“عمارة الحاج عبدالغفور” وأسباب استخدام الأسماء الأجنبية للمشروعات العقارية فى العاصمة الإدارية

 

فى أحد مشاهد مسلسل لن أعيش فى جلباب أبى الشهير والذي مضى عليه أكثر من ربع قرن، نجد المقاول يقنع الحاج عبدالغفور أن اسم عمارته سيكون الأشهر فى حى الزمالك لدرجة أنه سيتم تغيير اسم الشارع ليصبح شارع عمارة الحاج عبدالغفور، وذلك فى منتصف التسعينات، حيث كان من الطبيعى أن يتم تسمية شارع أو حى نسبة لشخص أو مكان مرتبط به، لكن فى النهاية يظل الاسم له طابع عربي غالبا إلا فى الأحياء القليلة التى كان يسكنها أجانب فى القاهرة والإسكندرية، وأحيانا يتم التعمد لإطلاق اسم عربي أو اسم أحد الشهداء عليها خاصة فى فترة الاحتلال الانجليزى لمصر، لدرجة أن مقر منزل السفير البريطانى فى بداية القرن الماضي تم تسمية المنطقة المحيطة به “كفر عبدة” نسبة لمنطقة بمحافظة البحيرة شهدت أحداث عنف من جيش الاحتلال البريطانى ضد الأهالى بها.

الهيئة الوطنية للمساحة تشارك في الدورة الثانية لفريق الخبراء الأجانب

وتشهد مصر منذ عدة سنوات ظاهرة مستحدثة، تتعلق بإطلاق أسماء أجنبية على المشروعات العقارية سواء “سكنية أو تجارية” بدأت بمشروعات محدودة فى نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة أشهرها “بالم هيلز” نسبة لحى شهير فى الولايات المتحدة الأمريكية، و”ويست تاون” و”ذا استيتس” لشركة سوديك، ومشروعات “آب تاون كايرو” و”كايرو جيت” لشركةإعمار.

 

فى حين تمسكت مجموعة طلعت مصطفى القابضة بالأسماء العربية أو ذات الأصول والمعانى العربية فى مشروعاتها “الرحاب ومدينتى، ومدينة نور مؤخرا”.

 

وتزايد الإقبال على الأسماء الأجنبية وظهر الأمر جليا مع إنشاء العاصمة الجديدة حيث لجأت نسبة كبير من الشركات العاملة بها لتسمية مشروعاتها بأسماء أجنبية بدءا بــ “سيناريو” لشركة آكام” و”لافييت ومول باريس” لشركة بيراميدز، و”بيفون” لشركة ميركون، و”إل بوسكو” لشركة مصر إيطاليا، ومشروع “لاند مارك” لشركة كاسيل، ومشروع “بارك لين” لشركة العتال، و”بوكا” لشركة إم بي جي، وحتى وزارة الإسكان لجأت لاسم أجنبي لمشروعها بالحى السكني الثالث فى العاصمة الذى أطلقته للحجز باسم “كابيتال ريزيدنس”.

https://gossur.com/219515/%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%b1%d9%88-%d9%81%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d9%8a%d9%81%d8%a7%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b7%d9%84%d9%82-%d8%ad%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d8%b7%d8%b9/

فى نفس الوقت الذى تتسع فيه مساحة الأسماء الأجنبية بلغات متنوعة “أسبانية، وإيطالية، وإنجليزية، وفرنسية” احتفظت عدد بسيط من الشركات بالأسم العربي لمشروعها لأغراض ترويجية فى بعض الحالات، مثل مشروع “المقصد” لشركة سيتى إيدج الحكومية، والذي بدأ الترويج له فى الخليج وتم تسويق نسبة منه بين مواطنى الخليج العربي والمصريين المقيمين بالخارج.

 

وفى عودة للتراث الحديث قامت شركة عقار مصر باختيار اسم نوبي لمشروعها الأول بالعاصمة “أناكاجى” بمعنى بيتى باللغة النوبية، ومشروعها الثانى مول “جوسكو” بمعنى السوق بالنوبية، وهو ما أنعكس على بعض الطرازات فى مبانى المشروع الأول واستخدام قباب وبعض مدخلات بناء من أسوان وبعض الألوان المبهجة اقتداء بأهل النوبة، لكن المشروع الثانى اقتصر التأثر بالجانب النوبى على الاسم فقط لمبنى مول تجارى منفذ على أحدث طراز معمارى.

 

وبرر بعض المطورين اختيار الأسماء الأجنبية فى بعض الحالات نظرا لوجود شريك أجنبي من البلد الذى استوحى منها الاسم، أو نسبة لمشروع سابق أو معنى تم استلهامه من منطقة شهيرة فى دولة أخرى مثل “مول باريس” بالعاصمة .

After Content Post
You might also like