محمود سالم يكتب: لصوص أمريكا وضمير المصريين!

عمليات سطو ونهب بمستوى وقاحة رفيع مارستها مجموعة من الدهماء،و الغوغاء الأمريكان فى عدة ولايات أمريكية على ومن المتاجر الكبرى لدرجة أن حجم المسروقات من متاجر التجزئة بلغ 9، 68 مليار دولار فى عام واحد. هى عمليات سطو تتشابه مع أعمال النهب التى وقعت فى مايو 2020 وسط احتجاجات بعد مقتل جورج فلويد ، فقد اندفعت مجموعات كبيرة من اللصوص إلى تلك المتاجر وخرجت منها وهى تحمل الغالى والنفبس من البضائع غالية الثمن !
عمليات النهب تلك تستدعى القول بالفم المليان للصوص أمريكا : ” عمار يا مصر ” .. المصريون يعانون لكنهم لا ينهبون وقد يصرخون لكنهم لا يسطون على أملاك الغير بعكس ماحدث فى الولايات المتحدة ورصدته الصحف الأمريكية مثل النيويورك تايمز والتى قالت إن الغوغاء الخاطفون نهبوا متجر ” بست باى ” فى مينيسوتا ومتجر آخر فى شمال كاليفورنيا ، وعصابة أخرى تضم 5 لصوص سطت على منتجات من متجر” آلتا بيوتى ” قيمتها 20 ألف دولار خلال 40 ثانية فقط !
عندما اطلعت على ماذكرته النيويورك تايمز ترسخت لدى القناعة بأن مصر بخير وأن المصريين رغم المعاناة التى يكابدها البعض من الفقراء لا يقدمون على مثل ما تفعله الغوغاء الأمريكية مرات ومرات ، وبالقطع إنه الضمير الذى يمنع المصريون من الحصول على أشياء ليست من حقهم رغم الشكوى من ارتفاع الأسعار وضيق ذات اليد . ولعلنا نتذكر ما حدث من
سنوات عنما انقطعت الكهرباء عن مدينة نيويورك لمد 8 دقائق فقط ، يومها انطلقت جموع الزعر و المحرومين والغوغاء بشراسة لا نظير لها تسطو وتنهب من المتاجر لتترك بعضها ” على البلاطة ” خلال تلك الدقائق المعدودة !
كما قالت الصحيفة الأمريكية فإن تلك الظاهرة أصبحت أكثر وضوحا ووقاحة وعنفا فى الشهور الأخيرة وهو الأمر الذى أجبر صناعة تعانى أساسا من عمليات الإغلاق الوبائى نتيجة جائحة كورونا وتقاتل بشأن متطلبات الأقنعة للتعامل مع مشكلة جديدة ! .. وهنا تقول راشيل ميشلان رئيسة اتحاد بائعى التجزئة ” لقد نقل هذا المستوى من العنف إلى مستوى جديد تماما لم يرى أحدا مثله من قبل ” . وفى هذا الصدد قام تجار التجزئة فى سان فرانسيسكو ــ التى شهدت العديد من عمليات السرقة ــ بإغلاق نوافذ متاجرهم لمنع المزيد من النهب والفوضى ، كما أشارت منافذ ” بست باى ” إلى أن عمليات السرقة تخفض من الأرباح وهو ما اضطر بعضها إلى إبعاد البضائع غالية الثمن بعيدا عن متناول الأيدى كما نصحت الموظفين بعدم تصوير عمليات السطو بهواتفهم لكون ذلك قد يؤدى إلى تصعيد الأمور وقتل لهؤلاء الموظفين من جانب اللصوص والذين يزدادون عنفا فى مثل تلك الحالات .
والسؤال : لماذا تزداد عمليات السرقة هناك ؟ .. سؤال يرد عليه خبراء الأمن ومديرو التجزئة حيث يربطونها بعدة عوامل أهمها السهولة التى تمكن اللصوص من إعادة بيع المسروقات من خلال أسواق الإنترنت مثل أمازون وفيسبوك ! .. بجانب الإحساس بإمكانية الإفلات من العقاب .. ومع ذلك يقول خبراء الصناعة إن المشكلة لا تكمن بالضرورة فى القوانين ولكن فى عدم تنفيذها من قبل الشرطة والمدعين العامين الأمر الذى يشجع اللصوص على ارتكاب مغامراتهم ، والأولوية الكبرى كما يرى هؤلاء الخبراء يجب أن تتجه إلى تفكيك هذه المنظمات الإجرامية .
عمار يا فجر الضمير….يا مصر .

After Content Post
You might also like