وفي اصولها، متوقعا ارتفاع قيمة الاسترليني في صفقة تجارية ايجابية بين لندن والاتحاد الاوروبي، رغم ان الاتفاق حول قطاع الخدمات بين الطرفين سيكون اكثر اهمية للآفاق الاقتصادية الطويلة الاجل. واضاف: مع ذلك نعتقد أنه ستكون هناك عملية كبيرة لاعادة التوازن في اصول بريطانيا بمجرد خروج لندن من الاتحاد الاوروبي، ولكن يمكننا توقع حدوث مصاعب كبيرة للاتفاق على صفقة حول قطاع الخدمات حتى عام 2022.