تعرف على رحلة ستاربكس من “البن والبلاستيك” إلى”البورصة والعالمية”

القهوة خير صديق في معظم أوقاتنا سواء فرح أم حزن والوحدة وفي حالات أخرى عند الإبداع والمذاكرة، فهي إحدى المشروبات التي تُقدم ساخنة أو باردة، ويتم تحضيرها عن طريق مسحوق بذور البن، وتكون تلك البذور داخل ثمرة البن، ينمو في أكثر من 70 بلداً، خصوصاً في المناطق الاستوائية في أمريكا الشمالية والجنوبية وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية وأفريقيا.

 

يذكر أن البن الأخضر هو ثاني أكثر السلع تداولاً في العالم بعد النفط الخام، ونظراً لاحتوائها على الكافيين، يمكن أن يكون للقهوة تأثير منبه للبشر، تعتبر القهوة اليوم واحدة من المشروبات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم.

 

تختلف طريقة شرب القهوة من شخص لآخر، ولكن هناك قهوة مميزة يحبها الكثيرون، بل ويعشقها الملايين وهي “قهوة ستاربكس Starbucks” تلك المقاهي المنتشرة، في أكثر من 64 دولة حول العالم، والتي ساعد في انتشارها (هوارد شولتز)، حيث عندما كان عمره يبلغ السابعة والعشرين، كان يعمل كمسئول مبيعات في شركة زيروكس، المتخصصة في بيع مواد بلاستيكية، ومن ضمن تلك المواد البلاستيكية، هي فلاتر القهوة البلاستيكية، ولاحظ أن تلك الفلاتر البلاستيكية، يتم بيعها بكميات كبيرة لشركة تسمى ستاربكس، في مدينة سياتل بواشنطن، فقرر السفر لمقر تلك الشركة للتعرف عليها عن قرب.

 

وكلمة ستاربكس، هي مسمي مأخوذ من رواية شهيرة بعنوان موبي ديك، وعند وصوله لتلك الشركة، أكتشف أن ستاربكس ما هو إلا مصنع صغير متخصص، في بيع البن المطحون، والآلات الخاصة بصنع القهوة فقط، وليس بيع المشروبات كما هي الآن، بعد جولته قرر “شولتز” بداخل مصنع ستاربكس أن يعمل في تلك الشركة، لكن رفض الشركاء تعيينه لاكتفائهم بعدد الموظفين، وكانوا مؤسسين ستاربكس هم “جيري بدوين”، و”زيف سيجل” و”جوردان بوكر”.

 

ولأن “هوارد” لم يعترف باليأس، ظل يعرض عليهم عمله معهم لمدة سنة بأكملها، وخلال تلك السنة فتحت شركة ستاربكس 6 فروع أخرى، وعند افتتاحهم الفرع السابع وفي عام 1981م، قام الشركاء بالتواصل مع “هوارد” لتعينه موظف في فرع الشركة.

 

وتعين “هاورد شولتز” كمسئول تسويق، في شركة ستاربكس وكان عمره 29 عام، وترك هوارد شولتز عمله الأول في نيويورك، وأتجه إلى سياتل للعمل هناك، ورحلته إلى ميلانو إيطاليا عام 1983م، لاحظ وجود عدد كبير من المقاهي متعددة الأنواع، فتعرف لأول مرة على مقاهي الإسبريسو، ومقاهي الموكا ومقاهي اللاتيه، ومقاهي الكابتشينو.

 

فأقترح فكرة تقديم مشروبات ساخنة، ولا تكتفي الشركة ببيع البن المطحون فقط، سعى هوارد لإقناع المؤسسين بفكرته، ولكنهم لم يوافقوا وحاول إقناعهم لمدة عام كامل، وفي عام 1984م، لحين تمكن هوارد من إقناع المؤسسين بوضع ماكينة صنع قهوة، في أحد فروع ستاربكس،وكانت الصدمة لزيادة عدد زبائن، ذلك الفرع حوالي 800 شخص في اليوم، بينما الفروع الأخرى كان عدد زبائنها 200 شخص يومياً.

 

وفي عام 1985م قرر هوارد فتح مقهى خاص به، وساهم مؤسسين ستاربكس برأس مال ساعد هوارد، لفتح مقهاه الأول، وفتح هوارد فرعه الأول وكان الإقبال عليه شديد جداً، وسمى بمقهى جورنال والمتخصص في بيع الإسبريسو، وكان برأس مال قدره 400 ألف دولار، وفي عام 1987م استطاع شراء مقاهي ستاربكس، بحوالي 3.5 مليون دولار، وغير مسمى مقهاه الأول، من جورنال الي ستاربكس وفي عام 1990م، افتتح هاورد حوالي 55 فرع لستاربكس.

 

وفي عام 1992م تم طرح ستاربكس في بورصة ناسداك “SBUX”، وافتتح أول مقهى لها على الصعيد الدولي في اليابان في عام 1996م، تتواجد مقاهي ستاربكس في الشرق الأوسط منذ عام 1999م. وقعت الشركة في البداية اتفاقية امتياز حصرية مع شركة جواد التجارية البحرينية، افتتح أول مقهى لستاربكس في سوق شرق – الكويت عام 1999م، وفي عام 2012 م وصل عدد الفروع 20366 فرع حول العالم، وفي عام 2014م قدرت ثروة هوارد نحو 2,2 مليار دولار، ويوجد حالياً أكثر من 7.000.000 مساهم يملكون ستاربكس.

 

حاليا تدير شركة الشايع الكويتية ما يزيد عن 500 مقهى (ستاربكس) في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات ولبنان والأردن وقطر وعمان ومصر وفلسطين.

After Content Post
You might also like