الاتحاد العربي للتنمية المستدامة: مصر أول من تصدرت لحل أزمة الأمية

قال أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ، إن الدولة المصرية كانت من الدول التي تصدرت العالم لحل أزمة الأمية بأساليب وطرق لم يسبقها أحد في العالم إليها.. وذلك من خلال برامج تنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية بالجمهورية وتقديم برامج تدريبية لإعداد طلاب الجامعات للعمل كمعلمين لمحو الأمية في المجتمعات، فضلاً عن استخدام أدوات التعلم عن بعد لتعليم المهارات الرقمية ومهارات الاتصال وتعليم الكبار.

وأضاف عبدالعزيز في كلمته خلال المؤتمر الدولي ” أثر محو الأمية في نهضة وتنمية الأمم والشعوب” الذي عقدته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة اليوم -أنه من أجل النهوض بمحو الأمية باعتباره جزءاً لا يتجزأ من مجال التعلم مدى الحياة وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، اتخذت الدولة عدة طرق لتعزيز الإلمام بالقراءة والكتابة في جميع أرجاء العالم، مع التركيز على الشباب والكبار.

وأوضح أنه من أبرزها إرساء أسس راسخة من خلال الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة ، وتوفير تعليم أساسي جيد لجميع الأطفال وتعزيز مستويات محو الأمية الوظيفي للشباب والكبار الذين يفتقرون إلي مهارات القراءة والكتابة الأساسية، فضلا عن إنشاء بيئات متعلمة.

وقال عبدالعزيز إن الله تعالى علم الإنسان ما لم يعلم وشرفه بالعلم على كثير ممن خلق ورفعه به مقاماً عليّاً حين قال: {..يرفعِ الله الَّذين آمنوا منكم والَّذين أوتوا العِلمَ درجاتٍ..} (58 المجادلة آية 11) .. موضحا إنه ليس المقصود بالعلم مجرَّدَ تحصيل العلوم الشرعية، وما يتصل بها فقط، بل هو مطلق العلم النافع في الدنيا والآخرة، والَّذي يهدي أهله لمعرفة قوانين الله تعالى فيما خلق وأوجد في هذا الكون، وتسخير ذلك لخدمة الإنسان ورفاهيَّته، ومن ثمَّ لتحضير المجتمع والسعي لرقيِّه وتمدُّنه.

وأوضح أن مصر تتصدر منارة للعلم والعلوم للعالم منذ قديم الأزل، مشيرًا إلى الجهود العالمية في مجال محو الأمية ، وذلك من أجل تعزيز رؤية عالم يخلو من الأمية للجميع تهدف إلى تعليم وتحسين المهارات الأساسية للقراءة والكتابة مدى الحياة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الحق في التعليم، موضحا أن “التأثير المضاعف” لمحو الأمية يؤدي إلى تمكين الناس وتزويدهم بالقدرة على المشاركة مشاركةً كاملةً في المجتمع، فضلاً عن أنه يسهم في تحسين سبل الحياة.

وأوضح عبدالعزيز أن الدولة تهتم بقضية الأمية نظراً لأهمية التعليم في بناء المواطن المصري، لذا تتكاتف الجهود المبذولة من الدولة ومنظمات المجتمع المدني في القيام بدورهم المجتمعي إيمانا منهم بأهمية دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة والقضاء علي الأمية من أجل تحقيق مستقبل أفضل لمصر.

ولفت إلى أن محو الأمية يعد عاملاً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة، حيث أنه يتيح تعزيز المشاركة في سوق العمل، وتحسين الأحوال الصحية والتغذية للأطفال والأسر، والحد من الفقر، فضلاً عن توفير مزيد من فرص الحياة.

وقال إنه على الصعيد العالمي لا يزال هناك 750 مليون نسمة على الأقل من الشباب والكبار يعجزون عن القراءة والكتابة، في حين أن 250 مليون طفل يفشلون في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية، ويؤدي هذا الوضع إلى استبعاد الشباب والكبار ذوي المستوى العلمي المتدني وذوي المهارات المحدودة من المشاركة مشاركة كاملة في جماعاتهم ومجتمعاتهم.

وأوضح أنه في مصر نجد أن معدل الإلمام بالقراءة و الكتابة75.2% ومعدل إلمام الذكور بالقراءة والكتابة 83.2% و الإناث 67.3% . . مشيرا إلى أن نسبة الأمية بلغت في الإناث 30.8%، وفى الذكور 21.1%، وفى الريف النسبة مرتفعة 32.2 % مقارنة بالمدن 17.7%، وفى محافظة المنيا توجد أعلى نسبة من الأمية 37.2%، وأقل نسبة في محافظة البحر الأحمر 12%

وقد أسفرت أزمة كوفيد-19 عن اضطراب مسيرة تعلّم الأطفال والشباب والكبار على نحو غير مسبوق النطاق، وفاقمت أوجه عدم المساواة في الانتفاع بفرص بنّاءة لتعلّم القراءة والكتابة، الأمر الذي أثّر على نحو غير متناسب في 25 مليون شخص (25.8 %) من الشباب والكبار غير الملمّين بمهارات القراءة والكتابة، الأمر الذي دفع العديد من برامج محو الأمية بالمناده لتكون مبادرة رئاسية.

وكانت الجائحة بمثابة تذكير صارخ بالأهمية الحاسمة لمحو الأمية، التي لا تقتصر على كونه لبنة من لبنات الحق في التعليم نظراً إلى دوره في تمكين الأفراد وتحسين ظروف حياتهم من خلال توسيع إمكانياتهم كي يعيشوا الحيـاة الـتي يرون أنّهم جديرون بها.. مؤكدا أن محو الأمية يعتبر بمثابة محرك للتنمية المستدامة، فضلاً عن كونه جزءاً متأصلاً في التعليم وشكلاً من أشكال التعلّم مدى الحياة المبنيّة على أساس الإنسانية كما هو منصوص عليه في الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة.

ويتخذ الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة النهج والطريقة نحو مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة من حيث اتاحة الفرص المتنوعة مع جميع الجهات والهيئات الداعمة لخفض معدلات الأمية ونشر ثقافة التحول الرقمي والاستدامة على المستوى المحلي والإقليمي.

After Content Post
You might also like