“عزل ترامب”..4 خسائر سياسية للرئيس الأمريكي تفقده نفوذه
بعيدا عن إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن هذه الخطوة لو أقرها مجلس الشيوخ الامريكي، ستكون خسارة ترامب السياسية أقسى من نظيرتها المادية التي تتعلق بامتيازات الرئيس السابق لاكبر دولة عظمى في العالم، ليطرح سؤالا نفسه “ماذا لو أقر الرئيس المنتهية ولايته بهزيمته أمام جو بايدين”، بالتأكيد سيحتفظ بالعديد من المزايا أبرزها حقه في الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقبلة 2024.
ويواجه ترامب اتهامًا بالتحريض على الشغب الذي تسبب في اقتحام مبنى الكونغرس بحديث وجَّهه لآلافٍ من مؤيديه كانوا في مسيرة احتجاجية على مقربة من البيت الأبيض صباح الأربعاء، ومن المقرر أن يواجه ترامب محاكمة برلمانية في مجلس الشيوخ، تبقى نتيجة المحاكمة محلّ شك عميق. ولن تبدأ إجراءاتها إلا بعد تنصيب بايدن، وعندئذ يمكن تقييم التبعات السياسية للقرار الذي يتخذه الكونغرس.
المرة الأولى التي يواجه فيها رئيس أمريكي مسائلته في الكونجرس مرتين
وتُعدّ هذه المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يواجه فيها رئيس إجراءات مساءلة في الكونغرس مرتين في فترة رئاسية واحدة، وبحسب BBC فإنه بالنسبة لرئيس يحرص على التفاخر بـ”نجاح تاريخي” في فترة توليه المنصب، فتلك نهاية مُذِلّة.
قبل نحو عام، وجه مجلس النواب اتهامات لترامب للمرة الأولى بهدف عزله، لكن لم يحظَ قرار الاتهام بدعم أيّ من النواب الجمهوريين، أما هذه المرّة، فهناك نحو عشرة من الأعضاء الجمهوريين أعلنوا انقلابهم على الرئيس ترامب ودعْم قرار الاتهام – وأكثر من هذا العدد أدان كلمات ترامب وأفعاله يوم اقتحام الكونغرس، وثمة حديث عن استعداد بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ للتصويت على إدانة الرئيس في الاتهامات الموجهة إليه.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء تقريرًا يفيد بأن زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل “مسرور” بوقوف ترامب على حافة العزل، وتحدوه الآمال بأن تسمح العملية للحزب بقطع صلاته بالرئيس.
ونقلت الصحيفة عن ماكونيل القول إنه سيرجئ حديثه ريثما تنتهي المحاكمة – لكن صدور تقارير كهذه عن مكتب ماكونيل المعروف عنه ندرة التصريحات لا يأتي من فراغ؛ وإنما ينمّ عن صراعاتٍ داخل الحزب الجمهوري جذبت إليها حتى المتحفظين من أعضائه.
خسائر سياسية وصلت لحجب حساباته الشخصية
أبرز الخسائر التي يمكن رصدها هي 4 أولها خسارة الجمهوريين سيطرتهم على مجلس الشيوخ، وثانيها فقدان ترامب لنفوذه في الحزب الجمهوري، أما الثالثة أنه لن يعد بإمكانه الترشُّح مرة أخرى للرئاسة عام 2024، وحتى إذا لم يُمنع من الترشح مجددًا للمنصب، فإن نفوذه داخل الحزب الجمهوري قد تعرّض لضربة في الصميم.
بل وصلت خسائر ترامب “الرابعة” إلى انه أصبح بلا لسان على منصات التواصل الاجتماعي، حتى منصّته المفضلة، تويتر، بات محروما من التغريد عبرها.
وعلى مدى خمس سنوات، أضاع ترامب الرهان على منتقديه السياسيين، واستطاع في كل مرة النجاة من أشراكِ فضائح وقضايا مثيرة للجدل كانت كفيلة باصطياد معظم السياسيين والقضاء عليهم، أما هذه المرة، وبعد طول انتظار، فالوضع مختلف.