وائل السمرى يجيب: لماذا تصدر الليث بن سعد تريند مسلسل رسالة الإمام؟

الليث بن سعد .. لم يكن أحد يتخيل أن يتصدر هذا الاسم العظيم لأحد أهم أئمة الفقه الإسلامي محركات البحث، في حين أن المسلسل الذي ورد فيه اسمه يتناول حياة الإمام الشافعي ، لكن الذهب يظل ذهبًا مهما طال الزمان ومهما ابتعدت الآثار، فللمصريين أن يحزنوا غير ملومين إذا ما طالعوا قول الإمام الشافعى عن الإمام المصرى الليث بن سعد، نصير الفقراء، وظهير الضعفاء، عزيز النفس، صافى الوجدان، فقد كان الشافعى يقول: “الليث أفقه من مالك إلا أن قومه أضاعوه وتلاميذه لم يقوموا به“.

نعم لقد أضعنا الليث بن سعد الفقيه المحدث الكريم، واسع العلم شديد الهمة، سخى القلب والروح واليد، وللأسف ما زلنا نضيع هذا الفقيه العالم المصلح الحالم، تاركين أثره ومدرسته الفقهية الرفيعة لتغوص فى النسيان وتذبل عبر الأزمان، فبرغم شهرة الإمام الليث بن سعد الكبيرة لكن تلامذته لم يحفظوا أثره، حتى أن الإمام الشافعى الذى حاول أن يجمع من تراثه وآثاره قدر ما يستطيع عانى كثيرًا فى سبيل هذا الغرض، ويستمر التجاهل المرير الذى ضيع جهد الإمام كما يستمر الجهل بقيمته حتى عصرنا الحاضر ليعانى الأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى وهو يجمع ما ورد عنه ليضمه فى كتابه الممتع “الأئمة التسعة” من نفس المأساة التى عانى منها الإمام الشافعى، حتى أنه حينما ذهب إلى مسجد الإمام بالقاهرة وجد جامعه وقد ضربه الإهمال وتسللت إليه الماعز “فأكل ما بالمكتبة من كتب ومخطوطات وكنوز علمية ثمينة“!!.

ويبدو أن قدر هذا الإمام الكبير والعالم الجليل والفقيه المجيد، الإهمال، فقد عانيت أثناء إعدادى لهذه اللمحة عن الإمام وفقهه وتاريخه معاناة مشابهة لما عاناه الشرقاوى، ولم أجد عنه ما يشفى غليل الباحث وما يجعل الواحد يقف على فقه هذا الرجل وطبيعته، ولم أجد كتبًا متخصصة موثوق فيها للتعريف بهذا الإمام غير كتاب الإمام عبد الحليم محمود “الليث بن سعد إمام أهل مصر”، بالإضافة إلى الفصل الذى كتبه “الشرقاوى” عنه، وأثناء قراءتى لكتاب الإمام عبد الحليم محمود وجدت أنه كثيرًا ما يرجع إلى بحث آخر للإمام الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق، لكنى لم أعثر على أى أثر لهذا البحث، أما آخر الكتب التى لم يسعفنى الحظ بالاطلاع عليها فهو كتاب بعنوان “الليث بن سعد” محمد رواس قلعة جى صاحب الموسوعة الفقهية الكبيرة وللأسف لم أجد هذا الكتاب فى مكتبات مصر، فقلت إننا نتفنن فى تضييع هذا الإمام الجليل، كما قال الإمام الشافعى.

After Content Post
You might also like