الخبير العالمى هانى النقراشى يكتب: شمس مصر تفرض نفسها على حكومة ما بعد ميركل

اسفرت انتخابات البرلمان الاتحادي الألماني كما نعلم عن النتائج الآتية:
الحزب الاشتراكي 25.7%
الحزب المسيحي 24.1%
حزب الخضر 14.8%
حزب الأحرار 11.5%
حزب اليمين 10.3%
حزب اليسار 4.9% (دخل البرلمان استثنائيا لأنه أقل من 5%)
وجرت العادة أن تكون الأولوية للحزب الحاصل على أكبر عدد من الأصوات تكوين الحكومة بالتآلف مع أحزاب أخرى لتكون للتحالف نسبة تفوق النصف في البرلمان. بسبب ظروف ألمانيا الخاصة استبعد الحزبان الرئيسيان أي تحالف مع اليمين أو اليسار
وبذلك يتضح أن حزبا الخضر والأحرار، لو اتفقا، يستطيعان الخيار بين الحزب المسيحي – الذي كانت ترأسه ميركل وصار قليل التماسك بعد تقاعدها – والحزب الاشتراكي
أتفق الحزبان الصغيران على بدأ مباحثات التحالف أولا مع الحزب الاشتراكي، فإن وصلوا لنتيجة يستمروا في تكوين الحكومة وإلا اتجها إلى الحزب المسيحي.
بعد 10 أسابيع تمخضت المباحثات عن وثيقة من 176 صفحة عنوانها “فلنتجرأ لتقدم أكثر” إشارة إلى عدم رضاهم عن التقدم الذي حققته ميركل في السنوات الست عشرة من حكمها. هذه الوثيقة سترسل لأعضاء كل حزب من الثلاثة للموافقة عليها (للمجالس التي لها صلاحية الموافقة أو الرفض) حيث أن كل حزب منهم تخلى عن بعض رغباته ليمهد الطريق للتحالف، والكل يأمل أن تتم الموافقة سريعا بحيث يمكن تنصيب الحكومة الجديدة يوم 6 ديسمبر.
أهم نقط الاتفاق (لاحظوا موقع قضية الطاقة فيه) :
السيد أولاف شولتس Olaf Scholz رئيس الوزراء (يسمى في ألمانيا مستشار)
إستحداث هيئة لإدارة الأزمات تتبع المستشار مباشرة لمواجهة تضاعف أصابات كوفيد-19 كل أسبوعين حتى وصلت أمس 66884 إصابة جديدة في 24 ساعة. هذه الهيئة تتكون من أطباء وعلماء فيروسات وعلماء اجتماع وغيرهم لمواجهة الظروف المتغيرة
عدد الوزارات:
7 للحزب الاشتراكي بخلاف المستشار منهم وزارة مستحدثة لبناء المساكن
5 لحزب الخضر منهم وزارة الاقتصاد وشؤون المناخ وهي جديدة وتشرف على أعمال كل الوزارات لتكون إجراءاتها متوافقة مع الاستدامة وكذلك وزارة الخارجية (صمم عليها الخضر لمحاولة إقناع الدول الأخرى بتوجهاتهم)
4 وزارات لحزب الأحرار منهم التعليم والبحث العلمي
الطاقة:
زيادة الكهرباء المنتجة إلى 680-750 تيراوات ساعة في السنة (حاليا 550-600) على أن يكون المكون المتجدد 80% (حاليا 47%)
تخصيص 2% من مساحة ألمانيا لحقول الرياح البرية مع اختصار إجراءات التصريح (كثير من السكان لا يريدون طواحين الرياح على مقربة منهم)
زيادة حقول الرياح البحرية إلى 70 جيجاوات في 2045
تركيب 200 جيجاوات من الخلايا الضوئية (حاليا 50 جيجاوات) وفرض تركيبهم على الأسقف الجديدة
إلغاء الرسوم الحالية على الكهرباء المتجددة مع زيادة الضرائب تدريجيا على الكهرباء من مصادر حفرية
دعم السيارات الكهربية وزيادة عدد نقاط الشحن الكهربائي لتمكين 15 مليون سيارة كهربية إلى 2030
تقوية شبكات الكهرباء (لنقل كهرباء الرياح من الشمال إلى الجنوب وكهرباء الخلايا الضوئية بالعكس)
العمل على تقديم إغلاق المحطات الفحمية إلى 2030 بدلا عن 2038 (هذا لم يعجب شباب الخضر لأنه يفتقد الحزم والسبب في هذا التردد هو أنهم لا يعلمون مدى سرعة تركيب طواحين الرياح وألواح الطاقة الشمسية الضوئية ومدى تمكنها من تعويض الكهرباء المضمونة من المحطات الفحمية لأنها متقلبة عشوائيا)
التمسك بالتخلص من الكهرباء النووية في 2022
مساعدة الصناعة ماليا للتحول إلى التوافق مع أهداف مؤتمر باريس 2015
إنشاء محطات كهرباء غازية ذات كفاءة عالية مصممة بحيث يمكن تحويلها مستقبلا للعمل بالهيدروجين، وينظر للغاز الطبيعي على أنه حل مؤقت
سنضع الإطار القانوني للتعامل مع تخزين الطاقة الكهربائية لأن التخزين عنصر أساسي للحفاظ على استقرار شبكة الكهرباء
إنتاج الكهرباء يجب أن يكون لا مركزيا
إنشاء 400 ألف مسكن جديد للدخول المتوسطة والصغيرة كل سنة
رفع الحد الأدنى للأجور إلى12 يورو في الساعة دفعة واحدة (يخصم منها الضرائب والتأمينات)
تشديد الرقابة وتعديل بعض القوانين لسد ثغرات التهرب من الضرائب. (يلاحظ هنا النظرة الاجتماعية لرفع مستوى ذوي الدخول الصغيرة بعكس سياسة ميركل التي كانت تحابي الأغنياء بقوة)
تمويل الاستثمارات الجديدة من إلغاء الدعم المنافي للبيئة مثل دعم الفحم وكذلك من ضريبة ثاني أكسيد الكربون المتزايدة تدريجيا مما يرفع تكلفة المنتجات التي تستهلك كهرباء تقليدية ويخفض تكلفة المنتجات التي تستعمل الكهرباء النظيفة
استنباط أطر جديدة لتحفيز الابتكار في التعليم وتشجيع البحث العلمي خاصة في مجال الرقمنة
الإقلال من استعمال المبيدات في الزراعة
الحرص على التنوع البيولوجي عند تركيب طواحين الرياح (لأنها تقتل الحشرات والطيور والخفافيش)

(الكلمات في الأقواس هي إضافات للتوضيح من الكاتب)
ملاحظة (1):
التيراوات تساوي 1000 جيجاوات
الجيجاوات تساوي 1000 ميجاوات
ملاحظة (2):
في مخطط خميسة المصري لا حاجة لتقوية شبكات الكهرباء لأن المحطات الشمسية قريبة من أماكن الطلب على الكهرباء
هذه المحطات الشمسية المصرية لا تصلح في ألمانيا لأنها لا تتمتع بالأشعة الذهبية التى عندنا.

After Content Post
You might also like