محمد نجم يكتب| تحويلات المصريين  بالخارج عاطفة وطنية أم بحث عن ملاذ؟

هل هي عاطفة وطنية ، ام رغبة فى تحقيق عوائد أعلى ،  أم بحث عن ملاذ أمن لمدخرات تحققت بعد عناء ورغبة طويلة ؟ هذة التساؤلات وغيرها سرعان ماتتبادر لذهن المتابع للشأن الاقتصادى ،وخاصة فيما يتعلق بالارتفاع فى حجم تحويلات المصريين في الخارج ،والذى قدر بحوالى أربعة مليارات دولار عن العام الماضى ،حيث بلغت االتحويلات نهاية يونيو الماضى ٣١،٤

مليار وبنسبة زيادة أكثر من ١٣ % عن العام الماضى ٠

ولكن يلفت النظر ايضا زيادة تدفقات التحويلات النقدية علي مستوي العالم للدول المصدرة للعمالة ،وطبقا لبيانات البنك الدولى كانت نسبة الزيادة عن العام الماضى حوالى ٧،٣% ، وبلغت حوال٥٥٠ مليار دولار   وبما يعادل ثلاث أمثال المساعدات الانمائية ،ويتوقع زيادتها بنهاية العام لتصل ٥٨٠ مليار ٠

ومع ذلك تظل الزيادة في تحويلات المصريين تحتاج إلى تفسير ، وخاصة عندما نلاحظ تراجع كافة  مصادر النقد الأجنبيالاخرى لمصر هذا العام مقارنة بالعام الماضى فقد تراجعت حصيلة النشاط السياحي إلى ٤ مليارات من ١٣ مليار عام ٢٠١٩، وكذلك رسوم المرور بقناة السويس من ٥،٨ الى  ه،٦ مليار دولار ، وأيضا حصيلة الصادرات المصرية و التى بلغت حوالى ٣٠ مليار دولار عام ٢٠١٩ ،تراجعت الي أقل من ٢٨ مليار دولار بنهاية يونيو الماضى ٠

والسؤال الآن هل الزيادة في تحويلات المصريين في الخارج  مفاجئة أم حدثت من قبل ؟

في الحقيق هذة هى المرة الثالثة التى ترتفع فيها التحويلات بما يشبه الطفرة !

لقد ارتفعت التحويلات عام ٢٠١١ إلى ١٨ مليار دولار مقارنة بحوالي ١٢،٦ مليار عام ٢٠١٠ وفي نوفمبر ٢٠١٦ تم تحرير سعر الصرف الجنية مقابل الدولار الأمريكي ، فارتفعت التحويلات عام ٢٠١٧ الى ٢٤،٧ مليار دولار وبزيادة ٦ مليارات  عن العام السابق ، وحافظت التحويلات على استقرارها النسبي من ٢٠١٨ مع الزيادة التدريجية حتى بلغت العام الماضى ٢٧،٦ مليار دولار .

وقد تزامن مع ذلك ولكن على مدار عدة سنوات ،زيادة الودائع في الجهاز المصرفي المصرى من ٢،٥ تريليون إلى ٥،٥ تريليون ، وأيضا بلوغ احتياطاى البلاد من النقد الأجنبى حوالى   ٤٠،٨٥٠ مليار دولار في نهاية سبتمبر  ،وبزيادة ٢٥ مليون عن نهاية أكتوبر الماضى ٠

والان وبعد العرض السابق ، وفي ظل الآثار السلبية لجائحة كرونا ،وفي ظل توقف العديد من الدول عن استقبال العمالة المصرية، بل عودتها إلى مصر، سواء بسسب كرونا أو بسبب مشاكل سياسية ، أوحروب أهلية  وخاصة دولة مثل لبيا ، اعتقد ان التساؤلات التى طرحناها في بداية المقال مجتمعة تقف وراء هذة الزيادة ، مع عوامل اضافيه أخري،  منها مثلا حب المصريين لتملك العقارات  وحجز سكن المستقبل للاولاد حتى لو كانوا أطفالا،  بل إن البعض يفضل استثمار مدخراته في العقارات والاتجار فيها لأنها أكثر ربحية من عوائد الايداعات في البنوك ، فضلا عن توسع مصر في إنشاء جامعات خاصة ، وغربة المصريين فى حصول أبنائهم علي تعليم أفضل كثمن معقول لغربتهم،  معتقدين ان هذى الجامعات تقدم تعليم أفضل من الجامعات الحكومية ،وبعضها فعلا كذلك وخاصة المرتبطة بشراكة مع الخارج  ،مثل الجامعة الامريكية والألمانية واليابانية  وغيرهم ، وهو ما يعني زيادة التحويلات لتسديد متطلبات هذا النوع الجديد من التعليم في مصر ٠

لقد تعددت الأسباب،  وأدت إلى نتيجة واحدة ،وهى زيادة مضطردة  في تحويلات المصريين في الخارج ، نأمل ان تدوم ، وان تبحث هذة التحويلات عن فرص استثمارية دائمة ، من أجل الأبناء والإحفاد من بعدهم   .

After Content Post
You might also like