نور يانج يكتب: تعزيز التقدم البشري الشامل من خلال التحديث الصيني النمط

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالته بمناسبة رأس سنة 2024 الجديدة إنه يجب علينا تعزيز التحديث الصيني النمط بثبات والتنفيذ الكامل والدقيق والشامل لمفهوم التنمية الجديد وتسريع بناء نمط تنموي جديد، مما يعزز التنمية عالية الجودة.
لقد تحسن وانتعش الاقتصاد الصيني في عام 2023، وتعزز الإصلاح والانفتاح بعمق وتحسن أمن معيشة الشعب بشكل فعال وأحزر تقدما مهما في بناء نظام صناعي حديث بجودة عالية. إن نقطة الانطلاق بالنسبة للتحديث الصيني النمط تتمثل في تمكين أكثر من 1.4 مليار صيني من العيش حياة أفضل، وبالنسبة للعالم، فإن هذا يعني سوقا أوسع وفرص تعاون غير مسبوقة، كما سيضخ قوة دافعة قوية في تحديث العالم.
بسبب تفاقم المشاكل العالمية مثل الجائحة والصراعات الإقليمية، كان الانتعاش الاقتصادي العالمي ضعيفا في السنوات الأخيرة وتزايدت الأحادية والحمائية بشكل كبير، وتواجه المجتمع البشري تحديات غير مسبوقة. في هذا الصدد، لقد ظلت الصين تضع دائما مستقبل ومصير البشرية على رأس أولوياتها وتقف بثبات إلى جانب تعزيز تقدم وتنمية الحضارة الإنسانية، وفي الوقت الذي تسعى فيه إلى تحقيق تنميتها الخاصة، تدعو بنشاط إلى التعاون المربح للجانبين وتعزز إصلاح نظام الحوكمة العالمية وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية ونوع جديد من العلاقات بين الدول الكبرى، وتلعب دوراً أكثر أهمية تدريجيا في الحفاظ على الاستقرار والتنمية في العالم.
تعد الصين ثاني أكبر مساهم في الأمم المتحدة وثاني أكبر مساهم في عمليات حفظ السلام، وقد أرسلت أكثر من 50 ألف شخص للمشاركة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حتى الآن، وأرسلت ما مجموعه 30 ألف عضو من الفريق الطبي إلى 76 دولة ومنطقة وتم علاج 290 مليون مريض. و خلال السنوات الثلاث من الجائحة قدمت الصين أكثر من 2.2 مليار جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية. لقد حظي نهج الصين باعتراف العالم أجمع وأظهر للعالم أيضا مسؤوليتها كدولة كبرى.
وفي الوقت نفسه، ظلت الصين تلتزم بتوسيع الانفتاح رفيع المستوى وتيسير الوصول إلى الأسواق وخلق نمط دولي من التعاون المربح للجانبين، كما واصلت الصين زيادة المساعدات الخارجية والتعاون لدعم ومساعدة البلدان النامية على تسريع وتيرة تنميتها.
تُعرف الصين باسم “مصنع العالم” و”سوق العالم”، حيث تجاوز متوسط مساهمتها في النمو الاقتصادي العالمي 30% في السنوات العشر الماضية وتجاوزت مساهمتها في الحد من الفقر العالمي 70%، وقامت ببناء شبكة مناطق تجارة حرة رفيعة المستوى للعالم ووسّعتها باستمرار وأصبحت شريكًا تجاريًا رئيسيًا لأكثر من 140 دولة ومنطقة. وقد أدت مبادرة “الحزام والطريق” التي اقترحتها الصين إلى رفع إجمالي حجم التجارة المتعددة الأطراف للدول المشاركة إلى 19.1 تريليون دولار أمريكي، ويتوقع البنك الدولي أنه من خلال الاستفادة من بناء “الحزام والطريق”، سيتم تخليص إجمالي 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع خلال الفترة بين 2015 و2030. تعمل الصين بثبات على توسيع انفتاحها بشكل شامل وربط الأسواق المحلية والأجنبية بشكل فعال وتقاسم الموارد. وباعتبارها “عامل استقرار” للتنمية العالمية، ستوفر الصين فرصا جديدة للعالم من خلال تنميتها الجديدة وضخ زخم أقوى في التعاون الدولي.
إن تحقيق التحديث لدولة تحتضن أكثر من 1.4 مليار نسمة ككل، هو الأمر الذي سيطلق بالتأكيد المزيد من فرص السوق الضخمة وسيكون له تأثير إيجابي مهم على التنمية العالمية، كما سيوسع التحديث الصيني النمط أيضا طرق التحديث أمام الدول النامية، مما سيجلب المزيد من التنوير الجديد للتقدم الشامل للبشرية.
وبغض النظر عن مدى اضطراب العالم وتغيره، يُعدّ تعزيز بناء مجتمع ذات مصير مشترك للبشرية مطلبا أساسيا للتحديث الصيني. وبالنظر إلى المستقبل، فإن العالم لديه سبب للاعتقاد بأن تعزيز الشعب الصيني بشكل شامل للنهضة العظيمة للأمة الصينية من خلال التحديث الصيني النمط، سوف يضخ قوة دافعة لا تنضب في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ويقود اتجاه مسار العصر وتقديم مساهمات أكبر للتقدم البشري والاستقرار والرخاء العالمي.