خبير: جلسة مفاوضات “سد النهضة” الجديدة لا تبعث على التفاؤل

تعقد، اليوم الأحد 10 يناير/كانون الثاني، جلسة مفاوضات جديدة حول سد النهضة بمشاركة وزراء الري والخارجية في كل من مصر والسودان وأثيوبيا، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.

القاهرة – سبوتنيك. وتعقد الجلسة قبل شهر واحد من انتهاء رئاسة جنوب أفريقيا الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وهو الجهة الراعية للتفاوض، وقبل أيام من تولي إدارة أمريكية جديدة، وعقب قيام وزير الخزانة الأمريكي بجولة في المنطقة لدعم المفاوضات، فيما لا يرى الخبير المصري في الشؤون الأفريقية هاني رسلان، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، ما يبعث على التفاؤل في هذه الجلسة.

وتوقفت مفاوضات “سد النهضة” مجددا الأسبوع المنصرم، بعد اشتراط السودان دورا أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، وعقد لقاءات ثنائية بين الخبراء والدول الثلاث، وهو ما تمت الاستجابة له إذ عقد فريق التفاوض السوداني حول سد النهضة الإثيوبي برئاسة وزير الري والموارد المائية اجتماعا ثنائيا أمس السبت مع فريق خبراء الاتحاد الأفريقي.

وعشية الاجتماع المقرر اليوم، أعلنت إثيوبيا وضع حجر أساس سد جديد يستغرق بناؤه ثلاث سنوات، ويخزن 55 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما قلل رسلان وهو خبير الشؤون الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية من تأثيره على المفاوضات.

وقال رسلان “السد الجديد الذي شرعت إثيوبيا بتشييده غير مؤثر على مياه النيل، لأنه سد صغير وقدرته التخزينية 55 مليون متر مكعب، وإثيوبيا تستهدف منه ري أراض مساحتها حوالي 25 ألف فدان، وهو ما لا يؤثر في تدفقات النهر”.

وأبدى رسلان عدم تفاؤل بالمفاوضات بين الأطراف الثلاثة (مصر، والسودان، وإثيوبيا)، مؤكدا أن “المفاوضات في حالة انسداد بسبب إصرار أثيوبيا على عدم توقيع اتفاق ملزم”.

وأردف رسلان “إثيوبيا تريد اتفاق عبارة عن خطوط استرشادية يمكن تغييرها لاحقا في أي وقت، وبدون إخطار مسبق، بالتالي هذا لا يعد اتفاق بالأساس”.

وأضاف رسلان “إثيوبيا أعلنت بشكل صريح على لسان مسؤوليها أنها ستبدأ الملء الثاني لخزان سد النهضة بشكل منفرد في تموز/ يوليو القادم سواء تم التوصل لاتفاق أو لا”.

ولفت الخبير المصري إلى أن “مصر والسودان تطالبان بآلية قانونية ملزمة لحل أي خلافات في المستقبل، لأن تدفقات النهر تتغير من سنة لأخرى وبالتالي يحدث تغير في السياسة التشغيلية، وهو ما يؤدي لخلافات، لذا يجب أن تكون هناك آلية لحل الخلافات وهو ما ترفضه إثيوبيا، مصر تريد اتفاق على تدابير في أوقات الجفاف الممتد، بحيث لا يؤدي التخزين للعطش في مصر وهو ما ترفضه أثيوبيا أيضا”.

وتابع رسلان “هذه هي النقاط التي يتوقف عليها الاتفاق، وإثيوبيا ترفض الاتفاق عليها وتطرح نقاطا جديدة مثل تقاسم المياه وطرح اتفاقية على كل دول حوض النيل رغم أن ذلك ليس في صلب الاتفاق ولم يتناولها اتفاق المبادئ الموقع عام 2015 بين الدول الثلاث، كذلك النيل الأزرق يقع في حوض النيل الشرقي وهو منفصل عن الحوض الجنوبي في الدول الاستوائية، ولا يوجد اتصال بين الاثنين. هذا دليل على أن إثيوبيا لا تريد اتفاق وتريد تحويل النيل إلى بحيرة أثيوبية واستخدام ذلك سياسيا”.

واعتبر رسلان أن المناخ الإقليمي والعالمي لا يحفز على المفاوضات حاليا، ورأى أن موقف الاتحاد الأوروبي في قضية سد النهضة ليس فقط غير مؤثر، ولكن أيضا ضعيف، وتصريحات الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد غير واقعية، فهو يوجه خطابه للأطراف الثلاثة فيما إثيوبيا برغم أنها الطرف المعوق للمفاوضات، وعبر عن تفاؤله بتلك الجولة ولا أساس واضح لهذا التفاؤل”.

وتابع رسلان “الولايات المتحدة ستكون مشغولة بشؤونها الداخلية، وبترتيب البيت من الداخل لشهور ولن تكون أزمة سد النهضة ضمن أولويات السياسة الأمريكية حتى موعد الملء القادم، كذلك تغيير رئاسة الاتحاد الأفريقي لن يكون له تأثير كبير، الكونغو التي ستتولى رئاسة الاتحاد قد تأتي بمقاربة مختلفة، كما أنه ليس لديها أدوات تأثير على إثيوبيا والاتحاد الأفريقي”.

وبدأت الأحد الماضي جلسة مفاوضات بين مصر والسودان وأثيوبيا حول أزمة سد النهضة، بعد توقف منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حينما انتهت جولة التفاوض من دون التوصل لاتفاق، وأعلن السودان، انسحابه من المفاوضات، واعتبرتها غير ذات جدوى، مطالبة بدور أكبر للاتحاد الأفريقي في التفاوض.

وسبق تلك الجلسة التي ضمت وزراء الري والخارجية في الدول الثلاثة، أزمة دبلوماسية بين مصر وإثيوبيا على خلفية تصريحات للناطق باسم الخارجية الإثيوبية اتهم في سياقها مصر بـ”استغلال قضية سد النهضة للتغطية على ما وصفها بـ (أزمات داخلية)”، فيما اعتبر أن سد النهضة لا يضر بمصر، وهو ما استدعت على إثره الخارجية المصرية القائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة، لإبلاغه احتجاجها على تلك التصريحات، كما أصدرت بيانا أعلنت فيه رفض مصر لتلك التصريحات.

ودعا الاتحاد الأوروبي الدول الثلاث لاغتنام فرصة بدء التفاوض للتوصل إلى حل للخلافات بينها، والتوصل لاتفاق على قواعد ملء خزان السد وتشغيله، فيما أجرى وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين جولة في المنطقة، قبل أيام، لدفع مفاوضات سد النهضة.

وأعقب الاجتماع اجتماعات فنية رفض السودان حضورها مطالبا بعقد جلسات ثنائية بين خبراء الاتحاد الأفريقي وكلا من الدول الثلاثة.

وسبق جولة المفاوضات التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبرت ضوءا أخضر لمصر لتدمير سد النهضة للحفاظ على مصالحها.

وشهدت المفاوضات بين مصر والسودان وأثيوبيا تعثرات متكررة، أبرزها انتهاء المفاوضات التي عقدت في برعاية أمريكية، بدون توقيع اتفاق بين الدول الثلاثة، حيث رفضت إثيوبيا توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات.


©
Sputnik

سد النهضة.. آمال إثيوبيا ومخاوف مصر

After Content Post
You might also like