2021 كل عام وأنتم بخير
كل عام وانتم بخير، ومع الدعوات والاماني ان يكون العام الجديد مليئا باليمن والبركات. ونحن نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا.
عشنا عام 2020 في قلب خطر وبائي واقتصادي ومعيشي. خطر واجهنا به اشد الصعاب في حماية الحياة ولقمة العيش.
كورونا اشبه بعاصفة كونية ضربت الاوطان. حرب جرثومية مدوية، لربما لو ان حربا عالمية ثالثة اندلعت لكانت اوهن واقل ضررا ووطاة على البشرية.
في 2020 اصدر ترامب صك وقوشان لاسرائيل بتملك الجولان وغور الاردن ومستوطنات الضفة الغربية، واعلان القدس عاصمة لاسرائيل.
وتوالت في العام الفارط، وهكذا يسمي الاخوة التوانسة العام الماضي موجات التطبيع العربي مع اسرائيل.
الرابح الكبير والوحيد من حروب وصراعات وازمات المنطقة هي اسرائيل. وبعد عقد من الحرب والصراع السوري ماذا استفاد الشعب السوري، وماذا استفادت الحكومة والمعارضة السورية ؟ تشرد وانقسام وجوع وفقر وتهشيم للدولة وتكسير لمؤسساتها واضعاف للجيش، وسقطت الدولة في اتون حرب اهلية.
وفي العراق، وبعد عقدين واكثر على سقوط نظام الرئيس صدام حسين ودخول الامريكان لبغداد فماذا جنى العراقيون غير استعمار جديد، وتوطين للاحتلال الاجنبي لبلادهم، وخسرت العراق وحدتها وصلابتها وارثها البروقراطي، وعقول علماء وخبراء عراقيين تشردوا في اصقاع الكرة الارضية.
وعشرة اعوام على اندلاع ثورات الربيع العربي، وكيف اجهض حلم الشعوب العربية بالحرية والعدالة والكرامة وحلمهم الاكبر نحو غد عربي افضل. ولماذا كل شعوب العالم نالت بالثورات حقوقها وحريتها الا العرب. اختطف الاسلاميون الثورات العربية واضاعوا فرصة التحول نحو الدولة الوطنية المدنية.
على ماذا نراهن ؟ عربيا الكل خاسر. الصراعات والخلافات والتشققات العربية وقود لمعارك قوى اقليمية هي الرابحة سواء إسرائيل او تركيا وايران. ونعرف ان ثمة حكومات عربية تخاف من الديمقراطية والاصلاح والتحول السياسي وبناء دولة وطنية وتثبيت قيم وافكار العدالة والحرية والمساواة.
وان ثمة حكومات عربية سرطنت السياسة والاعلام، وسرطنت الهويات الوطنية والقومية الجامعة، واختلقت خلافات طائفية واثنية، وابتدعت طرقا واساليب لوثت السلطة والسياسة في العالم العربي.
العرب ابهروا باردوغان وحلم الخلافة الاسلامية. وطبلوا وراء مزامير حروب وتدخلات تركيا في المنطقة، وما فعلت في العراق وسورية وختامها كان في ليبيا. بقدر ما انبهر العرب فيكتشفون في لحظة صفو ومراجعة ناقدة ان اردوغان عدو للعرب ويكرههم، وان الازمات الوليدة في العراق وسورية وليبيا، وما يشط من خطاب لاحياء الارث العثماني، هو الالعاب لحروب بالوكالة يقدمها اردوغان للاب والراعي والحليف الاكبر في البيت الابيض. وجاءت نتائج ختامها بالتحالف القوي بين اردوغان ونتنياهو.
اردنيا وقبل الختام، لا تعرف ماذا تقول للناس، وقد قضوا عاما مغلوب على امرهم. عام قاس وثقيل، وتناهشت كورونا والاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة حياتهم. المستقبل كما يبدو مجهول ام لم يكن اسود حالك، وليس ثمة ما يبعث على الامل والثقة.
سنة كبيسة ولد بها ملايين من الفقراء الجدد، وملايين من العاطلين عن العمل بفعل كورونا وغيرها. سنة احس بها الاردنييون بغمة الفقر والفاقة والجوع والعزلة. سنة ضاقت على قلوب وصدور الرجال بحيرة وعجز وقلة حيلة. نعم كورونا فايروس فتاك وقد يؤدي الى الموت، ولكن الموت الحقيقي من القهر والاحساس بالعجز، وهذا هو موت الرجال الرجال الحقيقيون الصلفيون، ومن خانتهم الحياة.
سنبقى ما حيينا نحب الاردن وصامدين في بلادنا، وسنورث هذا الحب المجبول بالمعاناة والكدح لاولاد اولادنا والاجيال القادمة. وكل عام وانتم بخير.