6 أسئلة هامة حول العلاج بخلايا البنكرياس المُخلقة من الخلايا الجذعية

أجاب دكتور أسامة حمدي، مدير برنامج السمنة والسكر بمركز جوزلين للسكر، والأستاذ المشارك بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، على العديد من الأسئلة المتعلقة بشفاء أول حالة للسكر من النوع الأول بزراعة خلايا البنكرياس المخلقة معمليًا من الخلايا الجذعية.

1– هل ما حدث ونتج عنه شفاء أول حالة من السكر من النوع الأول عبارة عن علاج بالخلايا الجذعية مثلما حاولت الكثير من الدول ذلك في السنوات العشر الماضية؟
– بالطبع لا! ولقد إختلط الأمر على الكثيرين حتى المتخصصين منهم، فحقن الخلايا الجذعية المأخوذة من الدم أو نخاع العظام أو حتى من الأجنة لا ولن يشفي من السكر وهو غير علمي لأن هذه الخلايا بعد حقنها في المريض لا تتحول من تلقاء نفسها إلى خلايا بنكرياس تفرز الأنسولين وينتهى عمرها. وما يتم في هذه الدول ما هو إلا عملية نصب تحت ستار علمي. فلا يوجد علميًا ما يسمى بالعلاج المباشر بالخلايا الجذعية لمرض السكر.

2– اذًا ما هو الفرق مع هذه الحالة ولماذا تعتبره انجازًا علميًا ضخمًا؟
– ما حدث هنا هو تحويل الخلايا الجذعية خارج الجسم إلى خلايا البنكرياس التي تفرز الانسولين وتسمى خلايا بيتا Beta-cells من خلال خطوات معقدة جدًا تمت الابحاث عليها في جامعة هارفارد لمدة ١٤ سنة. والمثير بل والمذهل هو إعادة خلايا الجلد العادية الى منشأها في الخلايا الجذعية ثم اعادة تحويلها الى خلايا البنكرياس بيتا ليمكن انتاج كمية ضخمة منها وهو ما لم يسبق احد الى تطبيقه. فالخلايا الجذعية هنا ليست مستمدة من الأجنة ولكن من نسيج الجسم العادي.

3- لماذا يحتاج الشخص إذا للأدوية المثبطة للمناعة بعد زرع هذه الخلايا المُفرًِزة للانسولين اذا كانت مخلقة من خلايا الجسم؟
– الجهاز المناعي في مرضى السكر من النوع الأول يهاجم خلايا افراز الانسولين لسبب غير مفهوم تمامًا حتى الآن وذلك هو سبب حدوث النوع الأول من السكر من البداية فهو يعتبر من أمراض المناعة. وهذه الأجسام المضادة تبقى في دم المريض لتهاجم أى خلايا جديدة يتم زرعها في الجسم وتفرز الانسولين. لذا يجب تثبيط الجهاز المناعي لمنع تدمير هذه الخلايا الجديدة ولفظها مثلها مثل العلاج المثبط للمناعة بعد زراعة الكلى أو الكبد.

4- متى سيكون هذا العلاج متاحًا لمرضى السكر من النوع الأول حول العالم؟
– لكل علاج جديد 3 مراحل من الاختبارت قبل اقراره، المرحلة الأولى هدفها إختبار أمان العلاج وأنه لا يسبب اعراض جانبية خطيرة وهو ما تقوم به الشركة المنتجة لهذا العلاج على 17 مريض تحت إشراف هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والتي أعطت للبحث إستثناء لأهميته القصوى. والحالة التى تم شفاؤها من السكر هى أولى هذه الحالات بدون مضاعفات جانبية خطيرة وهو ما يبشر بالخير. المرحلة الثانية هى اختيار الجرعة المناسبة للعلاج بهذه الخلايا. والمرحلة الثالثة والأخيرة هى إختبار كفاءة العلاج بالمقارنة بالعلاج المعتاد. وعادة ما تأخذ المراحل الثلاثة ما بين 3 – 5 سنوات. ولقد أعلنت الشركة أنها بصدد الانتهاء من جميع الأبحاث ليتوفر العلاج للجميع بحلول عام ٢٠٢٨، ولكني اعتقد قبل ذلك فالأموال المرصودة لهذة الأبحاث بالمليارات.

5- هل هناك أمل لهذا العلاج الجديد بدون استخدام الأدوية المثبطة للمناعة لأعراضها الجانبية؟
– حاليا تقوم شركتان بتجارب مبشرة لإنتاج غلاف لهذه الخلايا يسمح بمرور السكر من الدم إلى الخلايا والانسولين من الخلايا إلى الدم ولا يسمح بمرور الأجسام المضادة إلى الخلايا. كما تُجرى أبحاث أخرى على تغليف متناهي الصغر لهذه الخلايا يحميها من الأجسام المضادة في حين يسمح بمرور الغذاء والأكسجين لها حتى تعيش أطول فترة ممكنة. كذلك تجرى الأبحاث على إنتاج خلايا لا يرصدها الجهاز المناعي وهو تكنيك تم معرفته من دراسة السرطانات التى تتجنب الجهاز المناعي.

6- هل هناك ضرر من الادوية المثبطة للمناعة؟
– بالتأكيد! فهى تخفض مناعة الجسم ضد الفيروسات والبكتريا، كما أنها تؤثر على الخلايا الجديدة فتضعفها، ولكن العلاج الجديد بالأدوية المثبطة للمناعة لا يحتوي على الكورتيزون الذي يرفع السكر في الدم بصورة حادة. والمطمئن أن العديد من المرضي يتعاطون هذه الادوية المثبطة للمناعة لعشرات السنين بعد زراعة الأعضاء ودون مشاكل ضخمة مع الاحتياط الواجب.

 

After Content Post
You might also like