المدير الإقليمي لجمعية السياحة البيئية: واحة سيوة نموذج عالمي يحتذى به
أكد محمد خليفه هليل المدير الإقليمي للجمعية الدولية للسياحة البيئية المصرية على أن السياحة المستدامة تعتبر نمط سياحي شامل ومناسب للتطبيق على كل الموارد الطبيعية السياحية بمصر مضيفا انها تعد منهج متكامل للتوازن بين السفر والسياحة وبين التوازن البيئي والاقتصادي والاجتماعي .
واشار خليفه إلى أن السياحة البيئية من ابرز انواع السياحة الهادفة للحفاظ على البيئة والتركيز على المحميات الطبيعية والمنشآت الفندقية صديقة البيئة كما تعمل على نشر الثقافة السياحية لدى السائح للتعامل مع البيئة في تجربته السياحية.
واشاد المدير الإقليمي للجمعية الدولية للسياحة البيئية في مصر بتوجه الدولة للاقتصاد المستدام والتنمية بصفة عامة مما انعكس على القطاع السياحي مع اصرار وزارة السياحة والآثار على تطبيق اشتراطات الممارسات الخضراء الصديقة البيئة للحفاظ على الموارد الطبيعية في كل مناطق الجذب السياحي بالجمهورية والتي بدأت في مدينة شرم الشيخ الساحرة كمرحلة اولى مطالبا بتسريع الوتيرة في تطبيق هذه الرؤية البيئية في المدن كافة تباعا لحماية التراث الثقافي و البيئي للمجتمعات المحلية مما يبلور منتج السياحة البيئية.
وأشار خليفة إلى أن واحة سيوة بمحافظة مطروح تعتبر من ابرز النماذج الممثلة للسياحة البيئية مع قيام المنشآت الفندقية بتطبيق معايير هذا المنتج السياحي ومنها إستخدام المواد صديقة البيئة في الانشاءات وطريقة تدوير المخلفات وايضا توليد الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية وغيرها من المعايير حيث تقوم الوزارة بإيفاد لجان للتفتيش بصفة دورية على المنشآت الفندقية لإعادة تقييمها وفقاً لمعايير تصنيف شهادات الاستدامة البيئية طبقا للممارسات الخضراء الصديقة للبيئة بهذه المنشأت.
وأشار المدير الإقليمي للجمعية الدولية للسياحة البيئية في مصر إلى زيادة الإقبال من السياح على فنادق نمط السياحة البيئية في واحة سيوة خلال الفترة الأخيرة خاصة والتوجهات العالمية نحو التحول الأخضر وتقليل الانبعاثات والذي شهد الاهتمام الدولي في الفترة الأخيرة خاصة مع انعقاد مؤتمري cop27 بشرم الشيخ وcop 28 بدبي، فضلا عن أن تداعيات التغيرات المناخية تشجع على ممارسة هذه التجارب والأنماط السياحية الفريدة مضيفا ان الزائرين والسائحين لواحة سيوة يلقون ما يستحقونه من تجربة سياحية متميزة في العديد من الفنادق البيئية في الواحة ما يعزز القدرة التنافسية للمقصد السياحى المصرى.
وعن الجمعية الدولية للسياحة البيئية أوضح أنه تم إنشائها عام ١٩٩٦ في الولايات المتحدة الأمريكية وينتسب لها اكثر من ١٥ الف عضو نشط من ١٩٠ دولة حيث تقيم مؤتمرات وفاعليات عالمية لنشر مبادئها دوليا ومنها تحقيق الوعي السياحي والترويج للنظم المبتكرة والطرق الجديدة للحفاظ على البيئة وتقديم النصح والارشاد وتحقيق الاستغلال الصحيح والأمثل للموارد الطبيعية، ما يساهم في الحفاظ على استدامة صناعة السياحة أجل الأجيال القادمة وخاصة لما تمثله هذه الصناعة من أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد القومى.
واضاف المدير الإقليمي للجمعية الدولية للسياحة البيئية في مصر ان الجمعية الدولية للسياحة البيئية غير هادفة للربح وتعمل على التوعية الشمولية فيما يخص الأفراد او الحكومات لنقل الخبرات والتجارب الثقافية في منتج السياحة البيئية مشددا على دورها التوعوي للكوادر العاملة بالقطاع لتعميم الاستدامة في السياحة وإلهام التغييرات الإيجابية في هذه الصناعة بالإضافة إلى التدريب والتأهيل للدول النامية لضمان تفعيل الممارسات السياحية المستدامة.
واشار محمد خليفه الى نجاح انعقاد المؤتمر السياحة البيئية والمستدامة في الأقصر في شهر سبتمبر الماضي والذي نظمه تحت رعاية الجمعية الدولية للسياحة البيئية حيث لأول مرة تستضيفه مصر مضيفا ان المؤتمر شهد مشاركة مصرية رسمية بحضور الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي ممثلة لوزارة السياحة والآثار بالمؤتمر بالاضافة الى نخبة عالمية مهتمة بنمط السياحة البيئية ومنها رئيس المنظمة بالولايات المتحدة والمديرين الإقليمين في اسيا وأفريقيا ونخبة من السياسين الأتراك المهتمين بالسياحة البيئية والمدير الإقليمي للخطوط الجوية التركية .
واضاف المدير الإقليمي للجمعية الدولية للسياحة البيئية ان من أبرز التوصيات التي خرج بها مؤتمر الأقصر للسياحة البيئية ٢٠٢٣ هو التواصل مع الجهات المعنية الرسمية والخاصة والمؤسسات المجتمع المدني مثل نقابة المرشدين السياحيين بمصر لنشر الطرق الحديثة للحفاظ على البيئة من خلال قيام الجمعية بدورها التدريبي للعاملين بالقطاع السياحي واعطائهم شهادات جودة معتمدة من المنظمة الدولية السياحة البيئية.
وكشف المدير الإقليمي للجمعية الدولية للسياحة البيئية في مصر عن اقامة مؤتمر للجمعية في تنزانيا يوم ٢٠ مايو الجاري بالاضافة الى استضافة ماليزيا لفاعلية ومعرض آخر للجمعية في شهر نوفمبر المقبل مشيرا إلى أن النتائج والتوصيات لاي لمؤتمر للجمعية تكون خاصة بالدولة التي تشهد هذه الفاعلية .
ولنقل تجارب الدول في منتج السياحة البيئية عقدت الجمعية مؤتمرات عدة في السنوات الماضية منها في كوسوفو وفيتنام وتركيا خاصة وان كل دولة تخطو بخطى ثابتة لحماية البيئة وتحقيق عناصر السياحة المستدامة من خلال تقليل التلوث الناتج عن القطاعات المرتبطة بمجال السياحة مثل قطاع النقل سواء الجوي أو البري أو البحري مشيرا الى ان النقل الجوي يمثل ٧٠ % من نسبة انبعاث الكربون في مجال النقل السياحي بشكل عام لتبدأ بعض شركات الطيران استخدام الوقود المستدام خاصة مع التزم عدة شركات من أعضاء اتحاد النقل الجوي الدولي IATA بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية في عملياتها بحلول عام 2050 فضلا عن اتجاه بعض الأسواق السياحية إلى تقليل هذه الانبعاثات في قطاع النقل البري كمثال في مصر ومسيرتها في التحول إلى النقل الأخضر بالإضافة إلى استخدام الطاقة النظيفة بوسائل النقل المختلفة.
وعن تحديات منتج السياحة البيئية في مصر فقد طالب المدير الإقليمي للجمعية الدولية للسياحة البيئية في مصر بالتركيز على القاهرة ومدن الصعيد ليكونوا مطابقين للمواصفات والاشتراطات العالمية للحفاظ على البيئة مشيرا إلى أن العدد الكبير من الفنادق في الأقصر وأسوان متواجدة على نهر النيل وهو ابرز الموارد الطبيعية فى البلاد والذي يجب الحفاظ عليه من التلوث البيئي مما يستوجب مرور لجان متخصصة حكومية تتبع وزارة البيئة والسياحة على هذه الفنادق وفحص طريقة صرفها وتخلصها من المخلفات لإعادة تدويرها بالإضافة الى متابعة الصيانة الدورية للمراكب النيلية .
كما دعا المدير الإقليمي للجمعية الدولية للسياحة البيئية في مصر لنشر الوعي البيئي بين العاملين في السياحة والسائحين وأيضا المجتمع المصري.