الاتحاد الأوروبى يعرب عن قلقه البالغ إزاء الاشتباكات فى الأقصى
عبر مسؤول السياسة الخارجية والشؤون الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات التي وقعت في المسجد الأقصى وما وصفها بالأحداث العنيفة التى شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل فى الأسابيع الأخيرة، بحسب “رويترز”.
ودعا بوريل جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس “خاصة فى هذا الوقت الذى يشهد احتفالات دينية” للديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى فى الساعات الأولى من صباح الجمعة باحات المسجد الأقصى المبارك، والمُصلى القبلي على وجه التحديد، مُستخدمة قنابل الصوت والغاز المُسيل للدموع والرصاص المطاطى، وهو ما أسفر عن سقوط 160 مصابًا على الأقل، واعتقال 400 آخرين كانوا معتكفين بداخل المسجد في الشهر الفضيل.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال استخدمت العنف والقوة المُفرطة في عملية الاقتحام، واعتدت على المرابطين داخل المُصلى القبلي بالضرب المبرح.
وعمد بعض جنود الاحتلال لضرب النساء وكبار السن والصحفيين بالهراوات بعنف مفرط بهدف تهشيم عظامهم.
وقال رامي عبده، مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه تم توثيق الاعتداءات بمقاطع فيديو ونشر بعضها على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك.
وتظهر أحد مقاطع الفيديو المنشورة، قيام ضابط إسرائيلي، بضرب سيدة فلسطينية، بالهراوة على يديها، بعُنف مفرط، ما جعلها تصرخ بشدة لدرجة أفقدتها القدرة على الوقوف من شدة الألم، فيما يبدو مُحاولة منه لمنعها من تصوير وتوثيق ما يحدث منذ ساعات الصباح الأولى في باحات الأقصى.
وحسب مقاطع الفيديو التي نشرها من كانوا بداخل المصلى القبلي عند اقتحامه، قامت قوات الاحتلال بتقييد المُرابطين داخل المسجد، بشكل مهين، قبل أن تقوم باعتقالهم.
وخلال عملة الاقتحام، تحول المسجد القبلي إلى ما يُشبه ساحة الحرب حرفيًا، واستخدم المُصلون الحجارة في مُحاولة لمنع قوات الاحتلال من اقتحامه.. وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المسجد، عقب اعتقال نحو 400 معتكف من داخله، أمكن رؤية الخراب والدمار بداخل كل ركن من أركان المصلى القبلي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس المحتلة إن طواقمه تعاملت مع 160 إصابة على الأقل غالبيتها في الأجزاء العليا من الجسم. ومن بين المُصابين مُسعفون وصحفيون، وتم نقل 27 إصابة إلى مُستشفيات القدس.
وقوبل اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المُصلين بداخله، واعتقال 400 منهم، بإدانة واسعة في فلسطين.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الاحتلال إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، فيما أكد رئيس الوزراء محمد أشتية، إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، واعتداءها بوحشية على المُصلين والمعتكفين في رحابه الطاهرة خلال الشهر الفضيل، وتدنيس القبلة الأولى للمسلمين نذير خطير واستفزاز للمشاعر.
ودعا اشتية الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية إلى إدانة هذا الانتهاكات، والعمل على عدم تكرارها وعدم السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام باحات المسجد المبارك، كما قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إنها لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بفرض سيطرته على المسجد الأقصى المبارك تحت شعارات وحجج وأكاذيب لن تنطلي على أحد.
وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، عبر بيان لدائرة حقوق الإنسان، إن العدوان الإرهابي الذي تشنه قوات الاحتلال عبر اقتحامها المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين قد تجاوز كل الخطوط الحمراء.
وتوقع المُحلل الفلسطيني المخضرم عصمت منصور، وهو أسير سابق قضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 20 عامًا، أن ما حدث في المسجد الأقصى صباح سيقرب من سيناريو دخول جبهة “غزة” على خط المواجهة.
وقال منصور، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن هناك مُعادلة ترسخت العام الماضي وجعلت “القدس” ضمن دائرة الاشتباك لدى المُقاومة، ولذلك إذا توترت الأوضاع أكثر من ذلك في القدس، فسوف يؤدي ذلك إلى دخول غزة على خط المواجهة، مُعتبرًا أن الأسبوع المقبل سيكون متوترًا للغاية فهو عيد الفصح اليهودى.