هالة الخطيب تكتب| أسيادنا الحلقة ٩

انتشر خبر غواية زليخا لسيدنا يوسف عليه السلام بين نساء المدينة و خافت زليخا من الفضيحة فارادت ان تثبت لهن ان جمال سيدنا يوسف لا يقاوم فدعتهن على مأدبة عندها وتعمدت إعطاء كل مدعوة سكين لتقطيع الفواكه ثم أمرت يوسف بالدخول عليهن وعندما وقع بصرهن على يوسف صعقن بجماله وقطعن ايديهن بدون ان يشعرن …
رأى العزيز أن يضع سيدنا يوسف في السجن حتّى يسكت الألسنة و ينسى الناس هذه الواقعة ..
دخل يوسف السجن و اودع في زنزانة بها رجلان، وفي أحد الأيام رأى الرجل الأول في منامه أنه يعصِر خمراً، أما الثاني فرأى الطّير تأكل خبزاً من فوق رأسه. وطلبوا من يوسف تفسير ما رأوا لِما وجدوا فيه من العلم والحكمة.
فقال سيدنا يوسف للرّجل الأوّل: أنه سيصبح ساقي الخمر لدى الملك ..
وقال للرجل الثاني أنه سيُصلّب وتأكل الطيور من رأسه.
وطلب يوسف من الأول أن يخبر الملك بظلامته عندما يخرج. وفي أحد الأيام رأى الملك في منامه رؤيا أفزعته فجمع لأجل تفسيرها كبار المنجّمين من قومه. وأخبرهم أنه رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف. وسبع سنبلات خضر، وسبع سنبلات يابسات و طلب منهم تفسير هذه الرؤيا …
وعجز المنجمون عن تفسير الرؤيا و لكن كان ساقي الملك يشاهد ما يحدث. فتذكر يوسف الذي التقاه في السجن و كيف أنه كان قادرا على تفسير الأحلام فأخبر الملك بذلك ..
أمر الملك  الساقي ان يذهب إلى يوسف في السجن و يروي له ما رآه الملك و ان يعود إليه بتفسير يوسف لهذه الرؤيا …
فقال يوسف للساقي مفسرا الرؤيا “إنكم ستزرعون سبع سنين يكون فيها الخير كثيراً فما تحصدونه فاتركوه في سنابله إلا ماتأكلون، ثم يأتي بعد ذلك سبع سنين صعبة سيقلّ فيها الخير ثم يأتي عام يعود فيه الخير والبركة”.
عاد الساقي إلى الملك ليخبره بتفسير الرؤيا، فأُعجِب الملك بيوسف وعَفَا عنهُ بعد أن تأكد من براءته من تهمة زليخا و وضعه ظلما في السجن و عينه قيماً لبيت المال.
جاءت سنوات القحط والجدب التي قال عنها يوسف وجاء الناس من شتى الأنحاء المجاورة ليشتروا الحبوب من مصر، وكان من ضمن من جاءوا ليشتروا الحبوب إخوته  فلمّا رآهم سيدنا يوسف عليه السلام عرفهم و لكنه لم يظهر ذلك و بعد أن أعطاهم مايطلبون قال لهم: في المرة القادمة أحضروا لي معكم أخا لكم من أبيكم وإلا لن تحصلوا على الحبوب ..
أندهش الإخوة و عندما عادوا أخبروا والدهم سيدنا يعقوب برغبة القيم على بيت المال بمصر، فسمح لهم أن يأخذوا معهم أخاهم بينيامين – وهو اخوهم الأصغر من أبوهم و شقيق يوسف – بعد أن أخذ منهم عهداً بالمحافظة عليه.
أحضر الإخوة اخاهم الصغير معهم في المرة الثانية عند ذهابهم إلى مصر، فقام يوسف بوضع صواع الملك في ملابس أخيه الصغير خفية .. و خطط يوسف ان يعلن أحد الحراس أن صواع الملك قد سُرق و ان يبحث عنه في متعلقات بينيامين و قد كان  و وجدوه كما خطط يوسف ليجد حجة يستبقي بها أخاه معه ..
شعر الإخوة بالورطة التي وقعوا فيها و خافوا من عقاب ابوهم و غضبه فقد اضاعوا له يوسف من قبل فحاولوا إستعطاف يوسف بأن يأخذ أحدهم بدلا عن أخيهم الصغير، ولكنّه رفض أن يأخذ غيره …
عاد الأولاد ليخبروا أباهم بما حدث فطلب منهم العودة والبحث عن اخيهم الصغير وعن يوسف أيضاً.
وعندما عادوا إلى يوسف يستعطفونه تأثر بسوء حالتهم و أخبرهم أنه هو أخاهم يوسف الذي رموا به في البئر عندما كان طفلا .. فاعترفوا له بأنهم مذنبون تجاهه وأنهم ظلموه، فما كان منه إلا أن سامحهم، وسألهم عن أبيه، فأخبروه بسوء حاله، وفقدانه لبصره.
أعطى يوسف قميصه لأخوته وقال لهم ضعوه على وجه أبي وسيعود إليه بصره، وتعالوا أنتم وأهلكم إليّ أجمعون.
فعادوا إلى والدهم وألقوا القميص على وجه سيدنا يعقوب عليه السلام فعاد إليه بصره. ثم حمل يعقوب أهله وبنيه وارتحل إلى مصر. واجتمع شمل الأسرة بعد تشتت وضياع وحزن.
خر الإخوة والأب والخالة (ليا زوجة اب يوسف) يسجدون، فقال سيدنا يوسف عليه السلام لأبيه: هذا تأويل رؤياي التي رأيتها عندما كنت صغيرا، وطلب يوسف من الملك أن يسمح لأهله وعشيرته بالإقامة معه في مصر، فأذِن لهم بذلك.
(يستكمل)
#هالة_الخطيب
المصادر كتب السيرة و قصص الأنبياء
After Content Post
You might also like