دراسة تحذر من الهواء الملوث: قد يتسبب في انتشار مقاومة للمضادات الحيوية
حذرت دراسة عالمية جديدة، من وفاة 10 ملايين حالة سنويا، بحلول عام 2050، نتيجة تلوث الهواء، وذلك بسبب مقاومته للمضادات الحيوية.
ووجد البحث العلمي المنشور في مجلة “The Lancet Planetary Health”، أن “مقاومة المضادات الحيوية تزداد جنبا إلى جنب مع مستويات ملوثات الهواء المعروفة باسم “PM 2.5″، وهي عبارة عن جزيئات صغيرة من المواد الصلبة أو السوائل في الهواء، مثل الغبار والأوساخ، والسخام، والتي تنشأ من احتراق المحركات، ومن الممكن أن تخترق الرئتين ومجرى الدم”.
وقال الباحثون: “لقد تعزز الارتباط بمرور الوقت، إذ أدت التغييرات في مستويات “PM2.5” إلى زيادات أكبر في مقاومة المضادات الحيوية، خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي قد يسرّع من ما يسمى “عصر ما بعد المضادات الحيوية”، إذ تصبح فيه الجراثيم الخارقة، أو الأمراض المقاومة للأدوية، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، منتشرة وسائدة”.
وكشف العلماء عن عثورهم على مستويات عالية بشكل خاص من ملوثات الهواء ومقاومة المضادات الحيوية، في مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.
وفي الدراسة، قام العلماء بتحليل البيانات من 116 دولة، بين عامي 2000 و2018، لكنهم أقروا بالقيود الناتجة عن التباينات في الأرقام المتاحة.
وقال الأستاذ الذي قاد الدراسة، هونغ تشن، من جامعة تشجيانغ الصينية:
إن مقاومة المضادات الحيوية وتلوث الهواء هما في حد ذاتهما من بين أكبر التهديدات للصحة العالمية، وحتى الآن لم تكن لدينا صورة واضحة للروابط المحتملة بين الاثنين.
وأردف: “لكن دراستنا تشير إلى أن فوائد التحكم في تلوث الهواء يمكن أن تكون ذات شقين، أولًا: تقليل الآثار الضارة لنوعية الهواء الرديئة فقط، وثانيًا: في إمكانها أن تلعب دورا رئيسيا في مكافحة ارتفاع وانتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية”.
ويقدّر مؤلفو الدراسة، أن “مقاومة المضادات الحيوية المشتقة من تلوث الهواء، تسببت في نحو 480 ألف حالة وفاة مبكرة، في عام 2018، وحذروا من أنه إذا لم يتم بذل أي جهود ملموسة لعلاج الوضع في المستقبل، فقد يرتفع عدد الوفيات بنسبة 56.4%، بحلول عام 2050”.
وبقي العلماء لسنوات يدقون ناقوس الخطر، بشأن العواقب المميتة لمقاومة المضادات الحيوية، والتي تسمى أحيانا “الوباء الصامت”.
يشار إلى أنه، في فصل الصيف لعام 2023، تركت جودة الهواء السيئة الناجمة عن حرائق الغابات أجزاء من أمريكا وكندا في ضباب مشؤوم، ما أثار مخاوف متجددة بشأن العواقب الصحية للتلوث، والتي تم ربطها بالفعل بالسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وحتى الخرف والاكتئاب.