وزير الأوقاف باحتفالية العام الهجري الجديد: حرمة الدول كحرمة البيوت وأشد

احتفلت وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد من رحاب مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمدينة القاهرة مساء اليوم الأحد، بحضور اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة نائبًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحمد عبدالرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وشوقي علام مفتي الجمهورية.

ووجه جمعة وزير الأوقاف خالص التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وللشعب المصري بمناسبة العام الهجري الجديد سائلًا الله (عز وجل) أن يجعله عام يمن وبركة وأمن وأمان على مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين.

وأكد جمعة، أن من دروس الهجرة النبوية حسن التخطيط واعتماد الكفاءات وتوظيف جميع طاقات المجتمع من رجال وشباب ونساء من مسلمين وغير مسلمين بلا استثناء ولا إقصاء.

وأضاف جمعة، أن الوطن لأبنائه جميعا وهو بهم جميعًا وهذا ما نتعلمه من تخطيط سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتوظيفه للطاقات في رحلة الهجرة بدءًا من صحبة الصديق سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه) ومن تكليف الشاب الإمام علي (رضي الله عنه)، أن ينام في مكان سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وتابع: أن من تكليف سيدنا أبي بكر لخادمه عامر بن فهيرة أن يتتبع المسير بغنمه ليخفي آثار من يذهب إلى الغار كالسيدة أسماء عن أعين المشركين ، ومنها أن اختار النبي (صلى الله عليه وسلم) دليلا حاذقا غير مسلم لاعتماده على الكفاءة ، وكان في إمكانه أن يختار من الصحابة من يختار ، لكنه (صلى الله عليه وسلم) يضرب لنا المثل في اعتماد الكفاءات دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس ، فاختار عبد الله بن أريقط لخبرته بمسالك ودروب الصحراء.

وأشار إلى أن الدرس الثاني، هو حسن المعية وهنا سؤال يتبادر إلى الذهن رغم ما كان في الهجرة النبوية من مخاطر بحسابات البشر، لماذا كانت رحلة الإسراء والمعراج بالبراق دون تعرض لهذه المخاطر، ولم تكن الهجرة النبوية المشرفة كذلك، وكان في الإمكان أن تكون كرحلة الإسراء والمعراج على براق أو بلا براق وبلا تعرض لما كان فيها مما علمناه في صفحات السيرة النبوية المباركة ، ولكن كان ذلك لنتعلم الأخذ بالأسباب ولنتعلم حسن التخطيط لكل أمورنا ولنتعلم حسن الثقة في الله وحسن الاعتماد عليه.

و حذر وزير الأوقاف من أمرين محرمين من الهجرة الأول الهجرة إلى جماعات التطرف إلى جماعات الإرهاب إلى جماعات الضلال التي تسوق عبر مواقع التواصل لأفكارها المتطرفة الهدامة .

وأكد أن للهجرة بعد فتح مكة ، فقد جاء صفوان بن أمية بعد فتح مكة وجاء إلى المدينة فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ما الذي أتى بك؟ فقال يا رسول الله قيل لي : لا دين لمن لم يهاجر فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ” لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية “.

ونوه بأن الهجرة بمعنى الانتقال من مكان إلى مكان قد انتهت بفتح مكة، والثاني الهجرة غير الشرعية بمصطلحنا العصري وهو من يعرض نفسه للمهانة والذل والهلاك يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) ” لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا وكيف يذل نفسه يا رسول الله قال يعرضها من البلاء مالا تطيق” ، فالذين يخرجون معرضين أنفسهم للموت والهلاك والمذلة إضافة إلى مخالفات قانونية وشرعية آثمون.

وأكد جمعة، أن حرمة الدول كحرمة البيوت فكما لا يجوز أن تدخل بيت أحد إلا بإذنه فلا يجوز لك أن تدخل دولة بدون الإذن القانوني المعتبر وهو تأشيرة الدخول أو ما تنظمه قوانين الدول فالهجرة غير الشرعية هي أمر غير شرعي وغير قانوني وذل كبير وهلاك مبين لمن يقع فيه هذا الهلاك.

After Content Post
You might also like