السيدة خديجة.. عاشت مع النبى 25 عاما وبشرت ببيت فى الجنة
تعد السيدة خديجة أول من آمن بالنبى، صلى الله عليه وسلم، وشاركته شطرين من الحياة، شطر الراحة والاستقرار، وشطر الدعوة والكفاح والجهاد، عاشت مع النبى، صلى الله عليه وسلم، 25 عامًا، حبيبة ووزيرة وحامية، ما أغضبها ولا أغضبته، أنجبت له أبناءه وراعتهم خير رعاية، عاشت السنوات الصعبة فى الدعوة المحمدية، وقفت حامية له بمالها من النفوذ، وعانت ابنة الأكرمين فى نهاية حياتها عندما كُتبت وثيقة الحصار الظالمة، وسيق المسلمون إلى الشِعِب، وقاطعتهم قريش وجوّعتهم، كانت خديجة مع رسول الله راضية محتسبة، تركت منزلها وخرجت حبيسة مع رسول الله بين جبلين، تُعانى كل ذلك على مدار سنوات الحصار الثلاث من شهر المحرم للعام السابع للبعثة، وحتى المحرم للعام العاشر للبعثة.
أول من سجد لله بعد رسوله
أول من سجد لله بعد رسول السيدة خديجة بنت خويلد، رضى الله عنها، وقد كانت أول من آمن بالله تعالى وصدق رسوله قبل أن تفرض الصلاة، يروى ابن اسحق أن «الصلاة حين افترضت على رسول الله أتاه جبريل وهو بأعلى مكة، فهمز له بعقبة فى ناحية الوادى، فانفجرت منه عين، فتوضأ جبريل ورسول الله ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة، ثم توضأ كما رأى جبريل، وقام به جبريل فصلى به، ثم انصرف جبريل فجاء رسول الله خديجة، فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة، كما أراه جبريل فتوضأت، ثم صلى بها، كما صلى به جبريل، فصلت بصلاته».
بشرها ربها ببيت فى الجنة
فى العاشر من شهر رمضان وقبل ثلاث سنوات من هجرة الرسول الكريم إلى يثرب، رحلت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد، ودفنت بالحجون فى مكة وحزن عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حزنًا شديدًا، وعندما رحلت، لم يرث الرسول منها شيئًا، أنفقت كل مالها فى سبيل الدعوة، تركت له الأحزان التى استعان عليها بتقوى الله، لكنها رحلت تحمل بشارة من الله بدخولها الجنة، ففى الحديث أنه «أتى جبريل النبى، صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربِّها ومنِّى، وبشرها ببيت فى الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب».