الأبقار تحد مقدس قبل انتخابات الهند.. منعت ذبحها فزاد عددها وهاجمت الناس
سلط موقع “بى بى سى” عربى الضوء على تحد جديد تواجهه ولاية أوتار براديش الهندية، متمثل في مهاجمة الأبقار للناس بعد أن أصدرت الحكومة الهندية التي يتزعمها حزب بهارتيا جاناتا حملة صارمة ضد ذبح البقر، تماشيا مع أجندة الحزب الهندوسية اليمينية، ليزيد بذلك عددها بصورة كبيرة.
ولفت الموقع إلى أن ذبح الأبقار يعد مخالفا للقانون في 18 ولاية، بما فيها أوتار براديش. وسردت كيف مزقت بقرة جسد رام راج، رجل يبلغ من العمر 55 عاما أمام أحفاده داخل منزله في نوفمبر الماضى، ليتوفى وهو في طريقه إلى المستشفى متأثرا بجراحه البالغة.
وقال الموقع “مثل هذه الهجمات أصبحت شائعة في أكثر ولايات الهند اكتظاظا بالسكان، إذ أدى حظر ذبح البقر إلى ارتفاع هائل في أعدادها، لدرجة أن أصبحت هذه المشكلة قضية في الانتخابات التي من المزمع أن تبدأ في 10 فبراير القادم”.
وقد تبنت القضية أحزاب المعارضة في أوتار براديش، وهي ولاية زراعية بالأساس يشكل فيها الفلاحون كتلة انتخابية مهمة للغاية.
ويقول سمير سينج المتحدث باسم الولاية التي تسيطر عليها حكومة تابعة لحزب بهارتيا جاناتا إن الحكومة تعكف على “صياغة استراتيجيات جديدة” للتعامل مع المشكلة. ويضيف: “لا ينبغي أن توصف بالأبقار الشاردة، فالحيوان نفسه جزء من الثقافة الهندوسية. نحن لا نترك شيوخنا يموتون لأنهم بلغوا من الكبر عتيا، فكيف لنا أن نترك أبقارنا تموت في الطرقات؟”
ويفترض أن توضع الأبقار في ملاجئ خاصة بها، وقد خصصت حكومة رئيس وزراء الولاية، يوجي أديتيانات ملايين الروبيات لإنشاء المزيد من تلك الملاجئ. كما فرضت الحكومة ضريبة خاصة على المشروبات الكحولية بغرض استخدام أموال تلك الضريبة في صيانة الآلاف من ملاجئ البقر التابعة للولاية.
ويعتبر الهندوس البقرة حيوانا مقدسا، ولكن حتى أمد قريب، كان العديد من المزارعين يأخذون أبقارهم المتقدمة في السن إلى المسالخ.
يقول شيف بوجان، وهو أحد مزارعي الأرز في الولاية: “كنا نبيع أبقارنا بمجرد أن يجف حليبها، أو أن تصبح غير قادرة على حرث الحقول. كان ذلك بمثابة مدخراتنا تحسبا لأوقات الشدة”.
وأمر رئيس وزراء الولاية، أديتيانات – وهو زعيم متشدد بحزب بهارتيا جاناتا، بإغلاق مسالخ مخالفة للقانون مزعومة منذ أن تولى السلطة في عام 2017، رغم أن ذلك كان يمثل مصدر دخل كبير للولاية التي تعد مصدّرا رئيسيا للحوم البقر.
ويقول بوجان “لم يعد هناك مشترون، لذا لا يستطيع أحد بيع (الأبقار)، ويضيف أنه اضطر هو وآخرون إلى إطلاق أبقارهم في الأحراش القريبة من حقولهم. وبوجان هو الآخر تعرض مؤخرا للهجوم من قطيع من البقر الشارد بينما كان يحاول إبعاده عن حقله. يروي بوجان: “حاولت اثنتان منها طرحي أرضا، ولكنني تمكنت من النهوض والفرار”.
وأوضحت “بى بى سى” أن بوجان هندوسي يلتزم بتعاليم ديانته ويؤمن بأن البقرة حيوان مقدس، ولكنه يقول أيضا إنه يشعر بخيبة أمل إزاء قرار الحكومة حماية جميع الأبقار.
وعادة ما تهيم تلك الأبقار الشاردة على وجهها في البلدات والقرى بولاية أوتار براديش، ويقول المزارعون والسكان المحليون إنها تتحول إلى حيوانات جائعة وشرسة. فالمزارعون يقولون إن البقر الشارد يدمر المحاصيل ويتسبب في حوادث طرق ويقتل البشر.
وتتساءل بونان دوبي لـ”بى بى سى” والتي قتل ثور شارد زوجها: “أصبح ابني يتيما بسبب الأبقار الشاردة التي تتجول في كل مكان. فمن الذي سيرعانا؟”
وعلى بعد حوالي 100 كيلومتر، ترقد رام كالي البالغة من العمر 80 عاما في غيبوبة منذ عام 2019 بعد أن هاجمتها إحدى الأبقار. وتقول أسرتها إنها لا تعلم حتى الآن أن ابنها الوحيد توفي إثر إصابته بفيروس كورونا في أوائل العام المنصرم.