هالة الخطيب تكتب| أسيادنا الحلقة ٨
بنى سيدنا يعقوب (او سيدنا إسرائيل) بيته حيث ترك الحجر الذي رأى الله يكلمه في منامه عندما نام عليه قبل عشرين سنة و هو في طريقه لحران بلدة خاله “لابان” .. و كان قد كتب على الحجر بيت ايل أي “بيت الله” .. فكان هذا البيت هو أول ما بني فيما عرف بعد ذلك ببيت المقدس او القدس أو اورشاليم او اورسالام او سلام كما سماها سكانها من الشعوب المختلفة عبر التاريخ …
عاش سيدنا يعقوب و زوجتيه الشقيقتين ليا و راحيل ابنتي خاله لابان و اولاده الاثنى عشر من زوجتيه و جاريتيهما و كان لإبنه الحادي عشر في الترتيب “يوسف” ابن راحيل مكانة خاصة في قلبه فقد كان يشبه امه كثيرا و كان وديعا و مهذبا وزادت محبته في قلب يعقوب بعدما ماتت امه راحيل و هي الأحب إلى قلبه .. فزاد عطف ابوه و اهتمامه به و فضله على كل إخوته الذين نمت الغيرة منه في قلوبهم و استشعرها سيدنا يعقوب مما جعله يرفض دوما اختلاط يوسف وانفراد اخوته به …
و في يوم من الايام عندما كان يوسف بعده في السادسة من عمره رأى في منامه رؤيا وذهب لوالده يقصها عليه اذ قال له يا ابي لقد رأيت احدى عشر كوكبا و الشمس و القمر ساجدين لي .. فخشي يعقوب على ابنه و قد علم ان هذه الرؤية ما هي الا بشارة من الله انه سيكون ليوسف شأن عظيم و طلب منه الايقص على اخوته هذه الرؤية حتى لاتزيد غيرتهم منه …
و في أحد الأيام بعدما اشتدت غيرة إخوته منه طلبوا من والدهم أن يصطحبوا يوسف للعب معهم و وعدوه ان يديروا بالهم عليه و وافق الأب .. أخذوا الأخوة يوسف و اثناء لعبهم حملوه و رموه في بئر وعادوا إلى أبيهم يبكون بكاء مصطنعا واتهموا الذئب بأنه اكل يوسف .. و كانوا قد ظنوا انه غرق في البئر و أنهم تخلصوا منه للأبد ..
شاء الله ان تمر قافلة في هذا الوقت وقد اتى إلى البئر من يجلب لهم الماء فوجدوا يوسف فأخرجوه من البئر و أحتفظوا به كعبد و أكملوا رحلة قافلتهم التي كانت متجهة الى مصر .. و في مصر باعوا يوسف لنخاس باعه فيما بعد إلى عزيز مصر ..
كان العزيز هو و زوجته زليخا لا ينجبان فأخذوا يوسف واعتبروه ابنا لهما .. و شب يوسف في بيتهما و قد كان شديد الجمال و الجاذبية مما جعل زليخا تغرم به .. و في يوم حاولت زليخا اغواء يوسف فرفض و جري من بين يديها و أثناء هروبه منها وهي ممسكة به انقطع قميصه .. حدث ذلك وقت عودة العزيز إلى مخدعه ليجد هذا المنظر .. فما كان من زليخا الا ان اتهمت يوسف بمحاولة اغوائها …
(يستكمل )
#هالة_الخطيب
المصادر كتب السيرة و قصص الأنبياء
