12 يوما و9 محطات غيّرت سوريا.. من هجوم الفصائل لسقوط «الأسد»

بعد نزاع امتد أكثر من 13 عاما، شهدت سوريا خلال الأيام القليلة الماضية تغييرا جذريا تمثّل ببدء هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها هجوما واسعا في شمال البلاد، انتهى بإعلانها دخول دمشق و”هروب” الرئيس بشار الأسد.

 

في ما يأتي عرض لبضعة أيام أدت إلى تغيير لم تعهده سوريا منذ عقود:

 

27 نوفمبر: البداية

 

أعلنت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) إضافة إلى فصائل معارضة مسلحة حليفة لها، بدء هجوم على مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية السورية في شمال البلاد انطلاقا من محافظة إدلب (شمال غرب)، أبرز معاقل للمعارضة.

 

أسفرت المعارك عن مقتل 141 شخصا في يوم واحد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

28 نوفمبر: قطع الطريق

 

حققت الفصائل المعارضة تقدما ميدانيا سريعا نحو حلب، كبرى مدن شمال سوريا وثاني كبرى مدن البلاد. وتمكنت من قطع الطريق الرئيسي بينها وبين دمشق.

 

وأعلن المرصد أن الفصائل قطعت “طريق دمشق-حلب الدولي (إم 5) عند بلدة الزربة في ريف حلب، إضافة إلى السيطرة على عقدة الطريقين الدوليين +إم 4+ و+إم 5+ عند مدينة سراقب”، ما أدّى إلى توقّف الطريق الدولي عن العمل بعد سنوات من إعادة فتحه.

 

29 نوفمبر: أبواب حلب

 

وصل المسلحون المعارضون إلى أبواب مدينة حلب بعد تقدم سريع في ريف المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وسيطرتهم على أكثر من 50 قرية وبلدة.

 

رد الجيش السوري المدعوم من روسيا بشنّ غارات جوية على إدلب ومحيطها.

 

وبينما أكدت السلطات السورية العمل على صدّ هجوم الجماعات “الإرهابية”، دعتها موسكو إلى “إعادة فرض النظام” في ريف حلب بصورة “عاجلة”.

 

30 نوفمبر: تقدّم

 

سيطرت هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها على معظم أحياء مدينة حلب إضافة إلى مطارها الدولي والمباني الرسمية والسجون.

 

شنّ الطيران الروسي غارات جوية كانت الأولى على المدينة منذ استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها بالكامل في العام 2016.

 

تقدمت المعارضة بشكل إضافي في محافظة إدلب وسيطرت على مدينة سراقب.

 

1 ديسمبر: حلب خارج السيطرة

 

أصبحت مدينة حلب خارج سيطرة القوات الحكومية السورية بشكل كامل للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011، مع استحواذ هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها على كل أحيائها باستثناء الكردية منها.

 

توعّد الأسد باستخدام “القوة” للقضاء على “الإرهاب”، وفق ما أوردت الرئاسة، معتبرا أن “الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أياً كان داعموه ورعاتُه”.

 

أسفرت ضربات روسية على إدلب عن مقتل ثمانية أشخاص، بحسب المرصد.

 

2 ديسمبر: تأكيد الدعم

 

توازيا مع هجوم هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها، تقدمت فصائل مسلحة مدعومة من تركيا للسيطرة على مدينة تل رفعت (شمالا) وطرد القوات الكردية منها.

 

اعتبر الأسد أن الهجوم في شمال سوريا محاولة “لتقسيم المنطقة.. وإعادة رسم خرائطها”. وقال خلال اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، وفق ما أوردت الرئاسة السورية، “ما يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافا بعيدة في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد”، مؤكدا أن “التصعيد لن يزيد سوريا وجيشها إلا إصرارا على المزيد من المواجهة”.

 

أكدت طهران وموسكو الدعم “غير المشروط” لدمشق. وقامت طائرات روسية وسورية بقصف مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل.

 

5 ديسمبر: سقوط حماة

 

سيطرت هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها على مدينة حماة (وسط)، حيث تم إسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد.

 

بدأ آلاف السكان بمغادرة حمص، ثالث كبرى مدن البلاد، في ظل التقدم الذي تحققه الفصائل المسلحة، مع تجاوز حصيلة أسبوع من القصف والمعارك 700 قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

7 ديسمبر: سقوط حمص

 

أعلنت فصائل المعارضة أنها سيطرت على مدينة حمص الاستراتيجية، لتقترب بذلك من العاصمة حيث قالت السلطات إنها فرضت “طوقا أمنيا وعسكريا قويا”.

 

اعتبر قائد هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني أن السيطرة على حمص هي “الحدث التاريخي الذي سيفصل بين الحق والباطل”، وذلك بُعيد إعلان الفصائل توغلها داخل أحياء المدينة لتمشيطها إثر انسحاب القوات الحكومية منها.

 

شهد اليوم عينه إعلان الفصائل المعارضة أنها تقترب من دمشق، بينما فقدت القوات الحكومية السيطرة على محافظتي درعا والقنيطرة بجنوب البلاد.

 

دبلوماسيا، اعتبرت موسكو أنه من غير المقبول أن تتولى “جماعة إرهابية” حكم سوريا، بينما شهدت العاصمة القطرية الدوحة اجتماعا بين وزراء خارجية كل من روسيا وإيران وتركيا للبحث في تسارع الأحداث في سوريا.

 

ومع تقدم ساعات الليل، أعلنت فصائل المعارضة أن قواتها بدأت بدخول دمشق.

 

في الموازاة، أفاد مصدر مقرب من حزب الله اللبناني أن الفصيل الحليف للأسد سحب عناصره من محيط دمشق وفي حمص باتجاه لبنان ومنطقة الساحل السوري.

 

8 ديسمبر: “عهد جديد”

 

أعلنت فصائل المعارضة “هروب” الأسد، و”بدء عهد جديد” لسوريا، بعد دخول قواتها دمشق. وقالت “الطاغية بشار الأسد هرب… نعلن مدينة دمشق حرة”.

 

من جهته، أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده لتسليم المؤسسات إلى أي “قيادة” يختارها الشعب.

 

وأفاق سكان العاصمة على مظاهر ابتهاج مع إطلاق الرصاص في الهواء احتفالا لساعات، مترافقا مع تكبيرات المساجد والهتافات والزغاريد.

 

أسقط جمع من السوريين تمثالا للرئيس الراحل حافظ الأسد في وسط دمشق، بحسب شريط فيديو لوكالة فرانس برس.

 

544

 

بعد سقوط النظام.. كيف سيكون شكل “سوريا الجديدة”؟

 

شهدت سوريا حدثا تاريخيا بإعلان سقوط النظام السوري، إيذانا بانتهاء 13 عاما من الحرب والمعاناة، في تطور يطرح تساؤلات جوهرية حول ملامح المرحلة الانتقالية وشكل سوريا الجديدة.

 

وبحسب المتحدثة السابقة باسم قوى الثورة والمعارضة السورية فرح الأتاسي، فإن هذا اليوم يمثل “نهاية معاناة الشعب السوري واستعادة قراره الوطني”، مؤكدة أن “سقوط النظام يعني طي صفحة ولاية الفقيه في سوريا وسقوط الميليشيات الموالية لإيران”.

 

وأضافت أن المرحلة المقبلة تتطلب “توحيد الجهود لإعادة بناء سوريا بمشروع وطني شامل”.

 

ملامح المرحلة الانتقالية

 

شدد مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية مهند عزاوي على أهمية رسم خريطة طريق تتضمن تنسيقا عربيا ودوليا لدعم سوريا.

 

وقال عزاوي: “القرار العربي أصبح أكثر استعدادا لدعم استقرار سوريا، شرط التوافق على مشروع سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري”.

 

ومع ذلك، أشار إلى تحديات كبيرة تتعلق بقدرة المعارضة على التوحد وتقديم قيادة موحدة للمفاوضات مع المجتمع الدولي.

 

في السياق ذاته، رأى العسكري السوري المتقاعد الذي يدعم المعارضة أسعد الزعبي، أن المرحلة المقبلة يجب أن تركز على ضبط السلاح داخل سوريا.

 

وقال: “الالتزام الوطني بين الفصائل المسلحة يعكس وعيا عميقا بمصلحة الوطن، وهو ما يجب البناء عليه لتجنب صراعات داخلية في المستقبل”.

 

وتتسم المعارضة السورية الحالية بتعدد الأطياف بين الفصائل المسلحة ذات المرجعيات الإسلامية والأيدولوجية، إلى جانب القوى السياسية الليبرالية، وهذا التنوع، وفقا للمحلل السياسي عادل محمود يمثل “تحديا للوصول إلى توافق حول شكل الدولة المقبلة”.

 

وأضاف: “من المرجح أن يتم تشكيل مجلس عسكري مؤقت لإدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية، لكن يبقى السؤال حول طبيعة النظام المستقبلي”.

 

الدور الإقليمي والدولي

 

يرى المحللون أن الدور العربي سيكون أساسيا في سد الفراغ الذي تركته إيران وحزب الله في سوريا.

 

وأكد محمود أن “الولايات المتحدة والدول العربية بحاجة إلى رؤية مشتركة لإعادة الإعمار ودعم سوريا اقتصاديا وسياسيا”.

 

في المقابل، تحدثت الأتاسي عن ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، مشيرة إلى أن ذلك سيكون خطوة حاسمة لدعم الشعب السوري وتحقيق الاستقرار.

 

ويبدو المشهد السوري مفتوحا على سيناريوهات عدة، فبينما تتطلع القوى الوطنية إلى بناء دولة ديمقراطية موحدة، يبقى القلق قائما من خطر التقسيم أو الفيدرالية.

 

وقال محمود: “ما حدث في دمشق مجرد بداية. يجب تحديد مصير المناطق الأخرى، مثل الساحل وشرق الفرات، لضمان وحدة الأراضي السورية”.

 

5488

 

طائرته استدارت فجأة ثم اختفت.. أين ذهب الأسد؟

 

بمجرد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد رسميا، اليوم الأحد، بإعلان الفصائل المسلحة، وكذلك رئيس الحكومة السورية، بدأت التساؤلات تطرح ” أين ذهب الأسد؟”.

وأظهرت بيانات موقع “فلايت رادار” أن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية يعتقد أن الأسد استقلها، أقلعت من مطار دمشق، في الوقت الذي سيطرت به فصائل المعارضة على العاصمة.

 

ووفق الموقع، أقلعت الطائرة بداية باتجاه منطقة الساحل السوري، بيد أنها استدارت فجأة وطارت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي عن الخريطة.

 

وكان ضابطان كبيران في الجيش السوري، أكدا لـ”رويترز” أن الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة.

 

وفي وقت لاحق، قال رئيس الوزراء السوري، محمد غازي الجلالي، إن مكان تواجد الأسد ووزير دفاعه “غير معروف منذ ليل السبت”.

 

وأشارت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر إسرائيلية، إلى أنه “ليس من المؤكد مغادرة الأسد الأراضي السورية”.

 

بينما قالت صحيفة “إسرائيل هيوم”، إن التقديرات تشير إلى أن الأسد “تحت الحماية الروسية في سوريا أو روسيا”.

 

وقبيل ذلك قال موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، نقلا عن مصادر إسرائيلية وأميركية، إن الأسد غادر دمشق منتصف الليل نحو إحدى القواعد الروسية في سوريا.

 

وأردف “أكسيوس”، أن الأسد توجه إلى قاعدة حميميم بنية السفر إلى موسكو، ولا مؤشرات على أنه غادر سوريا”.

 

 

After Content Post
You might also like