الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء تدهور الوضع الأمنى فى القدس
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمنى فى القدس، داعيا القادة من جميع الأطراف إلى المساعدة فى التهدئة.
وذكر بيان صادرعن المتحدث باسم جوتيريش، نشرته دائرة إعلام الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي صباح اليوم السبت، “يجب أن تتوقف الاستفزازات في حرم القدس الآن لمنع المزيد من التصعيد، كما نكرر الدعوة إلى الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس واحترامه”.
وأضاف البيان “أن المنسق الخاص للأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط على اتصال وثيق مع الشركاء الإقليميين الرئيسيين والأطراف من أجل تهدئة الوضع”.
وجدد الأمين العام التزامه بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس الجمعة باحات المسجد الأقصى المبارك، والمُصلى القبلي على وجه التحديد، مُستخدمة قنابل الصوت والغاز المُسيل للدموع والرصاص المطاطى، وهو ما أسفر عن سقوط 160 مصابًا على الأقل، واعتقال 400 آخرين كانوا معتكفين بداخل المسجد في الشهر الفضيل.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال استخدمت العنف والقوة المُفرطة في عملية الاقتحام، واعتدت على المرابطين داخل المُصلى القبلي بالضرب المبرح، وعمد بعض جنود الاحتلال على ضرب النساء وكبار السن والصحفيين بالهراوات بعنف مفرط.
وقال رامي عبده، مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه تم توثيق الاعتداءات بمقاطع فيديو ونشر بعضها على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك.
وحسب مقاطع الفيديو التي نشرها من كانوا بداخل المصلى القبلي عند اقتحامه، قامت قوات الاحتلال بتقييد المُرابطين داخل المسجد، بشكل مهين، قبل أن تقوم باعتقالهم.
وخلال عملية الاقتحام، تحول المسجد القبلي إلى ما يُشبه ساحة الحرب حرفيًا، واستخدم المُصلون الحجارة في مُحاولة لمنع قوات الاحتلال من اقتحامه.. وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المسجد، عقب اعتقال نحو 400 معتكف من داخله، أمكن رؤية الخراب والدمار بداخل كل ركن من أركان المصلى القبلي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس المحتلة، إن طواقمه تعاملت مع 160 إصابة على الأقل غالبيتها في الأجزاء العليا من الجسم. ومن بين المُصابين مُسعفون وصحفيون، وتم نقل 27 إصابة إلى مُستشفيات القدس.
وقوبل اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المُصلين بداخله، واعتقال 400 منهم، بإدانة واسعة في فلسطين.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الاحتلال إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، فيما أكد رئيس الوزراء محمد أشتية، إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، واعتداءها بوحشية على المُصلين والمعتكفين في رحابه الطاهرة خلال الشهر الفضيل، وتدنيس القبلة الأولى للمسلمين نذير خطير واستفزاز للمشاعر.
ودعا اشتية الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية إلى إدانة هذه الانتهاكات، والعمل على عدم تكرارها وعدم السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام باحات المسجد المبارك، كما قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إنها لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بفرض سيطرته على المسجد الأقصى المبارك تحت شعارات وحجج وأكاذيب لن تنطلي على أحد.
وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، عبر بيان لدائرة حقوق الإنسان، إن العدوان الإرهابي الذي تشنه قوات الاحتلال عبر اقتحامها المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين قد تجاوز كل الخطوط الحمراء.
وتوقع المُحلل الفلسطيني المخضرم عصمت منصور، وهو أسير سابق قضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 20 عامًا، أن ما حدث في المسجد الأقصى صباح سيقرب من سيناريو دخول جبهة “غزة” على خط المواجهة.
وقال منصور، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن هناك مُعادلة ترسخت العام الماضي وجعلت “القدس” ضمن دائرة الاشتباك لدى المُقاومة، ولذلك إذا توترت الأوضاع أكثر من ذلك في القدس، فسوف يؤدي ذلك إلى دخول غزة على خط المواجهة، مُعتبرًا أن الأسبوع المقبل سيكون متوترًا للغاية فهو عيد الفصح اليهودى.