دمشق تودع صاحب الأحلام الكبيرة حاتم علي
شيعت العاصمة السورية اليوم، المخرج والممثل السوري الراحل حاتم علي إلى مثواه الأخير في مقبرة “باب الصغير” ودمشق.
سوريا- سبوتنيك. ووصل جثمان المخرج الراحل إلى مطار دمشق الدولي، مساء الخميس، 31 ديسمبر/ كانون الأول 2020، قادماً من القاهرة، وانطلق موكبُ التشييع، اليوم الجمعة، من مشفى الشامي، وسط حضور شعبي كبير ومشاركة واسعة لكبار الشخصيات في الوسط الفني السوري، حيث صلي عليه في “جامع الحسن” بحي أبو رمانة، عقب صلاة الجمعة، ثم وري الثرى في مقبرة باب الصغير بدمشق.
واتفق السوريون على اختلاف توجهاتهم على نعي مخرجهم الراحل حاتم علي، كما نعاه عدد كبير من الإعلاميين العرب ونجوم السينما والدراما العربية من مختلف الدول، واستذكر كثيرون أعماله الدرامية التلفزيونية ومشاركاته السينمائية.
وتوفي المخرج والممثل السوري حاتم علي، داخل غرفة في أحد فنادق العاصمة المصرية، فجر الثلاثاء 29 ديسمبر/ كانون الأول 2020، إثر إصابته بنوبة قلبية عن عمر لم يتجاوز الـ 58 عاماً، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة لدى جمهوره ومتابعي أعماله الدرامية، وأثار أصداء واسعة في الأوساط الفنية وعلى منصات التواصل الاجتماعي التي امتلأت بكلمات النعي والصور والمشاهد من أعماله الدرامية.
©
Sputnik . محمد دامور
جنازة الراحل المخرج السوري حاتم علي
وكانت السلطات المصرية قد كشفت، الأربعاء 30 ديسمبر/ كانون الأول 2020، عن نتائج تشريح جثة المخرج الراحل حاتم علي، وأمرت نيابة قصر النيل الجزئية، وفقا لتقرير نشره موقع “بوابة الأهرام” المصري بتسليم جثمان الراحل إلى السفارة السورية في القاهرة، عقب الانتهاء من تشريح الجثمان وإعداد تقرير الطب الشرعي بناء على رغبة القنصل السوري وأسرة المخرج لبيان وجود شبهة جنائية من عدمه.
وتبين من التحقيقات الأولية، أن الوفاة حدثت نتيجة أزمة قلبية، ولا شبهة جنائية حول الوفاة، وفقا لـ “الأهرام”. وأضاف التقرير: “انتقلت النيابة إلى الفندق لمعاينة مكان العثور على الجثة، وتبين عدم وجود أية آثار عنف بالمكان كما تبين من مناظرة الجثة عدم وجود أي أثار جروح أو كدمات، وأمرت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة واستدعاء العاملين بالفندق وخاصة من عثر على الجثة لسؤالهم”.
وولد حاتم علي في بلدة الفيق في الجولان السوري المحتل عام 1962، وقد اضطرت عائلته إلى النزوح بعد احتلال الجيش الإسرائيلي لمرتفعات الجولان في عام 1967 ولم يكن وقتها قد تجاوز الخامسة من عمره، وعاش مع أسرته الصغيرة في أطراف مخيم اليرموك الذي يبعد عن دمشق نحو 8 كيلومترات. وبدأ علي مسيرته الفنية والأدبية بكتابة المسرحيات والقصص القصيرة ثم اتجه إلى التمثيل والإخراج لاحقاً، وتخرج من قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1986، ليبدأ بعدها أول مشوار فني له ممثلا في مسلسل “دائرة النار” للمخرج هيثم حقي عام 1988، وتوالت الأدوار عليه بعد ذلك.
ليتوجه في منتصف التسعينات إلى الإخراج التلفزيوني وقدم أعمالاً مهمة ولها بصمة في الدراما السورية منها “الفصول الأربعة”، و”الزير سالم” الذي كان بمثابة نقطة تحول في مسيرته الفنية، وأجزاء عديدة من “مرايا” و”أحلام كبيرة” و”التغريبة الفلسطينية” الذي وثق فيه القضية الفلسطينية ولاقى نجاحا كبيرا، إضافة إلى “الملك فاروق” و”ثلاثية الأندلس” و”صقر قريش”، “ربيع قرطبة”، “ملوك الطوائف”، و”عمر”.
ولم يقتصر نشاط الراحل حاتم علي، على التمثيل والإخراج، بل كان له أيضا نشاطا أدبيا، إذ كتب ثلاث مسرحيات وهي “مات 3 مرات” و”البارحة – اليوم – وغدا”، و”أهل الهوى”، وألف مجموعتين قصصيتين هما: “ما حدث وما لم يحدث”، و”موت مدرس التاريخ العجوز”، كما كتب أيضا عددا من نصوص الدراما التلفزيونية، من بينها مسلسل “القلاع” الذي أخرجه مأمون البني. وفيلم تلفزيوني بعنوان “الحصان” أخرجه بنفسه.
وكان حاتم علي يستعد لإنجاز فيلم روائي طويل في بداية العام 2021، يروي قصة الشخصية التاريخية الزير سالم برؤية سينمائية جديدة.