ناصر تركي يكتب| الوطن بين قيمة الإنسان وسراديب السوشيال ميديا

 

الإنسان أفضل مخلوق كرمه المولى سبحانه وتعالى , وجعله الأعلى على جميع ما خلق وفضله تفضيلا , لكن نريد ان نقف بتأمل أمام قيمة الإنسان وكيف تقاس , هل بالمال أم الجاه أو السلطة فالمعاملات اليومية نجد أن هناك غرائز لدى الناس تدفعهم للنفاق لصاحب السلطة أو المال . لكن يجب أن ننظر لمكانة الإنسان وعلاقته بالمولى سبحانه وأن يكون قدوة  فالإنسان له قيمة لا تستقيم تنمية الوطن بدونها، كلمات مكررة ولكنها فى الأحيان مؤلمة، إلا أن الهدف منها التذكير وإبراز ما تحويه من مفاهيم وأسس دقيقة لبناء المجتمعات اقتصاديا وسياسيا، خاصة وأن الساحة تشهد الكثير من التغيرات على جميع الأصعدة.

لقد انخفضت قيماً بفعل هذه التغيرات وارتفعت أخرى وبين ما انخفض وارتفع ضاع الإنسان، وبضياعِهِ أصبحت قيمتهُ تنحدر شيئا فشيئاً، حتى وصل به الحال إلى  أنه يعتبر الإنسان مجرد سلطة على ورقة يمارسها على الناس، أو حقيبة مالية يتملقها الناس للوصول الى اغراضهم، وبالتالي ضاعت قيمة الانسان.

السؤال هنا: هل يتم تقييم الناس بمالها ام مكانتها ام سلطتها؟ ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال نجد مشكلة كبيرة فى الشارع المصرى فى هذا الزمان، وهي أن معظم الناس “بينسو اننا عايشين فى الدنيا وفى الاخر هنتحاسب كلنا فيما بعد أمام الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون ” ,, الأمر مزعج للجميع ولكنه يزعجنى شخصيا بشكل دقيق خاصة عندما تجد المعاملات بين الناس تتسم بالاهمية لوجود سلطة ويبدأ العالم فى التملق و يتجهون ناحية المال او صاحب العزوة المالية حتى وان كان فاشلا تجدهم يمنحونه اهميه بالغه، ولكنهم تغافلوا عن قياس اهمية ومكانة الإنسان بمدى قربة وصدقة مع رب العباد.

وفى الفترة الأخيرة ومع انتشار السوشيال ميديا فى جميع المجالات تجد انتشار الفتن والشائعات بشكل كبير بالإضافة إلى الحوارات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، ونجح العالم الغربى فى اختراق الفكر العربى لمعرفة اخلاقهم وتفكيرهم ويبدأ فى تقييمهم من خلال تلك المنصات، عندما تتابع تلك المنصات تجد الفتنة وغياب الوعي عند المواطنين، خاصة فيما ظهر مؤخرا ما يطلق عليه التريند ,, نجد هنا بعض التصرفات الغير اخلاقية والغير مفهومة على تلك المنصات بحثا عن التريند، ونسى الشعب العظيم (انما الامم الاخلاق) وتاريخ مصر المشرف يتميز ببعض السمات الهامة وهى الأصالة والجدعنة ولذلك يجب أن تتوافر بعض القواعد لتنظيم استخدام التكنولوجيا فى مصر.

بالطبع ان السوشيال ميديا يمتلك المميزات المفيدة التي يستطيع منها الانسان التعلم والاستفادة منها ثقافيا، بالاضافة الى انها خلقت نوع من أنواع التواصل المباشر والغير مباشر بجميع فئات المجتمع، وعلى الجانب الآخر نجد الاستخدام السلبي لتلك المنصات وبدأت تلك المنصات فى الهدم أكثر منها فى البناء، ولذلك أطالب الدولة بسرعة التدخل لإنقاذ الجيل الجديد من معاول هدم السوشيال والاستفادة من أدواته للبناء.

و الدولة يجب عليها الاستفادة من السوشيال ميديا لإظهار الطفرات والنجاحات التي حققتها الدولة تحت قيادة الرئيس السيسى والغير معروفة للمصريين آخرها إعلان الرئيس السيسي بأن مصر تحتضن 6 مليون لاجئ سواء من الدول الشقيقة او الأفريقية ,, كما أن مصر دائما لا تفرق بين المصرى والغريب والدليل على ذلك أن اللاجئين يعملو فى مصر ولهم استثماراتهم ومشاريعهم والعراقيين واليمنيين والسوريين وغيرهم بالاضافة الى ان الاشقاء الخليجيين الذين يقومو بزيارة مصر يشعروا أنهم ليسوا غرباء، ولكن المظاهر السيئة التي تخرج على السوشيال تسئ لسمعة مصر أمام العالم آخرهم المناظر المستفزة للممثل محمد رمضان.

النجم محمد رمضان ظهر تارة مع الطيار وتارة اخرى يظهر وهو يرقص مع المضيفات أو يلقي النقود ,, كلها اشياء لا تعبر عن مصر أو الفن خاصة وانه انسان ناجح فى مجال الفن ولكنه لم يسعى إلى التغيير لكن يتميز بـ (كيد النسا)، ولذلك انصحه ” حافظ على الفلوس بعد مكنش معاك حاجة حاول تحافظ عليها عشان ماتزولش النعمة لانها ممكن تزول لان ربنا هو الى بيرزق”، كما انني ادعو النجم الى ضرورة الاهتمام بتصرفاته لأنه قدوة ومثل يحتذى به من الأجيال القادمة.

كما ان الاجيال الناشئة تسعى دائما الى تقليد الغرب فى لبسهم وتقاليدهم وكتابتهم بالاضافة الى اهتمامهم الكبير بلغة الغرب وإهمالهم للغة العربية وتقليدهم الأعمى الذي يشعرني بالقلق على اللغة من الانقراض، بالاضافة الى ضرورة ان يكون هناك تفاعل اكبر من رجال الدين مع الشباب.

وهناك الاعلاميين ووسائل الاعلام التي تشهد حالة من التدهور بشكل كبير وملحوظ خلال الفترة الحالية، نتيجة ظهور بعض الإعلاميين الغير مؤهلين للمهنة، علاوة على اليوتيوبرز والذىن انتشروا بشكل كبير الفترة الماضية وتسببت فى شائعات وفتن غير طبيعية خاصة فى مجال الرياضة، والناس يصيبهم اليأس بسبب تلك الأفعال.

مصر تشهد انجازات غير متوقعة ونجاحات كبيرة خلال الفترة الماضية نتيجة الجهود المبذولة من القيادة السياسية فى جميع المجالات من كهرباء وطاقة وطرق وبنية تحتية وغيرها كالنقلة الحضارية لإحياء الثقافات، ولذلك يجب على الدولة الاهتمام بالأخلاق حتى نستطيع دخول الجمهورية الجديدة بشكل يليق بالشعب المصري لانه الاساس وجوهر نجاح أي منظومة.

After Content Post
You might also like