جسور تتساءل عن حقيقة اهتمام سفير الشؤم البريطانى بالمعاقين؟
خاص ل جسور :
يثور جدل فى دوائر عديدة حول ما يمكن أن يقدمه السفير البريطاني السابق في مصر، جون كاسون، بعد أن تولى منذ اشهر قيادة الفرع البريطاني لجمعية L’Arche الخيرية للمعوقين، وقيادة حملة فى الايام الاخيرة لجمع تبرعات لها.
وتعود الشكوك فى مصداقية كاسون إلى الدور الفاقد لاى شرف، والمريب، الذى قام به خلال عمله فى مصر، للاجهاز على ما بقى من روابط فى العلاقات المصرية البريطانية، انتقاما، فيما يبدو، من إزاحة مصر للإخوان حلفاء إنجلترا.
وارتكب كاسون اعمالا شريرة بحق مصر وبحق التقاليد والقانون الدولى ، متسترا بحيل شعبوية من عينة تناول الفول والطعمية فى مقر السفارة، او استدعاء لاعب كرة شهير مثل رمضان صبحى إلى ساحة السفارة ، او المشى فى الشارع إلى مقر وزارة الخارجية المصرية على طريق النيل، بدلا عن الذهاب بالسيارة، وارتياد أسواق شعبية بالقاهرة.
وقد تساءل متابعون كثيرون لافعاله، عما اذا كان صادقا حقا فى الانخراط فى العمل الخيرى وانه يكفر به عن ذنوبه، قائلين : أين طيبة قلبه وهو الذى أغلق السفارة البريطانية بالقاهرة فجأة فى ديسمبر ٢٠١٥، بلا اى مبرر، بهدف إرسال إشارة سيئة عن مصر، وتطفيش السائحين البريطانيين القادمين فى الموسم الشتوى، وهو الذى ألحق اشد الاذى ودوائر فى بلده، بشرم الشيخ ومئات الالاف من العاملين فيها، ولازالت لم تتعافى حتى الان رغم مرور سنوات، وغادر بريطانيا قبل وصول السيسى إليها بيوم واحد خارقا كل الاعراف والتقاليد، إذ كان من الواجب أن يكون بين مستقبلى الرئيس، وهو الذى حامت حوله شكوك فى أمور أخرى خطيرة، اضرت باقتصاد مصر وعلاقاتها المتوسطية وصورتها الخارجية.
وحسب مقابلة مع كاسون على موقع “ذا تابلت”، نهاية يناير الماضى، فور توليه منصبه الجديد، فقد وصف نفسه بأنه مسيحي نشأ أنجليكانيًا و “أغناه” روحيا المسيحيون الأقباط فى مصر، يقصد الارثوذوكس ، والكاثوليك ، والكاريزماتيون ، وبعض المسلمين الروحانيين” العميقين”، وهى عبارة تدل على نزوع، لا إرادى ربما، إلى إشاعة الفتنة، فمضمونها انه تعلم من كل الإقباط، ومن بعض المسلمين فقط، ولو كانت نيته سليمة لقال انه تعلم فى مصر من كل من لديه تجربة روحية حقيقية.
أمضى كاسون 20 عامًا في مناصب حكومية، بما في ذلك منصب مستشار السياسة الخارجية، لرئيس الحكومة الأسبق، ديفيد كاميرون، ثم سفيرًا لبريطانيا في مصر من 2014 إلى 2018.
وأعتبر كاسون فى المقابلة مع “ذا تابلت” إن دوره كان “بناء علاقات عبر الاختلافات”.
منوها إلى أنه أنشأ أثناء وجوده في مصر ، حملة بعنوان “تمكين مصر” ، حيث تم تشجيع “النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة ورجال الأعمال الشباب والشركات الناشئة” ، وانه دعم ايضا تواصل الجمهور المصري مع صانعي التغيير البريطانيين وفى القطاعات المختلفة.
وقال إنه كان يمنحهم السلطة إلى حد ما، على عكس ما يتوقع الناس فعله من ممثل القوة الاستعمارية القديمة، من خلال التغريد، واجتذب مليون متابع يتحدثون العربية، وكان يقول “هناك طريق مختلفة لدولة ما للتواصل مع مجتمع بدلا من مجرد السيطرة عليه”. وهو هنا يضع نفسه فى موضع الاستعلاء اولا بتفضله بمنح سلطة للشباب والنساء المشار اليهم اعلى، و فى موضع االمؤنب للحكومة المصرية التى تدير” بالسيطرة لا بالتواصل “.
قال كاسون فى الحوار انه عند عودته إلى بريطانيا من مصر ، أدرك أنه يريد العمل “بأكبر قدر ممكن من الحكمة، والطبيعة الشخصية، وان ببعث الأمل ، ويعمق حياته الداخلية”. وعندما تولى مؤسسة المعاقين شعر “بالعودة للوطن”، فهي منظمة بشرية حقًا بكل معنى الكلمة وغدت في أفضل حالاتها… إنها جميلة وملهمة لأنها تبين وجود واقع أكثر تفاؤلاً”.
تدير المؤسسة ببريطانيا عشرة مجتمعات تجمع بين البالغين الذين يعانون من إعاقات في التعلم ومن لا يعانون منها ، وتدير حركة L’Arche على الصعيد العالمي 181 مجتمعًا ومشروعًا في 38 دولة. وتقول المنظمة إن هذه المجتمعات “تخلق ثقافة الحياة المشتركة وتسعى إلى جعل المجتمع أكثر لطفًا وإنسانية”.
تحدث كاسون إلى “ذا تابلت“ فقال ايضا إنه كان لديه في السابق “قدر ضئيل من الخبرة الشخصية” بشأن ما يخص الأشخاص ذوي الإعاقة، وأضاف إن وباء كورونا أظهر مدى تهميش الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعلم. بسبب نقاط الضعف الجسدية لديهم ، حيث كان لدى العديد منهم اتصال محدود للغاية مع عائلاتهم منذ مارس ٢٠٢٠ مؤكدا انهم “لم يكونوا على رأس قائمة الأولويات فى اللقاحات” .
وكشف، كاسون، الذى ترك الخارجية فى سن مبكرة، ولم تعينه الوزارة فى اى منصب على غير المعتاد ، إنه رأى مجالًا لأن يكون لدوره الجديد فى مؤسسة المعاقين بعد سياسي ، يلفت الانتباه به إلى واقع الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم. وزاد : “ما لدينا كتعبير عن حقائق وقيم مهمة يمكن أن يكون … مرئيًا اكثر ومتصلًا ، عبر العمل مع صانعي السياسات”. نسى كاسون إن البعض قد يفسر عبارة “بعد سياسي” تلك ، على أنها قيام بمهام لوزارة الخارجية تحت غطاء العمل الاجتماعى، والمعروف ان بعض الدوائر الغربية تعتبر الاقتراب من سوق التعليم و التدريب على دخول سوق العمل، افضل مدخل لجمع المعلومات عن بلاد بعينها .
تم تأسيس L’Arche على يد الكندي الكاثوليكي “جان فانييه” في فرنسا في عام 1964. وفي فبراير ٢٠٢٠ ، وبعد أقل من عام على وفاته في مايو 2019 ، أعلنت المنظمة نتائج تحقيق داخلي وجد أن فانييه قد أساء معاملة ست نساء من دون إعاقة بين عام 1970 إلى 2005.(اى تحرش بهن)
ولدى سؤال كاسون عما لا يزال مطلوبًا لإصلاح الضرر الذي تسبب فيه الكشف عن تلك الفضيحة ، قال إن العمل مستمر… ولقد عززت L’Arche UK بالفعل تركيزها على رفاهية جميع المشاركين في المنظمة ، وقد بدأت الهيئة الجامعة للمؤسسة الخيرية ، L’Arche International ، دراسة من المقرر إصدارها العام المقبل تدرس تاريخها وثقافتها وأنثروبولوجياتها لترسيخ قيمها .
فهل سيعمل كاسون بإخلاص فى هذه المنظمة الاجتماعية ذات الهدف النبيل ام يستغل فروعها الخارجية سياسيا لاغراض أخرى على نفس النهج التدميرى الذى سار به فى مصر ، ويزعم لنفسه انه يخدم الوطن او الإمبراطورية البريطانية؟ . كاسون، وبعد أن ترك مصر مباشرة، كان قد عمل لفترة فى “شاتام هاوس”، بيت البحوث الذى يتلقى تمويلا من داعمى الأخوان المسلمين فى المنطقة، ويتبنى اجندتهم.