عبقرية الفراعنة.. هكذا أنقذ القدماء المصريون حضارتهم من جحيم السيول

الفراعنة العباقرة.. هذا أقل ما يستحقون في وصف براعتهم في جميع العلوم، والتي مازلنا ندرسها حتى الآن، ونتعجب من كيفية وصولهم لحلول لجميع المشاكل التي قد تواجههم، ودراسة الكون من حولهم بطريقة مازلنا نتعجب لها الآن.

ايمانهم بالبعث بعد الموت، جعل المصريين القدماء حريصين على بناء الأهرامات التي مازال العالم يتحدث عن أسرار بنائها، وبرعوا في الفلك ليتمكنوا من معرفة التقويم الشمسي، ورصد النجوم والكواكب، وتدوين الظواهر الطبيعية، ما ساعدهم على معرفة عدد شهور السنة وعدد الأيام.

دراسة مسار السيول
أحد المشكلات التي كانت تواجة الفراعنة، تعرض المعابد والقصور والمنازل للسيول الشديدة، وتأثر المقابر للتدمير الكامل بسببها، وهو أمر خطير يتعارض مع أعتقادهم بالبعث بعد الموت، وبذلك قام المصري القديم على دراسة مسار الفيضانات في الوادي الشرقي والغربي، ويبنون المقابر بعيد عنها.

ابتكار مخرات السيول
لم يقتصر الامر عند حمايتهم للمقابر فقط، بل كان لابد من حماية المعابد والوديان والنقوش على الجدران التي كانت الفيضانات تدمرها، واللوانها، فأبتكر الفراعنة “المزاريب” أو مخرات السيول، وأقاموها أعلى المعابد لتصريف المياة بصورة تحافظ على تراثهم التاريخي.

أبداع فني

لم يكتفي المصري القديم بعمل مخرات السيول لحماية الأبنية والتراث الفني، بل أبدعوا في تصميمها بنقوش وأشكال فنية على شكل حيوانات، أعلى الجدران، وتصميم الممرات والأخاديد لتصريف مياة الأمطار قبيل تسببها في أية أضرار بجدران وأعمدة المعابد، لتظهر وكأنها لوحه فنية.

الآثار المدمرة لسيول العصر الروماني
في فترة العصر الروماني في مصر، كانت تجارة الآثار مشروعة، فكان سكان منطقة القرنة بمحافظة الأقصر ينتظرون السيول، لأنها كانت تزيل الغطاء عن المقابر المدفونة والمحكمة الغلق للمصريين القدماء، فكانت السيول تدمر منازلهم وتكشف عن الكنوز التي تحويها الأرض تحتها.

والجدير بالذكر أن السيول والفيضانات والكوارث الطبيعية تسببت في تدمير نصف آثار مصر، وأزاحت تمثال أبو الهول لمسافة مترين أو 3 أمترا رغم كون التمثال يزن ما بين 7 و 8 أطنان.

أجراءات عصرية لمواجهة السيول

يشهد العالم تغيرات مناخية في الآونة الأخيرة، ما يستدعي أتخاذ الإجراءات اللأزمة لحماية آثارنا الثمينة من الإنهيار، ومع دخول فصل الخريف، كان يجب بدء الاستعدادات للحماية من خطر السيول والأمطار الغزيزة، والتي شهدناها في مثل هذا الوقت العام الماضي، جنوب البلاد وبسلاسل جبال البحر الاحمر.

وبدورة أكد أحمد عبدالعال رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية السابق، وخبير الأرصاد الجوية، على ضرورة تطهير مخرات السيول، حيث أن السيول في مصر خريفية وليست شتوية.

After Content Post
You might also like