من يعمل سائقًا على الطريق السريع ويجمع الصلوات دون مسافة قصر.. الإفتاء توضح
من يعمل سائقًا على الطريق السريع هل يجوز له جمع الصلوات من غير مسافة القصر؟، لاشك أنه من الاستفهامات التي يبحث عن حكمها كثيرون ممن يتعذر عليهم أداء الصلوات في وقتها وليس فقط من يعمل سائقًا على الطريق السريع ، وحيث إن الصلاة فريضة وهي عماد الدين وثاني أركان الإسلام الخمسة ، لذا لا ينبغي التهاون في أمر الصلاة سواء من يصعب عليهم أدائها في وقتها أو من يعمل سائقًا على الطريق السريع ويضطر لجمع الصلوات .
قالت دار الإفتاء المصرية، عن حكم من يعمل سائقًا على الطريق السريع ويجمع الصلوات من غير مسافة القصر ، إن أداء الصلوات المفروضات في أول أوقاتها المحددة شرعًا أمر مستحب، ويجوز الجمع لعذر السفر أو المرض أو غير ذلك من الأعذار.
وأوضحت “الإفتاء” في إجابته عن سؤال: ( أعمل سائقًا على الطرق السريعة فهل يجوز لي جمع الصلوات في غير مسافة القصر؟) ، أن أداء الصلوات المفروضة في أول وقتها أمر مستحب شرعًا، وهو من أحب الأعمال إلى الله تعالى، والجمع بين الصلوات المفروضة لعذر كمرض أو سفر ونحو ذلك، أمر جائز شرعًا باتفاق جمهور العلماء.
وأضافت أنه بناء عليه إذا كنت في مهمة عمل يغلب على ظنك فيها أن وقت الصلاة قد يخرج قبل التمكن من أدائها، وكانت هذه الصلاة مما يجمع، فيجوز لك الجمع في هذه الحالة لكن من غير قصر الصلاة، وإلا فينبغي لك الالتزام بأدائها في وقتها المحدد شرعًا.
حكم جمع الصلوات
وأشارت إلى أن الناظر في الشريعة الإسلامية يجد أنَّ مبناها على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين؛ وفي ذلك رعاية لحالهم وتحقيق لمصالحهم، وقد دل على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والقواعد الفقهية: فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقوله عز وجل: ﴿يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28].
وتابعت: ومن السنة المطهرة: عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ»، أخرجه الإمام أحمد، منوهة بأن من القواعد: قاعدة: “المشقة تجلب التيسير”، وغيرها، وفي ذلك دليل على رفع الحرج والمشقة الزائدة عن المكلفين؛ قال العلامة الصنعاني في “فيض القدير” (3/ 203، ط. المكتبة التجارية): [إنما بعث بالحنيفية السمحة البيضاء النقية واليسر الذي لا حرج فيه: ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾؛ واستنبط منه الشافعية قاعدة: “إن المشقة تجلب التيسير”] اهـ.
ولفتت إلى أن هناك أمثلة كثيرة في الشريعة الإسلامية للتيسير ورفع الحرج عن المكلفين:
منها على سبيل المثال: تخفيف عدد الصلاة من خمسين إلى خمس فقط؛ كما جاء ذلك في حديث الإسراء والمعراج، ومنها: جمع الصلاة الرباعية وقصرها إلى ركعتين في حالة السفر.