خالد إبراهيم فوزي يكتب: الأبعاد الخفية لارتفاع أسعار الشحن الدولي

يحتل موضوع ارتفاع أسعار الشحن الملاحي اهتماما واسعا، منذ فترة وحتى الآن. تقديري أن الأمر موسمي والموسم لا يعتبر فب النهاية سنة، ولا يعبر عنها.

والنظر إلى الوضع على مدار الست سنوات الفائتة، نجد ان الاسعار كانت مرتفعة ثم منخفضة بشكل أو بآخر وهذا هو النمط عموما على مدار 20 سنة.

لماذا تظل الأسعار فترات طويلة علي نمط واحد أحيانا؟.

ذلك مرتبط بالكثير من العناصر “ساسية واقتصادية وملاحية”.

أما حدوث ارتفاع ملحوظ لأسباب محددة، غير التقلبات العادية، فذلك امر اخر. الاسباب حاليا هي الكورونا، والحظر، وحدث تأخيرات لوصول الطلبات وسبب آخر هو ان نمط القوة الشرائية تحول الي الشراء اون لاين، ما زاد من كثافة الطلبات في أوقات قصيرة، وسبب فني أيضا هو طبيعة الأشياء عندما تكون الحركة منتظمة وفجأة تتوقف لشهور، ثم تبدأ في العودة، بالإضافة إلى أن الحاويات تغير اتجاهها الجغرافي تغييرا أدي الي تكدس للحاويات في الموانئ، وزيادة طلب للتعويض عما فات، مما أدي الي ارتفاع الاسعار، بجانب ما يترتب على تحالفات الخطوط الملاحية لتنظيم لحركة الشحن بما لها من فوائد أو سلبيات.

البعد الآخر المؤثر هو أن إيجار الحاويات ذاتها ارتفع لارتفاع أسعار الشحن وقوة الطلب الناجمة عن بدء التعافي.

أخيرا يهمني التأكيد على إن ارتفاع أسعار الشحن على مستوي العالم لم يؤثر على الاقتصاد المصري، والمشكلة الحقيقية لا تزال الارتفاع المبالغ فيه للمصاريف الداخلية وارتفاع اسعار الوقود ومصاريف الجمارك.

لقد أصبحت الأسعار الداخلية لغزًا، وله أبعاد كثير، لكن في النهاية اتوقع أن الاسعار ستخفض وتستقر قريبا جدا خلال نهاية الربع الاخير من 2022 أو الربع الأول من 2023 وتعود لوضعها الطبيعي، لانخفاض الطلب على المراكب (الجديدة؟) ومعظم الخطوط الملاحية متأكدة أن الوضع سيتغير، مع ملاحظة ضرورة ان نقرأ باستمرار تطور حركة بناء المراكب الجديدة وتسليمها، ومدى اتساقها مع التوسع أو الجمود أو التراجع، في حركة التجارة الدولية والشحن البحري بخاصة.

خالد ابراهيم فوزى 
خبير الشحن والنقل الدولى

After Content Post
You might also like