مدافئ قشر الفستق تغزو إدلب وهذه هي مزاياها وأسرارها

مع تزايد المعاناة وتواصل أزمات التدفئة والمحروقات بشكل متكرر مع قدوم فصل الشتاء، والعبء الذي تلقيه على كاهل  النازح والمقيم على حد سواء، يبحث السوريون المجبولون على الاجتهاد والبحث والابتكار عن حلول لمشكلات حياتهم دائما آخذين بعين الاعتبار ارتفاع تكلفة التدفئة من جهة وقلة ذات اليد من جهة أخرى، نظرا للوضع الاقتصادي السيء الذي يعانيه غالبية سكان المناطق المحررة من سيطرة مليشيات أسد.

حرفة وفرص عمل جديدة 
ومع حركة النزوح الأخير التي شهدتها مدينة ادلب بسبب الحملة العسكرية الممنهجة لنظام أسد، ظهرت فيها صناعة مدافىء قشر الفستق الحلبي والمعروفة اخصارا بـ “صوبيا القشر” والتي جلبها سكان منطقة ريف إدلب الجنوبي بشكل خاص، كصناعة دخيلة لم تكن معروفة من قبل في مدينة ادلب، فبات من الملاحظ وبكثرة انتشار ورشات تصنيع تلك المدافىء والتي أمّنت بدورها  فرص عمل للكثير من الشباب في ظل الافتقار له.

وحول هذا الأمر تحدث (مؤيد الزين)  أحد مصنعي صوبيا القشر لأورينت نت قائلا: “تنتشر في مدينة إدلب وحدها حوالي خمسين ورشة تصنيع، ويعمل في كل ورشة حوالي ستة أشخاص يؤمّنون من خلالها قوت عائلاتهم في زمن النزوح وفصل الشتاء القاسي”. 

حرفة عمرها 12 عاما!
تعود مهنة تصنيع مدافىء قشر الفستق إلى ما قبل الثورة السورية بحوالي ثلاثة أعوام حيث كانت صناعتها واستعمالها مقتصرتين على منطقتي مورك وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، نظراً لشهرة المنطقتين بزراعة الفستق الحلبي بمساحات واسعة جدا وهو ما كان يوفر الوقود الأساسي لتلك المدافىء.

وبحسب (فاروق معراتي)  أحد المصنعين:
فإن تاريخ صناعتها يعود للعام  2008 بأعداد قليلة مقتصرة على أصحاب أراضي الفستق الحلبي، وكانت تعمل بشكل يدوي عن طريق مايعرف ب”المانويل” ضمن صندوق توتياء، ومع مرور الزمن تحديدا العام 2014 تزايد الطلب عليها بشكل كبير ليصل إلى ذروته في العام 2016 حيث باتت هناك ورشات متخصصة وتقنيات جديدة، وزودت بمؤقت زمني إلكتروني يعمل على البطارية وحلزون أوتوماتيكي للتحكم بكمية القشر، إضافة لتوربو لسهولة الإشعال ضمن صناديق ألمنيوم أو ستانلس ستيل حسب الطلب.

وردا على سؤالنا عن صعوبات التصنيع أفاد (عمار حربي) وهو صاحب إحدى ورشات التصنيع 
“أكبر مشكلة هي قلة أو انقطاع المواد الأولية كصفائح وقضبان الحديد وبعض الأجهزة الإلكترونية وخاصة “التايمير”، ما يجعل استجرارها أصعب وبالتالي زيادة تكلفتها  سواء إن كان الاستجرار  من مدينة حماة الواقعة تحت حكم نظام أسد أو من دولة تركيا المجاورة”. 

بين الإقبال والتكلفة 
“لم نأكل الفستق ولكننا استفدنا من قشره”  هكذا داعبنا (علي القدور)  في حديثه لنا عن مدافىء القشر التي يستخدمها في خيمته، مضيفاً لقد جربت كافة أنواع المدافئ ووجدت صوبيا القشر أفضل الموجود لما تمتاز به من سهولة الاستخدام ودرجة حرارة عالية للقشر المحروق، ناهيك عن سعرها و سعر وقودها المقبول قياساً مع غيره، فسعر طن الحطب على سبيل المثال حوالي 150 دولار ويحتاج لمكان واسع للتخزين وتستهلك العائلة طنين على الأقل في فصل الشتاء، بينما قشر الفستق يكفي الأسرة طنّ واحد، ويكون أيضاً معبئاً ضمن أكياس سهلة التخزين، وبالحديث عن التكلفة النهائية لمدافىء القشر يجيبنا عمار الحربي:
“يتراوح سعر الصوبيا مابين 90 إلى 125 دولار  وسعر القشر مابين 120 إلى 160 دولار حسب النوع والنخب، هذا وتشهد مدافىء القشر إقبالا واسعا من كافة الشرائح الاجتماعية في المناطق المحررة لدرجة وجوب التوصية عليها قبل خمسة عشر يوما بسبب الطلب المتزايد، فيما يبقى غالبية السكان وخاصة النازحين منهم يعانون من عدم القدرة على تأمين وقود التدفئة المناسب إن كان من القشر أو غيره، ما يدفعهم لاستخدام طرق غير صحية، كإحراق أكياس النايلون وعبوات البلاستيك للحصول على شيء من الدفء”.

After Content Post
You might also like