محمد نجم يكتب| الجماعة والجمعية التى كانت !

  • الجماعه والجمعية التى كانت
    زمان ٠٠ عندما بدأنا العمل الصحفى كنا ننتظر بشغف كبير إنعقاد مؤتمرين هامين سنويين ، حيث تتجمع المصادر المهمه ، وتتوفر المعلومات المطلوبة ، والتفسيرات والشروحات المفيدة٠
    المؤتمر الأول كانت تنظمة الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى والاحصاء والتشريع ، التى كانت تضم في عضوية مجلس إدارتها كوكبة من كبار المسؤلين وأساتذة الاقتصاد والقانون ، منهم المرحوم عاطف صدقى د ود٠فتحى سرور الرئيس الحالى ، والمرحومان مصطفى السعيد وسمير طوبار وكبار وغيرهم من الذين مازالوا على قيد الحياة ٠
    وكانت الجمعية تعد لمؤتمرها السنوى اعدادا جيدا من حيث الموضوعات والمتحدثين ، والجلسات المتخصصة ودائرة الحوار ٠
    كما أعتادت الجمعية ايضا تنظم ما يسمى بالموسم الثقافى ، وكان عبارة عن محاضرات في موضوعات مختلفة ذات أهمية عامه يلقيها أحد الخبراء فى المجال ، ونظرا لحسن إختيار الموضوع والمتحدثين ، لم تكن القاعة الكبرى بالجمعية تستوعب الحضور ، وكان نضطر للصعود الى الروف والوقوف فى الطرقات٠
    ثم شهدت البلاد أحداث يناير ٢٠١١ وما تلاها من مظاهرات ، فضلا عن وفات أو حبس قادتها وبعض القائمين عليها ، ودخلت الجمعية فى ( بيات شتوى ) أمتد لعشر سنوات !
    أما المؤتمر الثانى والذى كان يعقد سنويا بالأسكندرية، فكانت تنظمة جماعة الإدارة العليا ،وكان يجمع أطياف المجتمع ويحظى بحضور كبير ،وكان منظموه يحرصون على إصدار العديد من التوصيات في كافة القطاعات والأنشطة!
    وقد أصيبت الجماعة ومؤتمرها السنوى بما أصيبت به جمعية الأقتصاد ، فقد توفي مؤسسوها وقادتها، واتهم امينها العام في قضايا إختلاس ومات في محبسه ، وبعد تنفيذ برنامج الخصخصة ، لم يحرص رؤساء ومديرو الشركات العامه المتبقية على الاشتراك في الجماعة او تنظيم المؤتمر ، وعندما حاول آخر أعضاء الجيل المؤسس إعادة الجماعة إلى الحياة وتنظيم المؤتمر ، لم يشارك أحد وكانت النهاية بعد ان تغير الزمن والمناخ !
    الان ٠٠ عادت الجمعية الاقتصاد لنشاطها و بخطوات حثيثة ، وبدأت في تنظيم الموسم الثقافى واختارت بعض القضايا وحددت المتحدثين ، وعقدت لقائين حول ملامح الاقتصاد ،والبورصة ٠
    وقد قيل في اللقائين كلاما مهما ،مثل ان الاقتصاد المصرى يعانى دائما من ضعف الإنتاجية والمنافسة الداخلية ، وانخفاض الميل للادخار وارتفاع حجم الواردات ، ولكنه يتميز أيضا بالتنوع والطاقات المتجددة٠
    ويعاني أيضا من وجود ٢٧ ضريبة ورسم ، وارتفاع حجم الدين العام ، وخاصة الدين الخارجي الذى أصبح أكثر من ٤٠٠% من حجم الصادرات التى لا تتجاوز ٢٢ مليار دولار ، بينما كان من عدة سنوات لايتعدي ٩٠ % من حجم الصادرات ٠
    ولكن من جهة أخرى فالناتج المحلى الاجمالى فى زيادة مستمرة ، وقد بلغ مؤخرا أكثر من ٦ تريليون جنية ، كما ارتفعت تحويلات المصريين في الخارج إلى أكثر من ٣٣ مليار دولار ٠
    مشكلة الجمعية و موسمها الثقافي كانت في جمهور الحاضرين ، حيث كان أغلبه من الأشخاص العاديين وغاب أعضاء الجمعية والمتخصصون عن تلك اللقاءات ، ومن ثم كانت التعقيبات ضعيفه ، وكانت الأسئلة سطحية وأغلبها بعيده عن موضوع اللقاء ٠
    نعم عادت الجمعية ولكن لازالت تتحسس الخطو، فهل هذا مالديها وأقصى ما يمكن أن تقدمه ، ام طالتها عدوى المناخ العام ؟. المجتمع مثل الاوانى المستطرقة ، ومالاحظنا في نشاط الجمعية ،نلاحظه أيضا في مجالات الفن والعلم والرياضة والصحافة ٠٠
    ومع ذلك لدى تفاؤل بتغير المناخ الحالى وتطوره للافضل ٠
After Content Post
You might also like