هل طلب الدعاء من الفقير بعد إعطائه الصدقة ينقص الثواب
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا حرج في طلب المسلم الدعاء من غيره، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل) رواه مسلم.
وأضاف وسام، فى إجابته عن سؤال (حكم دفع صدقة وطلب من المتصدق عليه الدعاء له؟)، يقول الإمام النووي رحمه الله في كتاب “الأذكار” (ص/40): “باب استحباب طلب الدعاء من أهل الفضل وإن كان الطالب أفضل من المطلوب منه، والدعاء في المواضع الشريفة.
اعلم أن الأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تحصر، وهو مجمع عليه”، ويتأكد جواز طلب الدعاء ممن يظن به الصلاح، سواء تصدق عليه أم لا، ولكن لا يلزم أن يكون كل فقير صالحا، فكثير من الفقراء بعيدون عن الله سبحانه؛ فالأولى طلب الدعاء ممن عرف بالخير والصلاح، أو غلب على الظن فيه ذلك، وليس ممن عليه مظاهر الفقر والمسكنة.
وأشار الى أنه في جميع الأحوال لا يقصر في سؤال الله تعالى حاجته بنفسه، فقد قال عز وجل: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة/186، والأفضل أن تكون الصدقة خالصة لله عز وجل لا لأجل أن يدعو له الفقير؛ كي ينال المتصدق الثواب كاملا، وإلا نقص من أجره بقدر ما اعتاض به من الدعاء. قال تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) الإنسان/9.
وتابع قائلا : أن الصدقة قبل أن تقع فى يد المحتاج تقع فى يد الرحمن تبارك وتعالى كناية عن القبول، فدعاء المتصدق عليه للمتصدق له تباعا لسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا عمر “لا تنسانا يا اخى من دعائك” فهذه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.