لماذا يكره العالم السائح الإنجليزي؟.. اعرف التفاصيل|صور
عندما لعب منتخب إنجلترا لكرة القدم أمام منتخب إيطاليا في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) في 11 يوليو الجاري، لم تكن الصور المنتشرة حول العالم تخص أحداث المبارة بين الفريقين داخل المستطيل الأخضر فحسب، بل مشاهد للمشجعين في ملعب ويمبلي في لندن، حيث أقيمت المباراة.
وبين إطلاق بعض الإنجليز صيحات الاستهجان خلال عزف النشيد الوطني الإيطالي، واقتحام آخرين للملعب، هناك من أمضوا ساعات سبقت المباراة بالثمالة، وقاموا بإلقاء القمامة وتشويه مظهر ساحة ليستر.
وكان الغضب العالمي ملموسًا، فقد تصرف مشجعو إنجلترا بشكل مروع، ما يُعد نسخة متطرفة من القصة ذاتها التي تدور أينما ذهب الإنجليز بشكل جماعي خلال العطلات.
وبينما أن الصورة النمطية المسماة “الأمريكي القبيح” معروفة في جميع أنحاء العالم، فإن العديد من البلدان، ولا سيما في أوروبا ، تعاني من وطأة “البريطاني الثامل”.
ويتحدث بعض الإنجليز النمطيين بالخارج اللغة الإنجليزية ببطء وبصوت عالٍ وبشكل متعمد بدلاً من تعلم اللغة المحلية، ويبحثون عن المطاعم الإنجليزية لأنه لا يثقون “بالطعام الأجنبي”، ويستهلكون النبيذ بشكل كبير خلال فترة بعد الظهيرة، ولذلك، بحلول المساء، يظهر السلوك “الفظيع” للبعض بشكل كامل.
ولكن هل هم حقًا بهذا السوء؟ أم أن الناس يركزون على بُغض بعض الإنجليز فقط؟ يعتقد توم جينكينز، الذي يحرص على تحديد أنه ويلزي، أن الأمر يشمل الاثنين معًا.
ويقول الرئيس التنفيذي لمنظمة السياحة الأوروبية، وهي الهيئة التجارية للسياحة الوافدة إلى أوروبا، إن “هناك نوع من الأسطورة حول السائح الإنجليزي المكتسبة حول العالم، مما يعني أن الناس لديهم فكرة مسبقة عن السائح المثالي”.
ويوضح جينكينز أنه “ربما يكون السائح الإنجليزي [الخيالي] المثالي عبارة عن مزيج بين فريدريك هيرفي، إيرل بريستول الرابع، والممثل ديفيد نيفن من فيلم “حول العالم في 80 يومًا”، ولكن ما تراه الوجهات السياحية لا يتطابق أبدًا مع هذا الوصف”.
الإنجليزي الكامل
ومع ذلك، ليس هناك من ينكر أن الإنجليز يواجهون مشاكل في الخارج، وفي كل صيف، تكثر قصص السلوك السيئ التي ترتبط عادةً باستهلاك الكحول، والشجار، والعادات الغريبة السلبية.
وأُطلق على ماغالوف، الواقعة على جزيرة مايوركا الإسبانية، لقب “شغالوف” بفضل ميل بعض الشباب البريطاني للسفر لمدة أسبوع بحثًا عن ممارسة الجنس العرضي، ويمكن أن تسوء الأمور هناك لدرجة أنه في عام 2018 اضطرت السلطات المحلية إلى بدء حملة تتوسل إليهم عدم خلع ملابسهم أو التبرز في الأماكن العامة، وفي الوقت نفسه، تعد مدينة بينيدورم بساحل كوستا بلانكا الإسباني، موقع جذب لنوع آخر من السياحة الإنجليزية.
ويميل الأشخاص الذين يأتون إلى هنا إلى أن يكونوا أكبر في العمر قليلاً، ولكنهم يبحثون عن شعور وكأنهم على أرض الوطن. ومن هنا يأتي انتشار الحانات والمطاعم التي تقدم اللحم المقدد، والخبز المحمص، والبيض، والفاصوليا المخبوزة لوجبة إفطار “إنجليزية كاملة” تقليدية طوال اليوم بالإضافة إلى الجعة الإنجليزية القديمة بالطبع.
ويبدو أن المشاهير ليسوا محصنين ضد التحول الذي يبدو أنه يحدث للإنجليز في الخارج.
وعلى سبيل المثال، قامت الشرطة باعتقال عارضة الأزياء كيت موس من طائرة “إيزي جيت” في عام 2015 عندما عادت من إجازة في تركيا، وزُعم أنها أثقلت في الشرب من زجاجة الفودكا الخاصة بها على متن الطائرة وقامت بشتم الطيار.
وفي حادثة أخرى، شوهدت المغنية السابقة ونجمة تلفزيون الواقع كيري كاتونا وهي تتدحرج على مدرج المطار في مطار غران كناريا في إسبانيا، في عام 2016، وهو أمر ألقت باللوم عليه لاحقًا على حالتها النفسية بعد الرحلة التي استغرقتها في استهلاك الكحول، بالإضافة إلى “الرغبة في أخذ حمام شمس” لحظة وصولها.
استهلاك الكحول الخارج عن نطاق السيطرة
وبالنسبة للمعالج النفسي آندي كوتوم المقيم في لندن، فإن المشكلة إلى حد كبير تتلخص في استهلاك الكحول.
ويقول كوتوم: “لدى الإنجليز علاقة غير صحية للغاية مع الكحول”، مضيفًا لسبب ما، يتمتع الأوروبيون القاريون بفهم أفضل لما يمكن أن يفعله استهلاك الكحول. لقد رأيت بعض الألمان في حالة ثمالة مماثلة، ولكن نادرًا ما يحدث ذلك مع الفرنسيين أو الإيطاليين أو الإسبان أو البرتغاليين. ولا يبدو أنهم يدمرون أنفسهم بانتظام”.
ومع ذلك، يعتقد جينكينز أن بعض الإنجليز يتعرضون لسمعة سيئة بسبب الثمالة، مشيرًا إلى أن القضية الرئيسية تكمن في أن البريطانيين هم أكثر وضوحًا.
ويقول جينكينز إن اللغة الإنجليزية هي اللغة المشتركة في العالم، لذا فمن المرجح أن يتم التعرف على الأشخاص الذين يسيؤون معاملة الآخرين باللغة الإنجليزية في حالة الثمالة.
ويدعي جينكينز أن “المملكة المتحدة هي أكبر سوق لمعظم الوجهات في أوروبا، وإذا كنت أكبر مجموعة، فمن المحتمل أن يكون السائح الأكثر كرهًا”، ولا ينفق البريطانيون عمومًا الكثير خلال إجازاتهم، ونظرًا لوجود عدد كبير منهم، يمكنهم الحصول على أفضل الأسعار.
ويوضح جينكينز أنه “إذا كنت من الأشخاص الذين يجلبون أكبر عدد من الزيارات إلى وجهة ما، فأنت في وضع يسمح لك بالتحكم في الأسعار والشروط. لذا فإن السياح الذين لا يتمتعون بهذه القوة الشرائية هم أكثر رغبة من الإنجليز”.
ويضيف أن الوجهات لا تقول “نريد أعدادًا كبيرة من الأشخاص الذين يدفعون بسعر رخيص” بل تقول “نريد أشخاصًا يدفعون أجرًا”.
صمت الصناعة
ومن الصعب العثور على أشخاص في وجهات العطلات المكتظة بالإنجليز والذين سيتحدثون عن سلوك بعض الإنجليز في العطلة، ولكن صاحب الفندق أجاي جويال، مؤسس منتجع “Zening Resorts” في قبرص، قال لـ CNN إن هناك الكثير من مشاهر الكراهية ضد الإنجليز، حتى في البلدان التي لن يعتمد اقتصادها على السياح من بريطانيا.
وبالنسبة إلى جويال، يعود ذلك إلى عدة عوامل منها السلوك الثامل من قبل السياح الشباب، وعقدة التفوق، ومع ذلك، ما زال لدى الإنجليز ميزات ايجابية، إذ أنهم “يميلون إلى أن يكونوا الأكثر ودية، ويتمتعون بروح الدعابة”، حسبما ذكره جويال، ويضيف: “من خلال تجربتي، هم أيضًا الأقل عنصرية بين الأوروبيين”.
وبينما تكافح الوجهات للتعافي اقتصاديًا، تتبنى العديد من الأماكن موقف جويال، إذ يقول: “أجد أن الجميع الآن يحب السياح الإنجليز لأنهم بحاجة ماسة إلى المال”.