كيف يؤثر فصل الشتاء على عادات الأكل وصحة الجسم؟.. طبيبة تجيب

أكدت الدكتورة يسر كاظم، أستاذ باحث التغذية الطبية بالمركز القومي للبحوث، أنه في فصل الشتاء ونتيجة لارتباط نظام الجسم بالكرة الأرضية وفصول العام والتغيرات ما بين موسم الشتاء والصيف ودورة الليل والنهار، وكل ذلك بسبب وجود نظام دقيق يسمي بالساعة البيولوجية الداخلية والتي تنظم وتدير نظام الجسم كله من خلال تناسق إفراز هرمونات معينة وعلى رأسها هرمون يفرز من الجسم الصنوبري بالمخ، يقوم بعمل تحكم مركزي في هرمونات الجسم المختلفة ومن ضمنها هرمون الجرلين واللبتين والسريتونين الذي يتحكم في الإحساس بالجوع والشبع وأيضا الحالة المزاجية، بحيث يحدث نوع من التناغم بين وظائف الجسم ومواعيد النوم والنشاط والليل والنهار.

هذا بالإضافة إلى أنه هناك بعض الأشخاص لديهم قابليه أعلى لتخزين الدهون وانخفاض معدل الحرق مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء ويرجع ذلك إلى أسباب جينية يعتقد بعض الباحثين أن الطقس البارد قد يؤدي إلى تفعيل بقايا بعض الجينات االقديمه التطورية بداخلنا للبقاء على قيد الحياة في الظروف البيئية القاسية, حيث أن هناك بعض الجينات في الإنسان لديها بعض الأصول القديمة في حماية الإنسان من البرد الشديد بتكوين طبقه عازلة من الدهون لحمايته من البرد القارص وهو شيء مشترك في كل الثدييات.

هذا ينتج عنه تحدي إضافي، أن الجسم يخزن الطاقه في صورة دهون مما يزيد من فرصه الجسم للبدانة.

نظرية أخرى هي أن تغيير الموسم قد يؤثر على توازن بعض الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشهية.

وقد تلعب ساعات النهار الأقل دورًا في الرغبة الشديدة في تناول الطعام أيضًا، كما أن ضوء الشمس هو أحد العوامل التي تحفز إفراز هرمون السيروتونين، وهو ناقل عصبي ثبت أنه يعزز المزاج بشكل كبير، حيث تزيد الرغبة في تناول الكربوهيدرات بفضل الأنسولين الذي يتم إطلاقه نتيجة لتناول الكربوهيدرات، حيث يساعد الأنسولين على تكوين مزيد من السيروتونين – وهذا هو السبب في أن الأبحاث السابقة تشير إلى أن الناس قد يشتهون الكربوهيدرات كوسيلة لتحسين الحالة المزاجية.

يظهر هذا بشكل خاص في الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي، والذين قد يكون لديهم مستويات منخفضة من السيروتونين والمزاج بسبب انخفاض التعرض لأشعة الشمس.

وبالتالي في فصل الشتاء مع انخفاض عدد ساعات النهارو وقله التعرض للشمس والضوء الطبيعي مما ينتج عنه تغير في نمط الحياه وقله الحركه والنشاط وبالتالي تتغير عادات الطعام وتزيد ساعات اليل التي كثيرا ما يصاحبه بعض الشعور بالممل واحيانا الجوع واحيانا الرغبه في الأكل لتبديد الشعور بالملل فيزيد الرغبة في تناول الطعام، مما ينتج عنه زيادة في الوزن والذي يؤدي إلى الشعور بالخمول والضيق والاكتئاب .

ايضا بسبب قله التعرض للشمس وانخفاض معدل تكوين فيتامين د، والذي يتأثر بصورة مباشرة بكمية الوقت التي نتعرض فيه لأشعة الشمس يزيد معدلات الإصابة بالمزاج السيء وأحيانا الاكتئاب.

ومن المهم جدا الإشارة إلى أنه بسبب البرد وقلة فيتامين د والتعرض لأشعة الشمس المباشرة يزيد معدلات الإصابة بالانفونزا وأدوار البرد.

بالإضافة إلى أن نتيجه قلة الماء والحركه كثيرا ما يعاني الشخص من الإمساك والذي بدوره ثبت أن الإمساك المزمن يزيد من درجات القلق والإحباط عند الأشخاص إلى أنه يزيد من القابلية لتخزين الدهون وذلك بسبب أن بعض الفضلات الضارة لا يتم التخلص منها بسرعة كافيه مما يزيد من احتمالات امتصاص بعض منها وبالتالي تؤثر على الحالة المزاجية والالتهابية بالجسم.

After Content Post
You might also like